كندي الزهيري ||
رغم الحصار والمؤامرات والدسائس، تخرج الجمهورية الإسلامية الإيرانية أقوى، وتحول الحصار إلى فرصة وتحدي ، مختبرة ذاتها، ليقوى عودها، وتصبح اليوم في مصافي الدول المتقدمة. منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران؛ وإيران تحارب على عدة محاور، محور الثقافي ومحور العسكري والأمني، وآخرى سياسي واقتصادي إلى آخره... ما ساعد بصمود إيران هو "ثقة الشعب بقيادته"، لذا يدرك الغرب وأمريكا بأن انتصارهم مرهون بزعزعة الثقة بين الشعب والقيادة، وتعلم أمريكا بأن القوى العسكرية ربما تكون رادعا إلى حد ما. لكونها تعلم بأن الانتصار إيران بالشعب والقيادة. كل لحظة تمضي يشعر الكيان الصهيوني بأن الانتصار على إيران أصبح أصعب، وأن فرص زواله أصبحت أقوى، و نهايته قاب قوسيين أو أدنى. بعد شيخوخة أمريكا أصبح الكيان الصهيوني يبحث عن النفس إلاضافي عبر التطبيع مع دول الخليج، بحجة الأمن المشترك. اليوم بشكل صريح وواضح تعلن صحيفة إسرائيلية أن: إيران أصبحت قادرة على تطوير النووي... والغرب لا يمتلك خيار "الحرب " بعد الآن، وهو بمثابة إعلان العاجز عن كسر قوة إيران الصاعدة. بعدما وصلت أيران إلى نسبة تخصيب 84 % على الرغم من العقوبات الأمريكية والتحركات الغربية، ليصبح الحديث الآن عن "فكرة وضع إيران أمام خياري الحرب أو السلام عبر الصفقة النووية لم تعد قابلة للتطبيق مع تحقيقها التقدم الحالي في تخصيب اليورانيوم". هذا يعني أن الغرب لم يعد قادرا على "ابتزاز " إيران ببرنامجها النووي خلال المفاوضات كما كانت تفعل في السابق ".
لينتقل الغرب كالمعتاد إلى حرب العقوبات هذه المرة تحت ما يسمى" حقوق الإنسان على النمط الغربي " حيث " اتفقت الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي، على فرض عقوبات جديدة على إيران، بسبب قمعها للمتظاهرين في الإحتجاجات الشعبية التي تعرض لها البلاد، في حين تستهدف العقوبات وزيرين من الحكومة الإيرانية الحالية "، وتشمل إجمالي الإجراءات التقييدية التي تفرضها الكتلة الأوروبية، ما مجموعة 196 فردا و 33 كيانا إيرانيا، ويواجهون عقوبات تجميد الأصول وحظر السفر إلى الاتحاد الأوروبي.
في الوقت ذاته إيران مستمرة بنهاء وتصفية الجواسيس الغربيين، الذين يسعون الى زعزعة الوضع الداخلي كما حدث بما يسمى ثورة " الحجاب "التي روج لها الغرب الهدف منها ضرب المجتمع الإيراني، اليوم إيران تعلن عن " حكم بإعدام زعيم تنظيم "تندر " بتهمة "الإرهاب والفساد في الأرض "، وأشارت المحكمة إلى أن المتهم خطط لارتكاب 23 عملا إرهابيا، ونجح في تنفيد 5 منها. وأشارت المحكمة إلى أن المتهم خطط لارتكاب 23 عملا إرهابيا، ونجح في تنفيد 5 منها. يعتبر علي جمشيد شارمهد يقوم بتوجيه وقيادة الجماعة الإرهابية، والتواصل مع مسؤولي وضباط المخابرات الأمريكية والإسرائيلية لتنفيذ عمليات إرهابية، أكبرها تفجير حسينية "سيد الشهداء " في مدينة شيراز عام 2008 مما أسفر عن مقتل 14 إيرانيا وإصابة 300 شخص، وكان للتنظيم دور في إغتيال العالم النووي الإيراني "مسعود علي محمدي". ويذكر أنه جمشيد يحمل الجنسيتين الإيرانية والألمانية وكان يقيم في أمريكا قبل إلقاء القبض عليه في أغسطس/ آب 2016، إضافة إلى أن قائد حرس الحدود في الجيش الإيراني أعلن بأنه تم "ضبط سفينة في محافظة بوشهر تحمل أكثر من 5 آلاف خنجر وسيف أمريكية الصنع "، وفي الأشهر الأربعة الماضية، تم ضبط 3 آلاف قطعة سلاح حربي كانت بحوزة المجرمين بالقرب من الحدود، وهذه الإحصائية تتعلق فقط بحرس الحدود. رغم أن الغرب وأمريكا وكيانها الصهيوني لا يستطيعون إعلان حرب بشكل مباشر، الى ان الحرب المخابرات والتجسس مستمرة، واستقطاب العملاء قائم على قدم وساق، وبعض الضربات الجوية، الهدف التخريب، وعكس صورة القوي بالنسبة للغرب ، ليس في إيران فقط، إنما في كل بقعة تحاول الخروج من الهيمنة الأمريكية، مثل الصين وروسيا والعراق ولبنان وسوريا وغيرهم الكثير.
إن إنتصار أي قوة في العالم تسعى إلى التخلص من العبودية، تمثل إنتصار إلى كافة الشعوب التي تبحث عن الحرية بعيدا عن السياسية الامريكية والغربية المنحلة، والخروج من الهيمنة والظلم دول الاستكبار العالمي، ويثبت التاريخ أن أي نظام لا بد من أن يغيب وينتهي، ليبرز نظام جديد برؤية فكرية مختلفة وهذا ما ينتظره الأحرار.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha