زيد الحسن ||
لم نسمع يوماً ما ان الشعوب خضعت لعدوان وبقيت مكتوفة الايدي ، ولم نسمع ان شعباً ترك غازياً لبلده دون مقاومة او دون ان يكبده خسائر فادحة ، لكننا سمعنا الكثير عن ساسة ركعوا وانبطحوا ونالوا الذل والهوان في صفحات التاريخ .
الجميع يعلم ماذا يريد الغرب الاصفر من العراق تحديداً ومن المنطقة بصورة عامة ، ونتفق جميعاً ايضاً ان كل مشاكل العراق سببها ربط سياسة العراق مع اطماع اميركا وسياستها ، وادلة وشواهد تدمير العراق مازالت موجودة على ارض الواقع ، وسفارة الشر تدير كل الازمات بعد افتعالها .
اكثر من حديث قد قيل على السنة بعض الساسة ان اميركا لاتوافق على اعادة الاعمار ، وبرغم اننا اخذنا هذا الحديث بسخرية الا انه في حقيقته صحيح ، فلا مشاريع عملاقة يمكن ان تبنى في العراق ابداً ، ولايمكن لاي مشاريع ان تنطلق اكثر من توقيع عقود على الورق فقط ، وكل الاخبار عن الاتفاقات مبنية اساساً على عدم التنفيذ ، هنا يطرح السؤال نفسه ، ومن هو المسؤول عن كل هذا ؟، اليس هم ساستنا ؟، يأتي الجواب بصورة سريعة ، ساستنا لاحول ولا قوة لديهم ، بسبب انهم فقدوا بوصلة المواطنة ، فقدوا ايمانهم حتى بانفسهم ، وتفرقوا و تشتتوا ، ولايمكنهم عمل شيء خارق ابداً .
الشعب العراقي بعيد كل البعد عن تصديق قادته ، ولايؤمن اصلا بانهم قادرين يوماً ما على حل ازماته ، بل يذهب الكثير من الناس على ان كل الازمات سببها السياسي ، اما الهتافات والاهازيج فهي ابواق التملق يطلقها ضعاف النفوس وليست حباً باحد ، حتى الفرصة الاخيرة التي كانت بين اياديهم ضاعت الان بعد كشف حجم السرقات ، وبعد ان بانت الحقائق كاملة دون زيف .
من يقاتل الاعداء هم انفسهم الذين يعانون اليوم الجوع والحرمان ، من ترك الايتام والارامل هم الذين كانوا السبب في بقاء حكم السلطان ، من تغيرت لون بشرته واحيلت صفراء هو من لون اصبعه حبراً وانتخب اصحاب الطغيان ، من يعاني اليوم هو الذي لم يعد يحترم وجودكم وينكر عليكم اسحقاقكم القيادي ويراكم غزاة ويراكم فشلتم حتى في كسب احترامه ، فلقد بلغ السيل الزبى وانتم في دوائر الفشل تتباهون ، ولا هناك بصيص امل في مشاريعكم قد يجعلنا نصبر ونتصابر على اسبابه .
اصبح اليوم ركوع الطبقة السياسية لمقررات المشروع الامريكي حقيقة جلية لايمكن تكذيبها ، ورغم هذا الركوع لم يستفد الشعب العراقي شيئاً بل العكس صحيح ، علماً ان الشعب العراقي يرفض رفضاً قاطعا هذا الركوع ولو البسته طوقاً من ذهب ، اذن ماحاجتنا لهكذا ركوع ان كنا في كلا الحالتين شعب معذب ، شعب مغلوب على امره ، افعلوها الان حتى نقول في قرارة انفسنا اننا كسبنا عدم الشعور بالهوان واطردوا سفارة الشر والتفوا حول شعبكم فبهم يكون النصر مؤيداً من الله ، والله سميع بصير .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha