المقالات

زلزال في بيتي ؟!

1499 2023-02-18

زيد الحسن ||

 

الدعم العراقي من مختلف الجهات الرسمية وغير الرسمية للشعب السوري كان ضرب من ضروب الخيال ، هذا الدعم يمثل الغيرة العراقية الاصيلة والنخوة والمروءة ، ولايختلف اثنان على انه واجب انساني مهم ، والتغافل عنه ليس من شيم الرجال ، فتحية اكبار واجلال لكل من ساهم وشارك وأيد هذا الدعم العراقي لسوريا .

التقيت صباحاً بصديق لي لم التقيه من قرابة شهر ، فرحت برؤيته ، وانزعجت لرؤيتي سحنات وجهه عابسة متكدرة منزعجة ، وهالني انني رأيته وكأنه تقدم في العمر الف عام ، بادرته بالسؤال ؛ خيراً ياصديقي ما اصابك ؟، رد علي ببسمته التي عهدتها عليه حين يكون ساخراً من امر ، فقال لي ؛ ( لقد ضربني زلزال ) ، وليس زلزالا واحداً بل في كل فجر زلزال يهزني هزاً عنيفاً ، ولم اعد احتمل اكثر ، وان مايصبرني هو رحمة الله علينا ، هنا ادركت ان صديقي يقصد شيئاً اخر بكلمة ( زلزال ) وربما ان مشكلة قد حلت عليه .

ياصديقي تعال اجلس بجانبي واحكي لي ما الامر ، عسى الله ان اكون قادراً على عمل شيء ينهي هذا الزلزال ، عاود الابتسام ببسمة اقرب من ان تكون ضحكة فاقد الامل ومستاء الى درجة اليأس .

قال صديقي اسألك سؤالاً ؛ ماهو شعور الأب العاجز امام ابناءه ولايستطيع توفير حاجياتهم الاساسية ، وما الذي يشعر به الاب وهو يرى اولاده اصبحوا شبابا ويستحقون الزواج والوظيفة او اي عمل يقتاتوا منه ، وما شعوره وهو يراهم كرهوا عيشهم في بيتهم بل كرهوا العيش في كل البلد ، هنا ادركت كم الحزن الذي بداخل صدر صديقي ، وانا اعلم ان لدية خمسة اولاد اصبحوا شباباً عاطلين عن العمل .

والان ماذا يخطر في بالكم ياصديقي ؟ ، قال بحزم ؛ اتمنى ان يضرب زلزال ضمائرهم ليتداركوا كم الوجع الذي اصابنا ، واتمنى ان تصحوا لهم الضمائر ليبنوا العراق بناء يليق باسمه ، هم اليوم اثبتوا انهم قادرين على كسر طوق الحصار المفروض على سوريا ، فليكسروا طوق الحصارالغربي الذي يضربهم شرقاً وغرباً، ولايتركنا في شأننا ، هم يمتلكون نصف ارادة ونحن نريدهم للارادة كاملة مالكين ، وقتها سيكتمل الوصف الذي يليق بالعراقي ، وربما نعاود التصفيق لهم من جديد ونعيد انتخابهم فرحين .

هنا ادركت انا انه فعلا هناك زلزال في كل بيت عراقي ، زلزال يهز اركان كرامتنا ، العجز ياسادة هو زلزال ذو حدين وهو يتربع في بيوتنا ، افعلوها الان فهذه فرصتكم وكونوا انتم الزلزال الذي يهد احلام المستكبرين التي بنوها على دمار العراق وشعبه .

 

ـــــــــــــــــــــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك