المقالات

أم البنين المرأة المثال

1184 2023-01-06

د. عطور الموسوي ||

 

على الرغم من أنها ما شاركت في واقعة الطف ولم تعش واقع مآسيها المتعددة الأبعاد، الا أنها حاضرة في تفاصيل تاريخ تلك الواقعة التي تجلت فيها خسة ودناءة أناس ادعوا أنهم مسلمون.

نعم هي تاخذ حيزا في كل مراثي ومجالس التعزية، وليس هذا كثير عليها وهي التي جادت بأربعة من فلذات كبدها في يوم واحد، ولم تكن  راضية صابرة فحسب وإنما كانت تخشى أن لا يستشهدوا بين يدي إمام زمانهم ويخيبونها!

اي امرأة تلك التي لا ترج حياة لأولادها ولا سلامة دون أخ لهم غير شقيق!؟ ومن هنا سأبدأ بالحديث عنها وهي امرأة ليست معصومة كأهل البيت عليهم السلام، وانما ذات فطرة سليمة وعندما دخلت بيت علي قد قررت أن لا تكون زوجة أب لأيتام الزهراء عليها السلام، وإنما ام لهم بالمعنى الحرفي للأمومة ومطيعة لإمام زمانها أمير المؤمنين وولديه من أهل الكساء يقينا قد رسخ في قلبها المفعم بالايمان .

وفي عالما الزاخر بعلامات التفكك الاسري وحقد البعض على البعض نحتاجها رضوان الله عليها قدوة في هذا المفصل بالتحديد، ولكن أنى لامرأة منا أن تحمل بعض صفاتها وهي التي ما غير أبناؤها الاربعة من عنايتها لأبناء الزهراء ولم تعطهم أولوية عليهم طيلة عمرها، وهم صغار كانت تعلم مولانا العباس أن لا ينادي أخويه الحسن والحسين الا بعبارة سيدي، ويروي المؤرخون ان مولانا العباس مانطق كلمة اخي الحسين الا عند استشهاده وهو مجدلا عند شاطئ الفرات فاقدا نور عينيه أحدهما بسهم مثلث وأخرى إثر حجر شج جبهته وأدمى عينه...

أي وعي وبصيرة تحمل هذه المرأة المثال عندما تبعد عنها نزغ الشيطان ووساوسه التي حرفت نساءا بسبب غريزة الغيرة ورذيلة الحسد، وكم يتيم تلظى ألما وتعذيبا من زوج ابيه بسبب هذه الأحاسيس الشيطانية التي رضخت لها زوجات الآباء وصارت سنة تستن بها اغلبهن وليدفع ثمنها أيتام بعمر الزهور، وليمتلؤا عقدا نفسية فضلا عن فقدان حياة العديد منهم وبأبشع طرق الموت؟ غاضات الطرف عن قوله تعالى: واما اليتيم فلاتقهر..

وفي ذكرى وفاتها نضع خطوطا على منارات خلقها الكريم نذًكر بصفاتها ونستذكرها لنستلهم منها التربية الصحيحة والوفاء بالعهد وصفاء النفس من درن الأحقاد والايمان المطلق بالله ورسوله وأهل بيت الرسول بطريقة ربما ما كانت عند بعض أقارب آل البيت .

وونناديها باخلاص وهي في عليائها رضوان الله عليها: ألهمينا أيتها المرأة المثال أن نقتدي بك ونسير على خطاك ونحن اللواتي قد ادعينا أننا ممن يرجو المودة في القربى حزنا وفرحا وعقيدة ارتضعناها من امهاتنا وعلمناها أبناءنا فخذي بايدينا أيتها الأصيلة .

الخميس 11 جمادى الآخرة 1444

5/12/2023

 

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك