عدنان جواد ||
اليوم تربية الابناء اصبحت صعبة جداً، فلا يمكن مقارنة جيلنا بالجيل الحالي، فجيلنا عاش صعوبة الحياة وعدم وجود هذا التقدم في وسائل الاتصال والانترنيت، فكنا لا نعرف غير العمل ومطالعة الدروس، ننهض في الصباح الباكر قبل اذان الفجر، ونادراً ما تفوتنا صلاة الصبح، وننهي اعمالنا التي نكلف بها من قبل الاهل قبل ان تتوسط الشمس كبد السماء، ونحن في عمر الدراسة الابتدائية، التي نؤديها بأفضل صورة، بينما اليوم نجد من النادر ان ينهض الابناء قبل طلوع الشمس، بل تحول لديهم الليل الى نهار، فينامون في النهار ويسهرون في الليل، في متابعة البرامج التافهة والقنوات الفضائية التي تنشر الرذيلة والعلاقات المشبوهة، والمقاهي التي يرتادها الشباب ويتعلمون التدخين وحتى تعاطي المخدرات، والموبايل الذي اصبح مرافق لأغلب الشباب مثل ما كنا نصطحب هوية الاحوال المدنية خوفاً من تفتيش الانضباطية والشرطة المحلية والفرقة الحزبية، وهذا الجهاز خطره كبير اذا لم يستغل بالطريقة الصحيحة، ففيه برامج تشجع على التفاهة والفوضى والانحلال والالحاد والشذوذ الجنسي، فتجد الشباب يتابعون التحشيش وتسفيه الرموز وتشجيع عدم الاحترام للآباء والعلماء والاساتذة، وبالتالي فقدان البوصلة، فتجد الشاب بطله اما شخص تافه او لاعب او فنان منحرف يقلده في كل تصرفاته.
في اغلب الاحيان يسعى الاب ان يكون الابن افضل منه، في ان يكون محترماً، وان يربيه تربية صحيحة، وتحصيل العلوم والاخلاق، واحترام الناس وتقديرهم، وارفع الدرجات والمراتب في المجتمع، فيا ولدي كم سعيت وصرفت من وقت راحتي، واموال كان بالإمكان اوفرها لرفاهيتي ونهاية عمري عند ضعفي، وارتدي الملابس الغالية الثمن، والسفرات الترفيهية داخل وخارج البلد، فحرمت نفسي والعائلة من السكن الافضل والسيارة الاحدث، وكان كل التوجه الى الاهتمام بتربيتك وتوفير المستلزمات لذلك، من المدارس المحترمة، ودورات في الفقه والعقائد وتجويد القران وتعلم احكامه، واصطحابك الى المساجد والحسينيات للمشاركة في المجالس، ووفرت لك الكتب بأنواعها وفي جميع المجالات، فلم تطالع كتاب واحد، جلبت لك ( الموبايل) رغم علمي بانه سوف يضرك قبل ان ينفعك لكن كانت رغبتك امتلاك هذا الجهاز، وفعلا حدث ما كنت اتوقعه، فنحن نتعرض لغزو ثقافي، فأدمنت عليه فلا تفارقه دقيقة، تراسل اصدقاء السوء ، وتتابع التك توك، والتحشيش، واخبار المطربين والشعراء وخاصة المهاويل ، وما يفعله نظام التفاهة في المجتمع، تطالع اخبار محمد رمضان وعلي الشريفي وبنين الموسوي، ولم تطالع دروسك، فأصبحت درجاتك تلامس الصفر في اغلب الاحيان ، ادمنت شرب (الجكاير) ، والله اعلم بما لا علم لي به، اصبحت تسمع كلام اصحاب السوء، وتصم اذناك عن نصحي لك وارشاد المصلحين، تركت الصلاة لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر ولأنني الح عليك لتأديتها، احذرك من البقاء خارج المنزل في الليل ولكنك لا تسمع كلامي، في كل ما تقدم استخدمت معك لغة الانسان، ولكن يبدو انها لا تنفع مع امثالك، ولغة التعامل مع الحيوان لا اجيد استخدامها ولكني قد اضطر لاستخدامها، فأما تتصرف كانسان وتطبق ما مطلوب من الانسان ، فتحترم او تبقى في تصرفاتك التي تدل على انك اقرب الى الحيوان ، لأنها تبعد عن العقل والمنطق، وتجلب الويل والخسران في الدنيا والاخرة وربما خسارة الوالدين نتيجة تعرضهم لجلطة دماغية او سكتة قلبية بسبب تصرفاتك الصبيانية، فيا ولدي اسمع النصيحة قبل فوات الاوان، الدراسة تنجيك من الجهل والظلام، وتمهد لك الطريق للعمل المحترم، فصاحب الشهادة غالباً ما يفضل على غيره في التعيينات في القطاع العام والخاص، وان ضياع هذا الوقت الثمين من عمرك ، في امور عابرة لا تشعر بالخسارة الا بعد فواتها، وان الفرص تمر مر السحاب، السعيد من استغلها، والفرص الكبيرة لأصحاب العلم والدرجات والمراتب العالية، واطاعة الله والوالدين سوف تنجيك من عذاب جهنم، فهل انت متعظ.
https://telegram.me/buratha