المقالات

وفق الله السوداني..!

1194 2023-01-06

واثق الجابري ||

 

لم تكن عابرة كلمة رئيس مجلس الوزراء  محمد شياع السوداني، قبل 50 يومًا، بل جاءت انفعالية بعد زيارة مفاجئة الى مستشفى الكاظمية التعليمي فقال: " الله لا يوفقني"!

استُقطعت الكلمة كالعادة، دون مقدماتها اللفظية والفعلية، وصارت محل تداول، لكنها نابعة من واقع واطّلاع ميداني، وقال بالحرف الواحد: " حتى الصاحي هنا يموت، الله لا يوفقني على هذه الخدمة"، ووضع نفسه مسؤولًا مباشرًا عن أيّ تقصير ممكن أن يحدث في مؤسسات الدولة، كحال مَنْ يشعر أنه مسؤول عن الرعية كلها، ودوره الوظيفي، لا يسمح أن تلطخ صفحته البيضاء بتقصير غيره.

جاء كلام السوداني تعبيراً عن واقع مرير لا يتوقف عند القطاع الصحي الذي وضعه ضمن أولوياته،  ورأى أن الحلول لا تأتي من خلال تقارير وإنجازات وهمية ينقلها المسؤولون، ولو صدقت ،لكان العراق أفضل بلد في العالم، من حيث الخدمة  وشرف المهنة والتفاني، الذي نسمع بعض المسؤولين يقولون إنهم ينفقون من جيوبهم الخاصة، ويأخذون البريد  الى البيت بعد الدوام، على حساب راحتهم وعوائلهم، وكل فكرهم مع العمل على مدار الساعة.

لم نسمعها سابقاً أن مسؤولًا يدعو على نفسه، وإن بعضهم يظن أنه متفضل على الشعب بواجبه،  ورغم ذلك تناولتها مواقع التواصل الاجتماعي، وعامة الناس مقارنين ذلك بعبارة "ألو عماد"، لأنهم لا يثقون بالطبقة السياسية، والسوداني ليس بعيدًا عنها، لكن ما حدث خلال 50يومًا، مختلف تماماً، و أولئك الذين سخروا من السوداني، لا تجد لهم صوتاً أو حرفاً بعد إكمال مستشفى الكاظمية بفترة وجيزة، ويدعو للتساؤل هل إنجاز المشاريع يحتاج الى اصطدام رئيس الوزراء  بواقعها، وهل تحتاج الى صرامة الإجراءات ، دون شعور الأعلى والأدنى بالمسؤولية؟!

إن الاجراءات الحكومية يعرقلها كتابنا وكتابكم، والروتين والمزاج وفوق كل ذلك الفساد واللاوطنية وعدم الشعور بمسؤولية آلام المواطن، وانعكاسها على واقعه المعيشي والاجتماعي، ولانريد القرارات تأتي انفعالية، أو ردة فعل لصدمة حجم الكوارث التنفيذية، أو ننتظر رئيس الحكومة يلتقي بالناس كي يسمع واقعهم، بل فعل المسؤول مفترض أن يكون مرآة ما في قلب المواطن قبل لسانه.

خطوة استثنائية فعلها السوداني في مستشفى الكاظمية، لذا نقول: "وفق الله السوداني"، إلاّ أن هذه العبارة ستفسر كما حال غيرها، فمنهم من يظنون أنها  دعاء له بالتوفيق، وآخرون  يعتقدون  متيقّنين أن الله وفقه،  وثالث يعتقدها أنها كلمة شكر وثناء  على ما قام به، اذًا  لندع عمله يتكلم ولا نعير أهمية للتأويل ، ونقول: " وفق الله السوداني".

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك