نعيم الهاشمي الخفاجي ||
مشاكل العرب وأزماتهم السياسية ولدت مع ولادة معظم الدول العربية بعد خيانة زعيم العرب المسلمين السنة في المشرق العربي حتى نكون دقيقين بالنقل، اللاشريف مفتي مكة الخائن حسين بن علي وتعاونه مع الانكليز والفرنسيين في احتلال المناطق العربية في المشرق العربية وإسقاط الدولة العثمانية، مفتي مكة تبعه رجال الدين في العالم العربي بدول المشرق العربي، وهرب الضباط والجنود العرب من الجيش العثماني، وتبعتهم غالبية القبائل العربية السنية، ولم يقاوم قوى الاحتلال سوى مرجعيات الشيعة وجماهيرهم العربية من أتباع المذاهب الشيعية بالعراق وشرق الجزيرة العربية واليمن وسوريا، للأسف الانكليز خدعوا مفتي مكة وزعيم العالم الإسلامي السني في المشرق العربي حسين بن علي بوعود كاذبة في إعطاء العرب مملكة يكون التحفة مفتي مكة ملك على العرب، النتيجة دعموا عبدالعزيز سعود والوهابية وقاموا بتقسيم المنطقة إلى دول يحكمها أشخاص عملاء للاستعمار لاتحكم بلدانهم دساتير ولا مؤسسات، بل وتعاني هذه الدول العربية الجديدة صراعات قومية ومذهبية لتبقى دول فاشلة يسهل السيطرة عليها.
من قاوم المحتل الفرنسي في سوريا زعيم الشيعة العلوية الشيخ صالح العلي ومعه السلطان الأطرش زعيم الدروز، ورفضوا عروض الفرنسيين في إقامة دولة للشيعة والدروز والمسيح على الساحل السوري وحلب ودمشق وحمص وحماة، من العرب السنة من قاوم قوات الاحتلال هم الشعب الفلسطيني من العرب السنة والشيعة بالعراق والجزيرة العربية واليمن وسوريا، أما دول المغرب العربي فلهم وضع خاص، لهم تاريخ مقاومة ضد المحتلين قبل الحرب العالمية الاولى، لذلك ما نلاحظه من صراعات داخلية بالعراق وسوريا والبحرين والسعودية لم تكن جديدة، بل الاستعمار تقصد في إيجاد دول عربية فاشلة مهترئة.
الكتاب والصحفيين والساسة العرب يكذبون وينفون حقيقة وجود الصراعات القومية والمذهبية، لكن بشهادة هنري فوستر قال دمجت بريطانيا وفرنسا ثلاث مكونات غير متجانسة مع عدم تشريع دستور ليبقى العراق وبقية الدول العربية تعاني من صراعات قومية ومذهبية ليبقى دولة فاشلة يسهل السيطرة عليه، طيلة ١٠١ عام سرقت ثروات العراق وقتل ملايين البشر وهجر الملايين، ولم تستطيع الأنظمة السياسية المتعاقبة خلق نظام سياسي مستقر وتحقيق الرفاهية الاقتصادية.
عملاء الاستعمار من قادة الأنظمة العربية عملوا طيلة عقود من الزمان على تنشئة أجيال عربية على فكر انهزامي، فكر يسوده التآمر من قبل الغرب ضد الشعوب العربية، والقول أن الغرب يتآمر ضد العرب ويمنع أبناءهم من التقدم والازدهار، وفي الحقيقة لايمكن الى الاستعمار القديم والحديث نهب خيرات العرب لولا هذه الأنظمة العربية العميلة التي نصبها الاستعمار للتسلط على الشعوب العربية، رغم شعارات التيارات القومية والبعثية والناصرية، وشعارات الوهابية في نصرة الإسلام ومحاربة الصليبيين واليهود، كان الشيخ السديسي أمام المسجد النبوي يبكي في الصلاة بطريقة مصطنعة ويقول اللهم العن اليهود والنصارى، وهو يبكي، النتيجة هاهي دول الخليج طبعت، بل ونتنياهو طلب امس من السعودية أن تكون العلاقات علنية وليست سرية، لذلك الآن العرب أسوأ امة على وجه الأرض وأكثر البشر نفاقا، واالله سبحانه وتعالى يقول أن المنافقين في الدرك الاسفل من النار، يعني أسوأ شريحة وأسفل نوع واطي، وواقعنا يدلل على ذلك حكاما ومحكومين، يتم استعمال الشعوب العربية والحكام وخاصة أنظمة البداوة الوهابية في كل مشاريع تدمير بعض الدول العربية وشعوبها الرافضة للتطبيع خدمة لدولة بني صهيون، حكام العرب وبالذات دول البداوة خدموا مشاريع الاستعمار، خاضوا حرب أفغانستان واحضروا عشرات الاف الوهابيين لمحاربة الاتحاد السوفيتي نيابة عن الناتو، حركوا صدام الجرذ لتدمير العراق وايران في حرب عبثية، امروا الذليل صدام الجرذ لاحتلال الكويت وتسبب في تدمير العراق ومحاصرة شعب العراق ومن ثم احتلال العراق عسكريا، في اسم كذبة الربيع أعلنوا الجهاد على سوريا وعلى ليبيا، دمروا الجزائر، جعلوا تونس دولة ضعيفة، أعلنوا الحرب على اليمن، بل أصبح العرب يناصبون بعضهم البعض الاخر العداء وخلق ودعم الفتن، العالم العربي يتخبط بازمات هدامة منذ مئات السنين، بل ومنذ نهاية القرن الثالث الهجري، أصبحت الدولة العباسية تحكم بغداد فقط، وأمة العرب مفككة للنسيج الاجتماعي، وأصبح الحكام العرب وشعوبهم مهيئون للقبول بالمحتلين والتعاون معهم، الخليفة العباسي تعاون مع التتار للقضاء على الشيعة البويهيين في ايران، وتعاون قادة الدولة العباسية أمثال صلاح الدين الأيوبي مع الصليبيين للقضاء على دولة الشيعة الفاطميين في مصر والشام، وبعد قيام التتار بعزل الخليفة العباسي حكمتنا أمم غير عربية من فرس وترك ومماليك، آخرهم الحكم التركي العثماني الذي استمر أكثر من ٤٣٠ سنة، عندما رسمت بريطانيا وفرنسا حدود الدول العربية دمجت مكونات غير
متجانسة بدون إيجاد دساتير حاكمة، بل رسموا للعرب اوطانا مقسمة على أسس طائفية ومذهبية واثنية وعرقية، والعجيب تجد مستكتب شغل منصب وزير إعلام في دولة كانت أول المطبعين والآن يكتب في صحف دول الرجعية العربية، وبكل وقاحة يقول ( وإلى الدرجة التي بات كل جزء في الوطن العربي الذي يحتوي على خيرات الكرة الأرضية كلها، يتناهشه الاستعماريون الجشعون والمتسلحون بالقوة، وفي مقدمتهم الدولة «الصديقة» بريطانيا العظمى).
أقول إلى هذا الدجال، الكذاب المفتري، من هم الجزء، وكيف أصبح المستعمر صديق، وكيف أصبح مستعمر جشع، هذه صداقة العبد للسيد، سرقة الثروات حسب منطق هذا البوق الطائفي الشوفيني مثل سياط السيد لعبده، ويقول( والمعروف، لا بل المؤكد، أنّ هذا الوطن العربي العظيم كان في فترة تاريخية، سبقت المرحلة العثمانية والإيرانية، أعظم قوة في العالم بأسره).
شر البلية مايضحك، متى أصبح الوطن العربي أقوى قوة عظمى بالعالم، العرب كانوا قبل الإسلام لديهم دولتين، الأولى دولة المناذرة عاصمتها الحيرة في محافظة النجف الاشرف، والدولة الثانية الغساسنة وعاصمتها حوران في محافظة درعا السورية، الأولى كانت تابعة إلى الفرس، والثانية تابعة إلى الرومان، اذا سائت العلاقة مابين الفرس والرومان يتقاتل عبيدهم المناذريون والغساسانيون، وعندما جاء الاسلام، قبلت قريش حسب قول عالم اللاهوت الدنماركي بدرسن بالاسلام وتمسكت قريش في جاهليتها، والهدف احتلال الأمم الاخرى، وسلب وسرق ثرواتهم، رغم انتشار الإسلام بالعراق وفارس لكن بعدها انشغل خلفاء بني أمية وبني العباس في الغلمان والجواري وتحكم بهم العجم والترك، أصبح الأتراك بالدولة العباسية هم من ينصبون ويعزلون ويقتلون الخليفة العباسي وينصبون غيره محله، فعن اي قوة هذا الدجال يتحدث، أما قضية علوم الطب والفلسفة التي اشتهر بها العرب الفضل كل الفضل يعود إلى الأمام جعفر الصادق ع والى شيعته من فرق الشيعة كالزيدية والاسماعيلية والجعفرية في بروز علم الفلسفة والمنطق والكمياء، أصحاب الصفا أصحاب مدرسة الفلسفة في نهاية القرن الثالث الهجري وبداية القرن الرابع الهجري هم من الشيعة، العلم كله مصدره من المدرسة الشيعية دون غيرها، الفضل للشيعة لكل علوم الطب والرياضيات، جابر بن حيان مؤسس علم الجبر شيعي، جابر ابن حيان وابن سينا شيعة، هذا هو الواقع الذي ينكره مرتزقة الإعلام البدوي الطائفي، قبل عقدين من الزمان ونقلا عن الدكتور عماد العامود، عقد في إيطاليا مؤتمر علمي عن الطب ونشوئه، وفد سعودي وهابي اخذ كتاب طب الإمام محمد الجواد وقالوا للمؤتمرين هذا طبيب عربي يعود القرن الثاني الهجري، حتى احد مشايخ الوهابية قال لهم تعالوا نعترف بالحقيقة أن هؤلاء أئمة الشيعة لم يعلمهم احد فهم ناس أصحاب علم الهمهم الله به.
يتحدث هذا المدلس الكذاب بالقول يقول( ّ حديثنا هذا هو عن الانتفاضة العربية التاريخية، بل الثورة الحضارية العربية)، أين هي الانتفاضة والثورة العربية العلمية، بل حتى الملابس الداخلية والعقال والغتره والقميص والدشداشة والقاط والرباط واواني الطعام يصنع في الصين ومصانع الدول الغربية، الأدوية بغالبيتها تنتجها شركات غربية وصينية وروسية، حرب أوكرانيا كشفت حقيقة اعتماد دول عربية كثيرة على حبوب الحنطة والشعير على اوكرانيا وروسيا، الفضل الذي يتفاخر به العرب اليوم في جابر ابن حيان وابن سينا، والرازي، وعلماء النحو بالغة العربية الخليل ابن أحمد الفراهيدي وسيبويه للشيعة، علوم الوهابية منهاج السنة إلى أمام المفخخين احمد بن تيمية، رغم ذلك نحن لاننفي وجود عقول عربية علمية محترمة، يوجد ملايين العرب والمسلمين يعيشون في الغرب وكندا وأمريكا واستراليا، ابدع ابناء العرب والمسلمين في الجامعات الغربية، عندما توفرت الظروف للمهاجرين والمغتربين العرب تفوق أبنائهم بالجامعات الاوروبية، معظم جامعات أوروبا الغربية تعج في أطباء عرب غالبيتهم من العراق، بالدنمارك والسويد وألمانيا يوجد آلاف الأطباء العراقيين، نعم آلاف وليس عشرات أو مئات، وحققوا إنجازات علمية ممتازة، الشابة العراقية العلوية فاطمة الزهراء الاطرقجي اكتشفت علاج مضاد إلى البكتريا التي تقاوم البنسلين، واحتفل الشعب الدنماركي بهذا الانجاز العلمي، وشاهد شعب الدنمارك رئيس الوزراء السابق يستقبل شابة من أصل عراقي ترتدي الحجاب اسمها فاطمة الزهراء، صورها نشرت بكل وسائل الاعلام، العرب لو وفرت لهم أرضية جيدة من خلال أنظمة حكم عربية محترمة لتفوق منهم الكثير.
أضحكني هذا البوق المدلس عندما قال (فإنه يعني أن أمتنا العربية الواحدة... ذات رسالة خالدة بالفعل)، هذا شعار حزب البعث الساقط، عندما نتابع مواقع التواصل الاجتماعي نجد معظم الإعلاميين بقناة الجزيرة والعربية السعودية يصرخون أن ايران لديها علاقات مع اسرائيل، بينما تجد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والذي سبقه لابيد أكثر واقعية في قول الحقيقة، لابيد صرح إلى الكنيست في آخر يوم من حكومته قال وصلنا إلى
مراحل جيدة في علاقات ما بين إسرائيل والسعودية، نتنياهو في برنامج حكومته أعلن أمام الكنيست( قال نتنياهو في خطابه قبل أداء اليمين الدستورية ، إن أولويات حكومته هي محاربة إيران ومنعها من الحصول على سلاح نووي، وتطبيع العلاقات مع العرب).
نتنياهو صادق أفضل من العربان الكذابين. واضح معادي إلى ايران، بينما العربان فاتحين سفارات صهيونية في عواصمهم ويصرخون إيران صديقة اسرائيل، عندما تولى بنيامين نتنياهو رئاسة الوزراء في اسرائيل عام ١٩٩٤ وبعد خسارته في الانتخابات، كتب مذكراته في كتاب اسمه تحت أشعة الشمس، طبع إلى اللغة العربية وتحدث عن فترة رئاسته، وتحدث حسب قوله عن الإرهاب العربي وذكر قصة انفجار منطقة بئر العبد التي استهدفت مسجد للشيعة اللبنانين خلفت أكثر من ٣٠٠ شهيد وإن من نفذ هذه الانفجار هو سفير السعودية بواشنطن بندر بن عبدالعزيز، وكذلك مستشار الأمن القومي الأمريكي برجنيسكي ذكر قصة الاغتيال التي استهدفت محمد حسين فضل الله والمبلغ الذي رصد للعملية خمسة ملايين دولار، البنتاجون رفضوا ذلك لكن بندر بن عبدالعزيز هو الذي تبرع لتنفيذ عملية اغتيال السيد محمد حسين فضل الله، انا ذكرت قصة تاريخية بغض النظر عن شخصية محمد حسين فضل الله هل كان محسن أو منحرف كلامنا عن تمويل السعودية للعمليات الإرهابية التي تستهدف الشيعة، ورحم الله الروائي البريطاني،جورج أوريل، في قصته التي تحمل اسم قصة ١٩٨٤، تنبأ في مستقبل السياسة العالمية ونصب الكاميرات والتجسس على الناس، في القصة يوجد زعيم حزب يسمية بالأخ الكبير، اهداف حزبه، الحرب هي السلام، الحرية هي العبودية، الجهل هو القوة، مانراه من حروب ظاهرها لنشر الديمقراطية بينما هي احتلال، والحرية دعم أنظمة دكتاتورية، والجهل فعلا هو القوة، وإلا لننظر لغالبية الشعوب العربية وفيالق إعلام التدليس والكذب، أصبح الإنسان الوطني عميل، والشريف الذي يعمل بعرق جبينه مرتزق، والامعة عارف ومثقف ومحلل سياسي.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
31/12/2022
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
