المقالات

عافية بنكهة الذل لانبتغيها ؟!

1602 2023-02-12

زيد الحسن ||   ( الحرية ) تلك المفردة التي تغنى بها الانسان طوال الزمن ، كسر العبودية مبتغى الشعوب المستعمرة ، رفع هام الرجال لايكون الا لو كانوا احراراً ، فلما الاصرار على العبودية ، بلباسها الحديث ، شعبكم دمه يغلي عز و كرامة و عنفوان ،فاين انتم منه الان ؟. من يقول اننا بلد حر مستقل وغير تابع للغرب يكذب ، بل يكون متشدقاً او احمق ، خرج العراق من البند السابع ، بعد ان اوفى بكل التزاماتة المادية ، ودفع فواتير النظام السابق كاملة غير منقوصة ، ونال الخلاص من كل التبعات القانونية التي فرضتها الامم المتحدة على العراق ، وبدأ الامر واضحاً و جلياً ان القيادة اصبحت بيد صناع السياسة من العراقيين ، والشعب يراقب و يترقب الخطوات التي يحلم بها في العيش بكرامة و عز ، دون ان يكون ذليلاً او مدان لاحد ، وسارت خطوات الحكومة نحوا الدول الكبرى وختمت التواقيع بعقود مع اكثر من دولة ، وبعد ان جف حبر هذه الاتفاقيات ، تبخرت مضامينها بتغريدة واحدة من وكر السفارة ، مع غمزة عين تحذيرية ، (وصفعة على الرقبة من الخلف )، ليعود العراق منحني الرأس و يوقع على الورق الابيض . نص تغريدة السفيرة يوم ٣١ يناير عام ٢٠٢٣ ، ( يستحق العراقيون اقتصاداً متنوعاًو حديثاً ووظائف ذات أجور جيدة ، لتحقيق ذلك من الضروري ، بناء منظومة كهرباء على مستوى عالمي ، الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل وللقيام بهذا المسعى المهم ) انتهت التغريدة ، ولم يأخذ الاعلام دوره في تحليل هذه الخدعة و المؤامرة الكبرى ، والاشارة الكبيرة للشعب التي تقول ؛ ان مصيركم بيدنا نحن ، ولا خيارات لكم ، البعض من الناس فرح ان اميركا ستحقق ماعجزت عنه الطبقة السياسية منذ سقوط النظام الى الان ، والبعض الاخر اصبح يدرك تماما ان الموانع الامريكية كانت خلف كل تقدم او بناء ، لكن الشعب اليوم لم يعد غافلاً عما يعملون ، النوايا واضحة ، والانبطاح واقع حال ، و قول كلمة ( كلا ) يقال امام الجدران فقط ، والبديل اليوم لدى اولو الامر منا هو ( نعم). لمن نسي من هو الشعب العراقي وما الذي يملكه من قوة ،اذكر بصولات الرجال في التصدي لهجمة الكفر الشرسة ، وان نسيتوها ارفعوا ابصاركم الان وشاهدوا ماذا يفعل الابطال في سوريا الجريحة ، ان شاهدتم بعيون الحقيقة ستدركون ان لوي الاذرع بعيد كل البعد عن رجال العراق ، فلا تجربوا ان تضعوا هذه القوة الهائلة خلف ظهوركم وتقولوا لاميركا ( نعم ) ، لن نقبلها منكم البتة ، (كلا كلا كلا امريكا ). اين كانت اميركا عن الوظائف طوال عشرون عاماً ؟ واين كانت عن بناء منظومات الكهرباء ، واين كانت عن كل هذا الهدم في اقتصاد العراق ، هي التي تهدم وهي التي تضع الحلول وهي التي ترسم السياسات ، وما كان من ارتفاع سعر الدولار الا برغبتها هي ، وما كان من قرار تنزيل السعر الا من اجل وضع الشروط الجديدة ، هذه هي محصلة مايحدث ، اقولها بكل وضوح ولا لبس فيها . لن نتصور يوماً ما ان العراق سوف يتعافى على ايادي القتلة ، اميركا هي القاتل الشره لكل الشعوب ، لارحمة لديها ولا قناعة بالكف عن شرورها ، ونحن نرفض تلك العافية من لدنها لانها ستكون مرة مغموسة بالذل والعراقي ( هيهات منه الذلة ) .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك