ا.د. جهاد كاظم العكيلي ||
منذ الأزل والناس تعقد آمال وجودهم على من يمثلهم أو من ينوب عنهم في بقاع الأرض أينما كانوا، وبغض النظر عن معتقداتهم وإنتمائهم وأعراقهم، فالجميع خاضعون لمن يملك السلطة او القوة عى الأرض، وتختلف طبيعة السلطة ونوعها عن غيرها من مكان إلى مكان آخر، وذلك حسب الظروف ومراحل الحياة التي يمر بها البشر ..
ومع مرور الزمن وتعقيداته الذي رافق حياة الانسان، تغيرت معه المفاهيم والقيم، و تغير معها أيضا سلوك الإنسان ومتطلبات حياته في العيش والبقاء، وصار للسطلة دورا كبيرا في التحكم بمصير الناس، فالسلطة ومن يمثلها هي التي تقرر كل شيئ فيما يخص حياة الناس سواء أرادت أن تزجهم في الحروب وتجعل منهم وقودا لكي يبقى الحاكم أو الأحزاب المتنفذة في السلطة، أو ترويض الناس وإذلالهم وحرمانهم من خيراتهم على أرضهم والتي وهي ملكا لهم وليست حكرا لفئة الحُكام أو سلطتهم ..
وشواهد التاريخ كثيرة عبر الأزمان حيث دفع الأنسان بحياته من إجل أن يبقى الحاكم متربعا على كرسي السلطة خصوصا ما حدث في أرض الرافدين، والشواهد تشير إلى قهر السلطة لإرادة الإنسان وسلب حريته وهو يسعى إلى إستنفار طاقاته لخدمة لبناء وإعمار البلاد في المجالات الإقتصادية والثقافية والخدمية، وقد رافق ذلك تراجع كبير في بناء الإنسان رغم وجود الثروات والخبرات التي تميزت بها البلاد عن دول أخرى ..
وكان تماما يحدث العكس على هذه الأرض، وذلك بسبب إشغال الناس بهمومهم وحاجتاهم المعيشية، وإلهائهم وتجهيلهم كي يطول وقوفهم على أيواب الساسة، ينشدون من إجل الحصول على رغيف الخبز، وهم على وفق ذلك صاروا يتحولون إلى وقود تحترق في أتون الحروب والأمراض والصراعات المصطنعىة من إجل بقاء ساسة السلطة المتمثلة بأسماء وعناونين كبيرة أبهرت الناس بشعارتها ثم خيبت آمالهم ..
وكل حقبة زمنية تشهد تسَّيد مجموعة من ساسة السلطة وتأتي اخرى لتلعن ما قبلها، وتكشف عن بطشها ونهب خيرات الناس على أرضهم، وهكذا يتناوب الساسة على السلطة والناس أيضا يتنابون بالوقوف على أبوابها، فمنهم من يمجدون ويهتفون أو يشتمون، وغيرهم من يتظاهرون ضد أقدارهم التي قذفت بهم على هذه الأبواب من دون أن يأخذ الناس الموعظة والدروس لما يحدث لهم لإصلاح حالهم وإختيار من يمثل رغباتهم في الحياة الحرة الكريمة على أساس الإخلاص للوطن لا غير ..
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha