المقالات

جعفر الطيار ومفاتيح الطاقة الإيجابية/ المفتاح  الخامس والسادس والسابع

1008 2023-01-29

د.أمل الأسدي ||

 

✅ مفتاح الكرم والزيادة( أبو المساكين):

   كريمٌ تربی في بيت الكرم الهاشمي، ولما كان الهواشم ينظرون الی الكرم والعطاء كفلسفة تؤتي أكلها العاجلة والآجلة، جعلوا العطاء والإنفاق مظهرا تربويا لأبنائهم وللمسلمين وللإنسانية كلها، وعلی هذه التربية نشأ(جعفر الطيار) كريما جوادا سخيا، يحب الفقراء والمساكين ويجالسهم ويخالطهم ويطعمهم، فهو شبيه الرسول خَلقا وخُلقا،فقد قال له الرسول(صلی الله عليه وآله:((وَأَمَّا أَنْتَ يَا جَعْفَرُ فَأَشْبَهت خَلْقِي وَخُلُقِي، وَأَنْتَ مِنْ عِتْرَتِي الَّتِي أَنَا مِنْهَا ))(٨)

 وقد لقبه(صلی الله عليه وآله) بـ(أبو المساكين)(٩)

هكذا كان كرم جعفر الطيار مفتاحا لمنزلةٍ رفيعةٍ لدی﴿﴿ رجل الرسالة والسماء(صلی الله عليه وآله) ومكانة رفيعة لدی إله السموات والأرضين الذي جازاه علی كرمه، وبارك في  ماله، وامتدت هذه البركة وهذه الثمار الی أولاده من بعده.

✅ مفتاح الإجابة والتحقق(تجارة عبد الله بن جعفر):

 مرّ الرسول الأعظم بعبد الله بن جعفر الطيار  وكان صغيرا يلعب بالتراب، فقال:((اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِي تِجَارَتِهِ))

وكانت هذه الدعوة بشارة واستشرافا من رسول الله، وبالفعل أصبح عبد الله تاجرا غنيا، وعلی سيرة والده وأجداده صار جوادا كريما معطاءً، ينفق في سبيل الله من غير منة أو أذی، ويروی أن أعرابيا محتاجا قصد مروان فمنعه وقال: ماعندنا شيء نعطيك!! عليك بـعبد الله بن جعفر، فأتی الأَعرابِيُّ عبد الله، فَأَنشَأَ يقولُ:

أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نُبُوَّةٍ  

 صَلاَتُهُمُ لِلْمُسْلِمِيْنَ طُهُوْرُ

أَبَا جَعْفَرٍ! ضَنَّ الأَمِيْرُ بِمَالِهِ 

 وَأَنْتَ عَلَى مَا فِي يَدَيْكَ أَمِيْرُ

أَبَا جَعْفَرٍ! يَا ابْنَ الشَّهِيْدِ الَّذِي لَهُ

جَنَاحَانِ فِي أَعْلَى الجِنَانِ يَطِيرُ

أَبَا جَعْفَرٍ! من مِثْلُكَ اليَوْمَ أَرْتَجِي

فَلاَ تَتْرُكَنِّي بِالفَلاَةِ أَدُوْرُ

فقال عبد الله:  يَا أَعْرَابِيُّ،  سارَ الثَّقَلُ، فَعَلَيْك بِالرَّاحِلَةِ بِمَا عَلَيْهَا، وَإِيَّاكَ أَنْ تُخْدَعَ عَن السَّيفِ، فَإِنِّي أَخَذْتُهُ بِأَلفِ

دِيْنَارٍ(١٠) وهكذا ...مواقف ومشاهد كثيرة لايتسع  المقام لذكرها، ولايمكن لأي متلقٍ يطالع سيرة (عبد الله بن جعفر بن أبي طالب) بمعزلٍ عن ثيمة والده"الطيار" الذي يحلق بجناحيه في الجنة، ولايمكن لأي متلق يقرأ شخصيته وحياته إلاّ وترتسم الابتسامة علی وجهه، ويدعوه الأمل ويفتح أبوابه أمامه، وتناديه الثقة بالله: بأن: هيا توكل واعتمد!! ويجذبه العمل قائلاً: اتخذ من عبد الله قدوة!

✅ مفتاح الفرج ( الكبريت الأحمر)

 من حزمة مفاتيح الطاقة الإيجابية التي يمثلها اسم (جعفر  الطيار) صلاة الحبوة، أو صلاة التسبيح أو الكبريت الأحمر،تلك الصلاة التي ترجعنا إلی لقطة فرحٍ ماضية في  مشهد يفيض محبةً، وذلك حين قدم جعفر من الحبشة، وفرح رسول الله به أيما فرح فقال له :

((يا جعفر، ألا أمنحك؟ ألا أعطيك؟ ألا أحبوك؟ فقال له جعفر: بلى يا رسول الله!!

 فظن الناس أنه سيعطيه ذهباً أو فضة فتشوف الناس لذلك!

فقال له: إني أعطيك شيئاً إن أنت صنعته كل يوم كان خيراً لك من الدنيا وما فيها، فإن صنعته بين يومين غفر لك ما بينهما، أو كل جمعة أو كل شهر أو كل سنة غفر لك ما بينهما ! (١١) فعُرفت من يومها بصلاة جعفر الطيار

أما كيفية هذه الصلاة فهي أربع ركعات بتشهدين وتسليمتين، وتشتمل هذه الصلاة على سُورٍ قرآنية معينة و ثلاثمائة تسبيحة خاصة.(١٢)

واقترنت هذه الصلاة بقضاء  الحوائج المتعسرة، ناهيك عن  فضلها في غفران الذنوب، فقد سميت بالكبريت الأحمر  لسرعة قضاء  الحوائج وتحققها بإذن الله تعالی وعلمه، وهكذا أصبحت " صلاة جعفر الطيار"

جرعةً محفزة، ورياضة روحية، وتحليقةً  ملكوتية في سماء المحبة والقبول، وأضحت  بذلك مفتاحا سحريا للفرج وتجاوز الأزمات.

  وبعد كل ما تقدم تبين أن ذكر اسم جعفر الطيار،والتجوال في أروقة سيرته التي بنتها يدٌ طاهرة، وأوجدها  إلهٌ يصطفي ويختار من يشاء من عباده،  تبين أنه مفتاحٌ للطاقة الإيجابية  المحفزة،وجرعة وعي قوية  لتخطي الأزمات، فعلام نتشبث بسير الدخلاء المصطنعة، ونترك الشخصيات الإسلامية الإيمانية الطاهرة الخالدة؟ ومن يسعی لحجبها عنّا أو حجبنا عنها؟

فتعالوا جميعا، وتنفسوا جعفرا، ستطيرون بجناحيه، نحو الأمل والثقة والظفر.

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك