المقالات

احتفالات لا تليق بالجامعات


 

عبد الرحمن المالكي ||

 

يؤكد الكثيرون من خريجي الجامعات العراقية من الاجيال السابقة, ان ما يقام في يومنا هذا من حفلات تخرج, هي في الواقع تفاهة, لم تألفها الاعراف الجامعية من قبل, في حين غابت انشطة راقية كانت سائدة كالمهرجانات الشعرية والثقافية, التي تكشف كل عام عن اسماء وخامات جديدة من الادباء والشعراء الكبار, وخير دليل على ذلك حكاية العشق العذري بين الشاعر حسن المرواني وليلى, التي جَسدها بأروع قصيدة (انا وليلى واشطبوا اسمائكم) التي كتبها في سبعينات القرن الماضي, لتكون شاهداً على رقي العلاقات الجامعية آنذاك والمستوى الثقافي للطلبة.

ان المرحلة الاخيرة في الدراسة الجامعية لا دراسة فيها, فالطلبة منشغلون بحفلة التخرج, والاعداد لها في وقت مبكر من بداية العام الدراسي, والعمل على تحديد مكان الحفل وبرنامجه, والاتفاق مع صاحب القاعة على الاجور والمطرب الذي سيغني في الحفل, والمبلغ الذي يدفعه كل طالب, وعلى الصعيد الشخصي, هنالك تكاليف اخرى تتعلق بالبدلة ولونها والاكسسورات الخاصة التي يرتديها الطالب خلال الحفل, ثم تأتي صورة التخرج التي تتطلب ان يرتدي جميع الطلبة ملابس موحدة, وكل هذه الامور تكلف ذوي الطلبة مبالغ باهضه, وتزيد حملاً على كاهلهم.

كل هذا يحصل ليجتمع الطلبة ذكوراً واناث في قاعة مزدحمة, يسودها الهرج والمرج, وهي اجواء بعيدة عن الرصانة الجامعية, وليس لها اي ضرورة ويجب ان يكون لوزارة التعليم العالي رأي في هذه الممارسات.

المضحك في الامر ان طلبة المراحل الاولى يتركون محاضراتهم "وعلى حس الطبل خفن يرجلية" وينخرطون في الاحتفالات بحماس يفوق احياناً طلبة المراحل الاخيرة.

في احد الايام قامت احدى الجامعات بعمل حفل لتكريم الطلبة المتميزين, لكن المفارقة ان معظم الطلبة لم يحضروا, لانهم عرفوا ان برنامج الحفل يتضمن القاء كلمات وتوزيع هدايا, ويخلوا من الرقص والغناء, وعدم وجود الدي جي وهي لا تلائم بعض السذج, وهنا نطرح سؤال.. من المسؤول عن تلويث الاجواء الجامعية بهذه الممارسات الدخيلة على مجتمعنا والتي لا تجدها حتى في المجتمع الاوربي, هل سببها الادارات الجامعية  ام تغيير المزاج العام لدى الطالب الجامعي.

ان للطالب الجامعي هيبته, ومكانته في الاسرة والمجتمع, وعلى الرغم من ان مجتمعنا يعد شبه امي لكنهُ ينظر الى الطالب الجامعي والخريج نظرة خاصة, باعتباره قدوة للجميع, ولو قارنا بين سلوك الطلبة في حفلات التخرج سابقاً, وبين سلوك الطلاب الان, سنرى ان حفلات التخرج, ما هي الا نتاج وثمرة التربية الاسرية وواقع المجتمع الذي فقد الكثير من قيمته , في ظل التحولات التكنلوجية وتقلبات الزمن.

سابقاً كان الطلاب يجتمعون لأخذ صورة التخرج بالزي الجامعي الموحد, الذي يتضمن الوان النيلي والرصاصي ولا يسمح تحت اي ضرف ارتداء الملابس بغير هذه الالوان, ثم تدعوا الجامعة الطلبة للاحتفال المركزي لتكريم الطلبة الاوائل, وبعد ذلك من حق الطالب ان يحتفل مع اسرته او اصدقائه في اي مكان يحب, ومن حقه ان يرقص ويغني بعيداً عن انظار المجتمع الجامعي.

ويبقى السؤال... من الذي سمح لمسخرة الحفلات والرقص والدي جي في الحرم الجامعي؟

 

 

 

ــــــــــــــــــــ

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك