كندي الزهيري||
بعد خلافة الامام على(ع) التي استمرت أربع سنوات تقريبا ، لم يستلم ايا من أبناء الامام علي بن ابي طالب (ع) واحفاد الرسول الاكرم(ص) خلافة المسلمين ، فيما ساهم نشر الأحاديث الموضوعة وعـدول الحكام عن أحكام الدين الاسلامي وانتشار الفكر اليوناني بين علماء المسلمين، في ابتعاد المسلمين عن هوية الدين وحقيقته. وعلى الرغم من أن ايا من الائمة المعصومين(ع) لم تتح لهم إمكانية الحضور
في الساحة السياسية والإجتماعية، لكنهم ركزوا جل اهتمامهم طيلت حياتهم على
اصلاح التيارات الضالة ومواجهة دسائس الحكام وإعداد وتنشئة تلامذة صالحین،
والنظر في شؤون شيعتهم وانصارهم، واصروا دوما على مبدأ أن هدفهم الجوهري (هو إصلاح شؤون المجتمع الاسلامي) .
ورغم أن الحركة الإصلاحية ل« الامام حسين بن علي (ع)» افضت إلى واقعة كربلاء
واستشهاده وجميع أنصاره الأوفياء، لكنها كان لها بالغ الأثر في إصلاح الحركة العامة للمجتمع الاسلامي وتعرية التيارات الضالة وفضح الدور المنافق للحكام الغاصبين ، وبالتالي تبيان الفكر الديني الاسلامي. وقد قال الحسين(ع) في وصيته التي تركها عند أخيه محمد بن الحنفية بن علي: الا واني لم أخرج أشرأ ولا يطرأ ولا مفسداً ولا ظالما أنما خرجت اطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن أمر بالمعروف وانهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدي رسول الله(ص) وأبي علي بن أبي طالب» . إن المنظومة التربوية والتعليمية الضخمة للأمام جعفر الصادق (ع) والخدمات لكبرى التي اسداها الأمام محمد الباقر(ع) للفقه والمبادئ النظرية للإسلام وأفعال سائر الائمة عليهم السلام، صبت كلها في خانة ( ازالة الشوائب والزوائد غير الدينية ) عن الاسلام ، ونشر الديانة الحقة للرسول الاكرم(ص) وحماية كيان الدين الإسلامي ورغم أن «الحضارة الاسلامية» انتشرت في جزء واسع من العالم وأبرزت
ملامح مختلفة من الانطباعات الدينية والثقافة الإسلامية في العمارة وبناء المدين والموسيقى والأدب والتعاملات والتعليم والتربية والإبداع الفني وعلم الأبدان و..... واضطلع علماء الإسلام بدور مهم في نشرها، إلا أن اختلاط الموضوعات النظرية والانتقائية الثقافية لم تنفك أبدا عن البلاد الإسلامية وسارت في كل زمن، من حدود نازل لدرجة ان غلبـة الصـورة، غطت على أوجهها المعنوية والمعرفية وجعلتها
جاهزة لتقبل الانفعال. إن ابتعاد المسلمين عن المفسرين الحقيقيين لكـلام الـوحـي وسنة وسيرة النبي الأكرم(ص) و الائمة المعصومين عليهم السلام، و استبداد الحكومات الغاصية
(السلاطين والخلفاء) فـي الـرأي، منعهم من الوصـول الـى «المدينة الفاضلة والعارية عن أي شبهات وانحراف وضلال. وإلا فـان نهضات الإسلامية مختلفة ، قامت من أجل إعادة مجد و شوكة(الفكر والأخلاق الدينية) ، في العلاقات الاجتماعية ، لكن ايا منها ، لم ينتهي إلى إصلاح الأمور بشكل شامل .
إن أئمة الشيعة العظماء ، بذلوا قصارى جهدهم في سبيل إصلاح الأمور، وتنشئة أتباعهم، وابقوا على نبراس حقيقة دين النبي الأكرم(ص) ، وكلام الله عز وجل متوجها من خلال أعمال عديدة، و التلامذة المهذبين، ولم يسمحوا اطلاقا بتسلل خلال الاعمال العديدة والتلامذة المهذبين ولم يسمحوا اطلاقا بتسلل التحريف والانتقائية الى المصادر الاسلامية الاصيلة. لذلك فان الاعمال المتبقية منهم
وتلامذتهم الخاصين الذين ترعرعوا بين ايديهم، بقوا في أمان من هذا التيار وتحولوا
الى معيار ومقياس بين المسلمين، لكي يتمسك بهـم طـالبو الحقيقة ، لابعاد العمالهم وافكارهم عن شائبة الانتقائية والانحراف. ولم يكن مسموحا لأتباع ائمة الهدى (ع) ، السكوت عن غير المناسب والتغاضي عن الأخطاء الفادحة والواضحة، لذلك فان ايا منهم وفي أي مرتبة وموقع، كان مكلفا بحفظ مصالح الأمر بالمعروف. وهذا الأمر حث الكثير من العلماء الاضطلاع ، بدورهم في الحوزات العلمية من خلال اللجوء الى كتاب الله وسنة رسول الله(ص) والأحاديث والروايات. وقال الحسين بن علي خلال نهضته ، إن رسول الله(ص)
قال: «من رأى سلطانا جائرا، مستحلا لحـرام الله، ناكا لعهد الله، مخالفا لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالاثم و العدوان فليم
يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقا على الله أن يدخله مدخله. ألا وان هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان». .
وإن كان المسلمون، يراجعون بعد رحيل النبي الأكرم(ص) و أئمة اهل للبيت عليهم السلام، لياخذوا عقائدهم واخلاقهم وأحكام دينهم، لما كانوا يمرون بكل هذه الصعاب والمصائب. وورد في المصادر للشيعة وأهل السنة ، بأن رسول الله(ص) قال متوجها الى المسلمين:
«إني تارك فيكم الثقلين : ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا». وكان الائمة المعصومون(ع)
يقولون ردا على أسئلة السائلين ما مضمونه:كل ما نقوله هو من رسول الله (ص) أننا لا نتحدث أبدا برأينا ونظرنا ". كما كانوا يقولون:
«حدیثی حدیث أبي، وحديث أبى حديث جـدى، وحديث جدي حدیث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين(ع) وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله قول الله عزوجل.»
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha