المقالات

طقوس الظهيرة مع الشيخ  الوائلي

853 2023-02-21

د.أمل الأسدي ||

 

حين كانت الجدران تتجسس علينا،تراقب أنفاسنا،كُنّا نرادوها عن عاداتها،فتسلّم نفسها لمشيئة الظهيرة،مختمرةً،طريةً، طيّعةً!!

هناك حيث كانت الحياة بقيادة أمهات( معدلات يسون من الماكو اكو) فلابد أن تدبر الأم حالها وتنظم أمور المنزل،وريثما يعود الأبناء من مدارسهم أوكلياتهم،يكون الغداء قد نضج(والجدورة فارن،وريحة العنبر ترست البيت) وبعد أن يُرفع أذان الظهر الذي كُنا نعصر أسماعنا كي يصل الصوت إليها،فتلتقطه أرواحنا وهي تتمنی يوما ما أن تسمعه مدويا،أو أن تراه علی شاشة التلفزيون  متزينا باسم الأمير علي(ع)!!

و بعد الصلاة والدعاء بصوت(المعدله) سيدة المنزل:(چفينا شر بني ادام وطفي عيونهم عن وليداتي وويليدات امة محمد،بحق محمد وال محمد) تقف  من جديد قرب الطباخ،ويقف الأطفال حولها( فرگعت للتمن) وامتزجت رائحة العنبر  بالدهن بـ(رائحة اللمپة) هنا شعرت أنها تملك الدنيا،وشعرنا نحن بأن الحياة جميلة وبسيطة، ونسينا تماما الجدران التي تراقبنا!!

 أو لنقل: تناست الجدران مهمتها واستسلمت لمشيئة الظهيرة!! فتقول الأم:

ـ  شغلي الراديو  راح يطلع الوائلي

ـ يمه،شغلته بس صوته مو واضح يوشوش

ـ يلة هسة يجي أبوچ وهو  يعرف يضبطه

وسرعان ما عمّ الهدوء اللذيذ الشهي،فصمتَ الجميع وبقي صوت الوائلي!

صمت الجميع وبقي الوائلي  يربي ويعلم ويؤدب!

... بقي الوائلي ينشر بذور العقيدة،فتنبت فورا مستبشرة مفتخرة!

ومازالت  أمي تسكب الطعام من دون صوتٍ يقاطع الوائلي! لكنها تردد: نصوا الراديو لايچفتون علينا!!

ويخفَّض والدي الصوت قليلا، وتبحر الأسرة بين جمالين: جمال عالَم الشيخ الوائلي ورحابته،وإسناده ودعمه لنا نحن ـ المستضعفين- الذين  نخفي هواياتنا مقابل أنفاسنا!!

وجمال عالَم الأم(المعدله) وأطباقها المطبوخة بمحبة وقدرة تحمل عجيبة،وقدرة إدارة  فطرية!!

شكرا لأمهاتنا،شكرا لكل أمٍّ عراقية كانت تقاوم بصوت الوائلي!!

وشكرا لكَ، أيها الطقس الخالد، طقس  الظهيرة الممزوج بالعنبر!!

مرةً أخری أقولها: وحدكَ أنتَ كنتَ ظاهرةً ممزوجة بالعنبر!!

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك