المقالات

الاحتلال الامريكي ليس عسكريا فقط

1562 2023-01-19

حافظ آل بشارة ||

 

الاحتلال الامريكي للعراق تجاوز حالة الاحتلال العسكري ، واصبح احتلالا متعدد الاشكال ، فهو:

1- احتلال سياسي لأن اميركا هي التي تتحكم بالانتخابات وموعدها ونتائجها ، كما ان اميركا تحتضن ساسة الكرد والسنة ونصف ساسة الشيعة فهم اصدقاؤها وهم الذين ينوبون عنها في تنفيذ مخططاتها وقد خصصت لهم امتيازات هائلة.

2- كما ان اميركا تحتل العراق اقتصاديا وتتصرف بعوائده النفطية عبر البنك الفدرالي ، ولا يوجد اي قانون عالمي او محلي يسمح لاميركا بالاستيلاء على عوائد النفط العراقي بهذا الشكل والتحكم بالمبلغ الذي يعطى للعراق شهريا من امواله !

3- كما ان اميركا تحتل العراق امنيا لانها ترسل عصابات داعش التابعة لها الى اي مكان تريد في العراق ، وتشن هجمات باستخدامها كيفما تشاء ، وتعد مواقع وادي حوران الشهيرة نموذجا للاحتلال الامني الامريكي الذي لا يستطيع احد مناقشته.

4- اميركا تحتل العراق اجتماعيا وذلك باختلاق جماعة فوضى او اكثر من جماعة دربتها ومولتها وهي قادرة على تأزيم الوضع الاجتماعي متى ارادت اميركا ذلك ، فيحتلون الشارع ويشعلون الاطارات ويعتدون على القوات الامنية ، ويغلقون الجسور والدوائر والمدارس ويعطلون الحياة اليومية، ومعهم فريق مكلف بقتل بعضهم لالقاء اللوم على القوات الامنية .

عندما تريد اميركا اسقاط الدينار العراقي ليكون مثل التومان الايراني او الليرة اللبنانية ، وفي الوقت نفسه تهاجم محافظات عديدة باستخدام داعش ليقتلوا المدنيين ، وفي الوقت نفسه تطلق المتظاهرين في شوارع الوسط والجنوب ليحرقوا الشارع ويعطلوا الحياة . ثم ترسل قادة سنة وكرد وشيعة من اصدقاءها الى الفضائيات ليصرحوا بأن ايران هي السبب في هذا الوضع !!! هذه التوليفة من الاجراءات الامريكية اذا تم استخدامها بشكل متزامن فهي كافية لانهيار العراق واسقاط العملية السياسية.

اذن كل هذه الاشكال من الاحتلال الامريكي للعراق تجعل الاحتلال العسكري من خلال قواتها الموجودة في قاعدتي عين الاسد وحرير والمنطقة الخضراء ومطار بغداد احتلالا ثانويا ، فسواء انسحبت تلك القوات ام لم تنسحب فالاحتلال اعمق واخطر ، كل الذين كانوا ينادون باخراج القوات الامريكية ثم سكت بعضهم يعرفون هذه الحقائق ويعرفون ان القضية ليست قضية قوات امريكية ، بل القضية قضية هيمنة متعددة الاشكال اخطر من الاحتلال العسكري التقليدي.

حل هذه المشكلة يكون من خلال النظر الى ملف الاحتلال من كل الزوايا ، ليصل الجميع الى قناعة تقول ان الاحتلال لا يخرج من بلد ما عبر التفاوض والنقاش والاتفاقات ، ولم يحدث ذلك يوما في تأريخ الاحتلال ، بل يخرج بالقوة.

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك