حيدر الموسوي||
في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وان كان عدد سكان العاصمة اقل من عشر ما موجود الان من سكنتها الاصليين والوافدين جراء شحة فرص العمل في المحافظات
كانت المنصور ليس فيها سوى مطعمين معروفين والتي تعتبر من احدث المطاعم وقتها المشوار والساعة ومطعم قديم مازال موجود كباب نينوى
اما المناطق المجاورة لها فلا يتوفر فيها اي مطعم وخصوصا المناطق ذات الطبقة المترفة من الاغنياء والكفاءات العلمية فضلا عن المراتب العليا في الجيش من سكنتها
اليرموك انموذجا كانت هذه المنطقة وعبر تصميمها من خلال الشوارع العريضة والحدائق بفضل مساحات المنازل الكبيرة تعد من اهدأ الاماكن التي لن ترى في نهارها وليلها الا عدد جدا محدود من الافراد
تحولت اليوم منطقة اليرموك بسرعة عجيبة الى عشرات المطاعم والكافيهات
والمستغرب ان المطاعم واحد جوار الاخر كما هو الحال في المنصور ٣ مولات جديدة تجاور مول المنصور
هذه الظاهرة اقصد تسارع وتيرة انشاء المطاعم بشكل سريع وملفت للنظر ومن دون مراعاة خصوصية سكان تلك المناطق التي كانت هناك ضوابط صارمة فيما سبق بمحدودية فتح اي دكان او محل تجاري الا بحسابات وضرورات والموافقات بالعادة تأخذ وقت طويل جدا حتى يتم منح اجازة لهذا الغرض ، فبدأت تزحف طاهرة المطاعم والمولات داخل ازقة المناطق السكنية شيئا فشيئا التي شوهت تلك المدن بحجة الاستثمار وحركة العمل ومتطلبات الوضع القائم وانفتحت قريحة كل من لديه اموال ان يقوم بفتح هكذا مشاريع للطعام او الكافيه
فلا توجد اي جهة تراجع ما يحدث من هدم وتخريب حضاري وازعاج الساكنين داخل مناطق سكناهم الاصلية
لا نعلم بعد عقد من الان كم سيصبح عدد المطاعم والمولات في بغداد لوحدها قد نتخطى العالم في ذلك وندخل موسوعة غينيس للارقام القياسية تحت عنوان الرفاهية
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha