قاسم سلمان العبودي ||
لا شك أن السياسات النقدية العراقية الفاشلة والتي ابتدأت بشكل واضح وسيء جداً بعد أستلام مصطفى الكاظمي لدفة رئاسة الوزراء ، ألقت بظلالها السلبية على المواطن العراقي وقدرته الشرائية . وقد برر وقتذاك القائمون على البنك المركزي العراقي ، أن أرتفاع سعر صرف العملة الأجنبية جاء للحد من عمليات تهريبها خارج العراق . لكن للأسف الشديد تبين بعدها ، أن تلك التبريرات الغير منطقية ، لم تكن سوى ذر الرماد في عيون المواطنين الذين تضرروا من ذلك الأرتفاع في الصرف .
يبدوا أن ملف ( الدولار ) هو الآخر من الملفات الضاغطة على الحكومة العراقية حالياً ، وذلك بسبب التدخل السافر للسفارة الامريكية ، والتي يبدوا أنها تتحكم به بشكلٍ مطلق وواضح . وقد تم تبرير الأرتفاع الاخير أيضاً بحجج واهية وغير مقنعة للمواطن الذي بدأ يعي لعبة الأرتفاع . والأنكأ من ذلك هو بيان البنك المركزي الذي أُعلن من خلاله بأن البنك عازم على عودة صرف سعر الدولار الى ما كان عليه قبل الأرتفاع الأخير والذي تخطى حاجز المائة وخمسون ألف دينار عراقي مقابل المائة دولار .
كأن بيان البنك المركزي يحاول تثبيت سعر الدولار بمائة وست وأربعين الف دينار مقابل المائة دولار ، في وقت أخذ بعض نواب البرلمان بتجميع تواقيع تطالب الحكومة بخفض سعر صرف الدولار أمام العملة المحلية الى ما كان عليه بسعر 122 الف دينار لكل مائة دولار . أن أرتفاع سعر صرف الدولار أذاق المواطن ذل التقشف في وقت يصرح فيه المتخصصون في الأمور المالية بأن أحتياطيات البنك المركزي وصل الى مستويات قياسية غير مسبوقة .
مما تقدم نرى بأن هناك مافيات سياسية واقتصادية ، تحاول عرقلة عملية الاصلاح السياسي والأقتصادي الذي أعلن عنه اخيرا السيد محمد شياع السوداني من خلال برنامجه الأصلاحي . وضع العصى في دواليب برنامج الحكومة العراقية ديدن أدوات المحتل الذي يحرك الملفات الضاغطة بشكل واضح ، مثل ملف الطاقة وملف العلاقات الخارجية وغيرها من الملفات التي تتحكم فيها السفارة الاميركية بشكلٍ مخزي وواضح .
نرى بأن لدى حكومة السيد السوداني فرصة حقيقية بالضغط على السفارة الاميركية وذلك من خلال التلويح بتفعيل القرار القاضي بخروج القوات الأجنبية ، أو ألغاء بعض القرارات السابقة والتي أبرمت في زمن الكاظمي ، والتي دُعمت من قبل السفارة الاميركية ، وذلك لوضع حد فاصل بين التدخل الخارجي ومصلحة المواطن الذي تضرر كثيراً بسبب السياسات الفاشلة التي أرهقته كثيرا . نعم توجد فرص كبيرة جدا على الحكومة الآن المناورة فيها من أجل تجسير العلاقة بين الشعب والحكومة والتي تكاد تنعدم في ظل الظروف الاقتصادية السائدة .
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha