المقالات

من أكرمها ومن امتهنها؟!


احترام عفيف المُشرّف ||

 

مع إنه ليس بخافٍ على كل ذي لب، إن المرأة وعلى مر العصور لم تلقى المكانة التى تليق بها في المجتمعات إلا تحت قبة الإسلام التي أنزلها منزلة كبيرة وكتاب الله الذي هو أقدس كتب المسلمين شاهد على هذا فقد أفردت آيات كثيرة بالحديث عنها والوصية بها والحث على كفالتها وحفظ ميراثها، وعدم إكراهها، على ما لا تحب، والحفظ لجميع حقوقها وبيان ما يجب لها وما يتوجب عليها، ولم ينتقص من قدرها ولا من مكانتها بل وجعل سورة من سور القرآن الكريم الطوال باسم النساء تتلى حتى يرث الله الأرض ومن عليها. كذلك نجد في سنة من لاينطق الهوى _عليه الصلاة والسلام _ كيف أوصى بها وشدد بالوصية عليها وقال لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهنّ إلا لئيم.

الإسلام هو الدين الوحيد الذي أكرم المرأة ورفع مكانتها في وقت كانت المرأة تؤد وهي وليدة وإن عاشت عاشت ذليلة وكأنها متاع لا حقوق لها ولا قدر، ومن يقرأ التاريخ في كل حقبة يعرف ما كانت عليه المرأة من امتهان واحتقار ودونية.

وإذا أتينا إلى عصرنا الحديث والذي يقال بأنه عصر النهضة والمنادات بحقوق المرأة يعرف بل ويتأكد أنه لا حقوق ولا كرامة للمرأة إلا في الإسلام، وها نحن نشاهد المرأة الغربية وما هي عليه من انحلال وتفسخ أخلاقي وضياع أُسري وفقدان العائل لها، وعقوقها إن كانت أم، والمتاجرة بجسدها إن كانت فتاة شابة وكأنها سلعة لترويج الإعلانات الدعائية وإغواء الشباب الماجن وتسكعها من هنا وهناك وما إلى ذلك من ما يأبا لنا الحياء من ذكره وهو معروف للجميع.

وبعد هذا كله يقولون ويتشدقون بحقوق المرأة وحرية المرأة وهم الكاذبون الخادعون لمن ينخدع بكلامهم وأباطيلهم.

ماذا يريدون وما الذي يسعون إليه في ليلهم ونهارهم؟ هل هو كما يقولون ويدعون تحرير المرأة المسلمة! أم هو انحلال أخلاق المرأة المسلمة! تبت أياديكم وشاهت وجوهكم، وشاهت أوجه من يصدقون كلامكم أو يسمعوا لقولكم.

عن أي تحرر تتكلمون وما هي الحرية التى تدعون وكيف هي المرأة عندكم يا متشدقون إنها المولودة من الفاحشة، فليس لعا أب تنسب إليه ولا أسرة تعيلها وتتكفل بها، إنها المتربية في الملاجئ لتنشأ فتاة فريسة لأبناء الشوارع، لتحمل سفاحًا وتضع وليد يعيش ما عاشته هي في طفولتها حتى إذا بلغت من الكبر عتيًا رُميت في دار العجزة حتى تنتهي حياتها البائسة. هذه هي حياة المرأة عندكم يا من تنادون بحقوق المرأة.

وإذا أتينا إلى هنا، إلى حيث تدمع أعينكم على حال المرأة غير المتحررة كما تقولون، كيف نجدها أنها التى تولد وهي في بيت قام على شريعة الزواج المشروع فكان لها الأب الذي تحمل اسمه ولقبه ولها الأم التى تهتم بها وبتربيتها ولها البيت الذي تؤي إليه ولها الأهل والعشيرة الذين تقوم قائمتهم ويسفكون دمائهم إن احد أساء إليها ولو بالكلام، فتنشأ فتاة بصرها مغضوض ولباسها محتشم وصوتها منخفض ساترة لصوتها وجسدها وبصرها، حتى إذا بلغت سن الزواج وانتقلت إلى كنف رجل لاتصل إليه إلا وقد حثى الخطى كي يحصل عليها وقد قام من يكفلها بالسؤال عنه وعن أخلاقه وكل ما يخصه فهو سيهبه أغلى مالديه وهي ابنته أو أخته أو من كانت تحت كفالته، وعندما تصل إليه يكون قدومها قد تم التوصية بها من قبل الغزيز المتعال سبحانه، وكيف تكون معاملتها والإحسان إليها حتى في حالة لم يكن بينهما وفاق فقد أوصى الله بها ألا يساء إليها، على مبدأ إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وإذا أصبحت أمًا يأتي الإهتمام بها والتوصية عليها أكثر وأكثر ويمنع ولدها من أدنى إساءة قد توجه إليها حتى كلمة أفٍ تعد كبيرة في شريعة الإسلام بحقها.

وهكذا تظل حياة المرأة المسلمة في كل مراحلها مكرمة مميزة مبجلة في كتاب ربها وفي سنة نبيها وفي منهج قبيلتها،

 ليأتي من لا شرع ولا دين ولا قيم لهم ليقولوا أين حقوق المرأة؟ إنهم كالأنعام بل هم أضل سبيلًا، والأضل منهم هو من ينخدع بقولهم إين كان جنسه رجل أو أمرأة، وها هو العالم المنحل يوجهوا أسلحتهم ويشحذون هممهم باتّجاه المرأة المتمسكة بدينها المحافظة على جلباب حياءها، وها هي الحرب الناعمة قد انطلقت بقوة وبتعزيز  صهيوني أمريكي؛ لتنال من المرأة المسلمة التى يجب عليها الاستعداد والتسلح الديني والمعرفي لمواجهة سهامهم القذرة.

وعلى الرجل أن لا يغفل عن المساندة والمساعدة للمراة حتى لا تقع فريسة في شباكهم.

العالم الإسلامي يواجه حرب شعواء وقوية والمسماة بالحرب الناعمة وعلى الرجال إقامة المتارس الواقية أمام الحصون التى تسكنها المرأة المسلمة التى عليها اليقظة فالعدو حبائله شيطانية يأتيها وهي بيتها من خلال هاتفها وشاشة تلفازها وملصق الدعايات واللباس الفاضح والأغنية الماجنة وكرتون الأطفال وما شابه ذلك، فالبصيرة البصيرة والله من وراء القصد.

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك