المقالات

النفاق للوصول إلى المناصب في العراق

1197 2022-12-19

وليد الطائي ||

 

أصبح النفاق الاجتماعي ظاهرة واضحة بالمجتمع العراقي، مما تسبب باختلال التوازن في الحياة اليومية للمواطنين، حيث تعتبر المصلحة الشخصية هي السبب الأكثر وضوحاً للنفاق.

واكثر حالات هذه الظاهرة نجدها عند اغلب الاشخاص الذين يتصنعون ويتلونون في العلاقات للحصول على غاية معينة، كالتعيين والمناصب والاستثمار في المشاريع، فهؤلاء نجدهم يتملقون في العلن لشخصية معينة ويهاجمون هذه الشخصية في المجالس الخاصة ليمارسوا في ذلك الكذب والخداع في العلاقات.

وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي، المنصة الأولى لعرض صور النفاق الاجتماعي، بعد ظهور اشخاص ينضرب فيهم المثل في النفاق، فتارة نراهم يمتدحون شخصية معينة وتارة أخرى نراهم يذمون وينتقدون هذه الشخصية ليصبح التلون الصفة السائدة في حياتهم اليومية.

ولم يقتصر النفاق الاجتماعي على هذه الشخصيات التي ربما وجدت التلون والكذب الطريق الاقصر لتحقيق مصالحها، بل تعداها في ذلك ليصل إلى الطلبة في الجامعات وفي الأسواق والمنتديات الثقافية.

ولعل أهم الأسباب لانتشار هذه الظاهرة في المجتمع العراقي، هو تراجع أداء الدولة ودورها في القضاء على البطالة والأمية وانتشار الفساد والرشوة، وشعور المواطنين بغياب العدالة التي أدت لظهور شخصيات استطاعت من خلال سرقة المال العام أن تصبح من أصحاب المليارات في العراق.

أن القضاء على هذه الظاهرة صعب جدا في العراق لكن يمكن التقليل منها عن طريق تثقيف المجتمع الذي أصبح جزء منه يمتلك الثقافة الظاهرية فقط للحصول على غاية او منصب او منفعة، كذلك عن طريق نبذ هذه الظاهرة وتوعية الناس عن خطورة المنافق في المجتمع.

كما يجب على الدولة العمل على تقليل نسبة البطالة ومحاربة الفساد الذي أدى إلى تبوء شخصيات غير مهنية لمناصب مهمة في الدولة عن طريق التملق للأحزاب، والوصول إلى الامتيازات والأموال، ليتم بذلك خداع الناس عن طريق هذه الشخصيات عن طريق إطلاق وعود كاذبة للوصول إلى مناصب رفيعة، لتصبح بذلك هذه الظاهرة كقاعدة تعتمد بها الأجيال للوصول إلى أهدافهم.

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك