واثق الجابري ||
لم ننسَ أبواق جنوب افريقيا، التي عجت بها ملاعبها عندما نظمت كأس العالم، بل بالأمس القريب كل العالم يستذكر العباءة القطرية التي ارتداها ميسّي، وهكذا بقية البطولات والمحافل الدولية؛ تعكس ثقافة الشعوب وتحضُّرها وتطورها، وتعود عليها بالمنافع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتُصدر ثقافتها وعاداتها وتقاليدها، وسيراها العالم بعين قريبة خلاف ما كان ينقل عنها، وهذا ما ينتظره كل عراقي وتظافرت لأجله جهود حكومية وشعبية.
غياب طال على العراق لمدة 44 سنة عن تنظيم مسابقة كأس الخليج، بعد آخر تنظيم كان في العام 1979م ، ومن الخليج والعراق حكايات وسياسة وتقلبات، لكن ثوابتها أعمق وأبقى، رغم أن العراق لم يشارك سوى 10 مرات من أصل 21 دورة خليجية، انطلقت في العام 1976م، والتي تقام كل عامين، وإنسحب مرتين خلال مشاركاته.
ستٌّ وعشرون سنة غياب عن معانقة الذهب للعراق، وآخر تتويج له في العام 1988م، وله في هذه البطولة 3 مرات كأس البطولة، في سبعينات وثمانيات القرن الماضي، ثم غاب عن الخليج من العام 1992- 2003م، وأكثر من مرة حاول تنظيم البطولة، إلاّ أن ذلك اصطدم بطبيعة الظروف التي مرت بالعراق، وها هو يعود معافىً جميلًا يحتض اشقاءه.
إن العراقيين لا يفكرون بالذهب، ولا بالفوز ببطولة الخليج، بل الذهب عندما تنجح البطولة ويُحسن استقبال الضيوف، ويرى العالم كرم العراقيين، وحبهم للحياة والسلام ولشعوب المعمورة، وستعطي انطباعًا مختلفًا عن العالم الذي يتصور أن العراق محطم مفكك مختلف اجتماعياً، وسيرى الخليج حجم الروابط التاريخية والإجتماعية والمصالح المشتركة التي تربطنا بالخليج والمنطقة الاقليمية والعالم.
البصرة مدينة جميلة وستمثل العراق في المحفل الخليجي والدولي، والبصيرة هي التي اجتمع عليها كل العراقيين لجعل الخليج بطعم عراقي، فطوره قيمر السدة وغداؤه سمك مسگوف وولائم عراقية لا يكون لها طعم إلاّ بالاجتماع، ودهينة النجف ولبن اربيل وكباب الفلوجة وتمر البصرة، وملوحة تمتد من بحيرة ساوة، والفرات الذي يمر بها بالناصرية الى البصرة ليمتزج بملوحة الخليج، وطيب عراقي وكلمة ( حبوبي ) على شفاه البصريين، وكلمات الترحيب وكل الهلا الدار داركم، وستفتح بيوت ومضائف البصرة والمحافظات العراقية كلها، وسيشعر كل عراقي أنه عرس ونيل ذهب ومسؤولية وطنية على الجميع.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha