المقالات

الموازنة في الأرجوحة والشعب ( طلعت روحه )!؟

1199 2023-01-27

زيد الحسن ||

 

إبان تشكيل الحكومة الحالية والتصويت عليها في مجلس النواب اعتقدنا ان جميع التفاهمات السياسية قد حسمت حسماً نهائياً ، وخصوصاً تلك المشاكل الكبيرة بين الكتل السياسية ، و بالاخص التفاهمات مع اقليم كوردستان ، فهذا بديهي في عالم السياسة .

الموازنة لهذا العام تشهد فقرات كثيرة تخدم شرائح متعددة من شرائح الشعب العراقي ، وتقريباً هي موازنة مفرحة نوعاً ما ، ومعقود على ناصيتها آمل للكثير من الناس ، ويأتي هذا الامل بعد تصريحات كثيرة من قبل الحكومة على انها ستفعل كذا و كذا بعد اقرار الموازنة ، حتى اصبح الشعب العراقي ينتظرها كما ينتظر الصائم هلال العيد ، وتمضي الايام والاشهر ونسمع بين الفينة والاخرى تصريحات تعلن ان السيدة ( الموازنة ) قد تتاخر بسبب هذه الكتلة السياسية او تلك الكتلة المعترضة على فقرة ما ، ويدخل القنوط بسيفه ليقطع اذرع الامل لدينا .

اقليم كوردستان الذي يشبهه الكثير من الناس بمدينة باريس ، اقليم مكتمل البنى التحتية على اكمل وجه ، مؤسساته رصينة ، مفاصل الحياة في الاقليم مستقرة تماماً ، وزارة صحته متعافية تماماً ، و وزارة تربيته متربية على العز والدلال ، وامنه يحرسه ضباط و جنود ، لاخلل في الاقليم يكدر صفو احد ، بل سعيد الحظ من يصل ربوع الشمال ، ولو اردنا المقارنة بين الاقليم وباقي مدن العراق لكانت المقارنة ظالمة فلا يمكن مقارنة الذهب بالتراب ، وهذا الامر يسعدنا ان جزء من وطننا بحالة جيدة ، ويسعد البعض ايضا من الساسة الذين يعتبرون الاقليم الملاذ الامن لمن ينسلخ عن العملية السياسية ويريد الابتعاد عن طائلة القانون .

سؤال يتبادر الى اذهاننا بعد الخلافات الحادة التي حصلت بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كوردستان ، بعد قرارات المحكمة الاتحادية والتي اعتبرتها حكومة الاقليم قرارات مجحفة ولا تلتزم بها ، السؤال هو ماذا يحصل لو امتنع السادة نواب الاحزاب الكوردية عن التصويت على الموازنة ولفترة طويلة ولم يحسم الخلاف ، هل تبقى مصالح الشعب العراقي معطلة الى ان يكون هناك تسوية سياسية ؟ ومهما كانت الاجابة فانها حتماً ستكون اجابة لاتخصنا نحن الشعب العراقي بقدر ما تخص التوافقات السياسية ، فمن غير المنطقي ان يربط زمام قوت الشعب بكتل سياسية هي اصلا تعتاش على الخلافات و الازمات وهي المتهم الاول بصنع الازمات في البلد

الدولار وهرطقات التصريحات من قبل المعنيين بهذا الشأن اخذت منا ما اخذت من استنزاف لحياتنا ولقوت عوائلنا ، وما زلنا بين حبال الموازنة وبين تصريحات القادة لانعرف وجهتنا كشعب ، اصبحت السلطات الثلاث تمارس السلطة فيما بينها ، واصبح السياسي له الحق في تجويع الشعب بحجة او باخرى ، ومازلنا في ارجوحة الموازنة نداعب احلامنا البسيطة ، فهل من معين ؟

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك