المقالات

العلم العراقي ودعوات التغيير..!


د. رعدهادي جبارة ||

 

☆باحث ودبلوماسي سابق

 

طالعت اليوم مقالاً يخص العلم العراقي وألوانه و عبارة (الله أكبر) المكتوبة في وسطه، واعتبر الكاتب ذلك "عاراً على رجال الدين وجميع الساسة العراقيين و بالذات الشيعة"!!ووصف العلم الحالي بأنه علم البعث المقبور وأن ألوانه متناشزة!!

   ولكن الحقيقة أن ألوان أعلام الدول ليست عاراً على علماءالدين والساسة ولا هي وحي منزل ولكنها  لا تتبدل بسهولة وسرعة.

فمعظم أعلام بلدان العالم و دول المنطقة لا ولم تتغير منذ عشرات السنين، إلا في حالة تفكك الدول الفيدرالية ونشوء دول اخرى جديدة محلها،كما هو الحال بالنسبة ليوغسلافيا و الإتحاد السوفيتي و السودان وجيكوسلوفاكيا.

    ولا أعلم لماذا هذه المبالغة وهذا الاصرار على كون العلم الحالي يمثل العار؟؟؟!!!!!

بالعكس

فالعلم العراقي يحمل شعار (الله أكبر) وهو يزيدنا فخراً بأننا نستظل براية خفاقة هي راية (الله أكبر) وكل من يغره الشيطان بأن يمس علمنا بسوء ( نار او دوس او تمزيق وماشابه)تردعه تلك الجملة من أن يهين علم العراق ويسيء لرمز الوطن.

  ولو لاحظنا -مثلاً- فإن علم لبنان لم يتغير منذ عقود،وعلم ايران بقيت ألوانه الثلاثة الرئيسية لم تتغير بين عهد الشاه المقبور و عهد الجمهورية الاسلامية بل اضيفت له عبارة(لا إله إلا الله) وجملة (الله أكبر) كشريط على حاشية الالوان مكتوبة ٢٢ مرة لترمز ليوم انتصارها (٢٢بهمن).وكما هو معلوم فإن في ايران(كما العراق) مسيحيين و زرادشت ويهود وغالبية من المسلمين؛ شيعة وسنة،وفيها مكونات قومية عديدة كالاكراد والعرب والفرس والاتراك والبلوش وغيرهم ومع ذلك ظل العلم الايراني كما هو منذ 44عاما ولحد الان لم يتغير مطلقاً.

وهكذا أعلام الدول التي تحترم نفسها كمصر وبلاد الشام والدول الخمس الكبرى وحتى بلدان الخليج.

فلماذا هذا النزعة نحو تغيير العلم والإلحاح على تغييرة وإثارة هذا الموضوع بين الفينة والاخرى بلا ضرورة ،ودون داع ، و إشغال الرأي العام بهذه الأمور.

   ومازلت أتذكر أبيات الشاعر العراقي الراحل جميل صدقي الزهاوي، والتي كنا نقرأها في الاصطفاف الصباحي منذ المرحلة الابتدائية،إذ يقول فيها:

عـــش هَـــكَــذا فــي عــلوٍّ أَيُّهــا العــلمُ

فــإنــنــا بــك بــعــد اللَه نــعــتــصــمُ

عـش للعـــراق لواء الحكــم تكلؤه

عين العــنــايــة من شــعـب له ذمـم

إِنِ احتُقرتَ فــإنَّ الشــعـب مـحـتَـقَـرٌ

أَو احتُرِمتَ فإن الشعـب محـترَمُ

ياأَيُّها العَــلمُ المحبوب شـارتُه

إنّا لك اليوم بالإجمـاع نَحترِمُ

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك