د. علي المؤمن ||
أرى أن من أسوء أنواع الوعي المستفِز لدى بعضنا؛ تمسكه بالحواشي والقشور وترك أصل المشكلة، وهو ما يحدث حيال كل ما تنتجه الدعاية السعودية.
أتذكّر قبل سنتين أجرت قناة العربية (السعودية) مقابلة مع ابنة صدام، وكان واضحاً تماماً من طبيعة الترويج والأسئلة والمعالجات الصورية، إن هدف المقابلة تلميع صورة صدام وابنته، وإعدادها لدور معين، خاصة بعد زيارتها للسعودية وتقديم محمد بن سلمان منحة مالية لها ولحزبها قدرت ب 150 مليون دولار، كما كان واضحاً أن المقابلة جرت نكاية بشيعة العراق ونكأً لجراحاتهم.
حينها ضجّت وسائل التواصل بالردود الشيعية على ابنة صدام وتصريحاتها، وبشتم صدام واستعادة الحديث عن جرائمة، لكن أغفلت أغلبية الردود القضية الأساس، وهو دور السعودية وقناتها في استضافة إبنة صدام، والأهداف الخطيرة للسعودية تجاه العراق في هذا مجال تبني أعداء العراق وقادة التخريب.
واليوم يحدث الشيء نفسه حيال مسلسل معاوية؛ فقد تراكم الحديث عن رذائل معاوية وقبائحه، وانشغل الناس بفشل مخرج المسلسل وحقيقة فساد كاتب القصة، وكونه مأبوناً أو مغتصٓباً، وخلفيات الممثلين، ولكن - كالعادة - غفل أغلب المعترضين دور السعودية وأهدافها وخلفياتها في أنتاج المسلسل، وأسباب إصرار محمد بن سلمان على عرضه، رغم الوساطات السنية والشيعية من العراق والكويت والإمارات والسعودية نفسها، ليوقف عرض المسلسل، حتى يخيّل لي أن السعودية هي التي تفتعل هذه الأحاديث لإشغال الناس عن دورها الأول والأخير في المسلسل
عزيزي المعترض .. اترك الحديث عن معاوية؛ فلا أحد يخفى عليه من هو وماذا فعل وماهي سيرته، واترك المخرج وكاتب القصة؛ فهما مرتزقين مأجورين يعملان لمن يدفع أكثر، واترك الممثلين؛ فكثير منهم يتذرع بأنه مجرد ممثل يأخذ أجره.
اترك كل هؤلاء، ولاتكن مغفلاً، وانتبه الى رأس الأفعى الذي يقف وراءهم جميعاً، وهو صاحب المسلسل ومموله ومنتجه، انتبه الى السعودية التي أنتجت المسلسل وتصر حكومتها وولي عهدها على عرضه.
كن واعياً فطناً، ولا تتمسك بقشور القضية.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha