المقالات

فساد بلا عنوان..!

1641 2022-11-30

حمزة مصطفى ||   إنشغلت كل الأوساط, سياسية أم إعلامية, شعبية أم شعبوية, بالصيغة التي ظهر فيها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال مؤتمره الصحفي الأخير بينما تتكدس حواليه المليارات, مليار ينطح مليار. المليارات المكدسة هي جزء مما سمي بـ "سرقة القرن" والبالغة كلها نحو 3 ترليون دينار, وبالدولار  إثنان ونصف المليار دولار. بطل الفيلم الرئيس نور زهير بينما هناك أبطال آخرون بأدوار مختلفة وهناك كومبارس ومعهم ضيوف شرف وهؤلاء في العادة لن يكونوا بحكم أمور كثيرة معلنين. لماذا؟ لأن ضيوف شرفنا شرفاء. القي القبض على نور بالمطار بعد أن كان على وشك المغادرة. مشهد مثير من أصل الفيلم الطويل. وضعوه خلف القضبان بينما بقي باقي أبطال الفيلم ليس خارج القضبان فقط بل خارج البلد. إذن ليس أمامنا نحن والحكومة والعدالة ممثلة بالقضاء وجينين بلاسخارت سوى المسكين نور. كل حرقة قلوبنا وضعناها بنور. تظهر صورته بالمواقع حتى نبدأ نتنمر لا عليه بل على أنفسنا لأنه غير قابل للتنمر. (واحد مشتري نص شارع الأميرات منو أخو أخيته يتنمر عليه).  إذن طوال الفترة الماضية من اليوم الذي أنزلوه من الطائرة حتى إعلان الحكومة إستعادة جزء من مبلغ السرقة من حصته لم يكن لنا من حديث سوى نور وطلابة نور. صحيح ظهر مشهد جانبي يتعلق بضياء وقصة تهريب النفط, لكن من الواضح أن ضياء "شمع الخيط". وبين نور الذي قلبناه ظاهر وباطن لأننا نريد نطلع "حوبتنا بيه" وبين باقي مشاهد الفيلم الطويل, فاجأنا الزميل أحمد ملا طلال بقصة دابان ومادابان  والرخصة الرابعة وآسياسيل. ومع أن الحديث عن ضياء المختفي بات يتلاشى بينما قدم ابطال رخصة  الهاتف النقال الرابعة دعاوى قضائية ضد بعضهم فاجأنا ملا طلال أن برنامجه الشهير من على قناة يوتي في "مع ملا طلال" توقف مؤقتا لظرف طارئ.  نحن إذن حيال قصص لا بداية لها ولا نهاية. ومع كل تناقضات هذه القصص مع أبطالها المختلفين من رجال أعمال وسياسيين حقيقيين وإفتراضيين فإن القاسم المشترك بين كل هذه القضايا هو الفساد. الفساد الذي لاعنوان له.. لماذا يبدو فسادنا بلا عنوان؟ لأنك لاتستطيع الإمساك برأس الخيط في أية قضية أو مفصل. فسادنا "مبرجم" تمام "التبرجم". لذلك حين أعلن رئيس الوزراء نقلا عن القضاء إطلاق سراح المتهم نور بكفالة "ضجت" مواقع التواصل وتواصلت المواقع والوكالات والفضائيات مع مختلف الكتاب والمحليين والمدونيين والمغردين في كيفية إتخاذ مثل هذا القرار. حصل ذلك في وقت أعلن القضاء أن القانون يسمح بذلك طبقا للمادة التي أعتقل بموجبها نور. إذن لماذا هذا الغضب على القضاء الذي تحمل السوداني جزء من تبعاته مع أن هدفه كان هو إستعادة الأموال المنهوبة حتى لو كانت العملية مثل العافية بـ "التداريج".  ليس بوسعي لوم أحد لا القضاء الذي أطلق سراح نور بكفالة ولا رئيس الوزراء الذي أعلن ذلك نيابة عن القضاء ولا الرأي العام بمن فيه الشعبي والشعبوي لأننا حيال فساد لانستطيع أن نعرف بداياته وشكل نهاياته. بل نحن حيال فساد لم يعد بوسعنا وضع عنوان له.الخلاصة نبدو جميعا في ورطة بمن فينا المحروس لمدة إسبوعين .. نور..!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك