المقالات

علم الأرض وزلزال الشام..!

1117 2023-02-27

عبدالملك سام ||

 

لن أتجرأ بأن أجعلك تعتقد أن هذا المقال يتحدث عن العلوم، فنحن لم نصل بعد إلى مرحلة نقتنع بها جميعا أن العلم قادر على تغيير حياتنا، وإلا لكنا أعطينا التعليم جزء من إهتمامنا، ولعل للظروف تأثير في الوقت الراهن نتيجة العدوان والحصار ونهب الثروات، ولكن علينا رغم هذه الظروف أن نبذل قصارى جهدنا ألا يكون أبناؤنا ضحية الظروف مثلنا.

لا أدري لماذا نميل للشعوذة كلما واجهنا إحدى الظواهر الطبيعية؟! وبمجرد أن يشرع أحدنا في كتابة منشور إلا ويتقمص دور "المطوع" الذي ما يزال في ذاكرته، فقد تأثرنا بكل ذلك الهراء الذي كنا نسمعه في طفولتنا من الوهابيين، وللأسف غالبا ما يجعلنا هذا "المطوع" قساة نتحدث ببرود عن مأسي الناس وكأننا أنبياء!

ما حدث في سوريا وتركيا هو زلزال، وكما هو معروف فإن الزلازل ظاهرة طبيعية بحتة، إلا أن لها أسباب عندنا عدى تلك المتعارف عليها جيولوجيا؛ فالزلازل علميا لا دخل بالدين والأخلاق، ويمكن أن تحدث في أي مكان بحسب بنيته الصخرية وعوامل طبيعية أخرى. أما عندنا فإنها تحدث للآخرين (فقط) لأنهم أقل تدينا منا، وأخلاقهم ليست كأخلاقنا، ولذلك لا بأس لو أظهرنا تشفينا بما يجري للآخرين!

العقوبات الإلهية ليس بالضرورة أن تكون ظاهرة طبيعية، فقد تكون قلة في البركات، وقد تكون تسليط بعضنا على بعض، وقد تكون وباء لم يعرف من قبل.. أما أن ننطلق بإصدار الفتاوى، ونتسبب في عزوف الناس عن نجدة إخوان لنا وهم في أمس الحاجة لمن يمد لهم يد العون في هذا الظرف الصعب، فهذا ما يستحق فعلا عقوبة إلهية.

المناظر التي تصلنا من سوريا تدمي القلب، وبينما وجدت تركيا دعما غير محدود من جميع أنحاء العالم، تم ترك الشعب السوري الصامد ليعاني وحيدا! وكم كنت أتمنى أن ما نقرأه من منشورات تعبر عن المواساة، وتبرر تقصيرنا بأنه بسبب الأوضاع الإقتصادية التي نمر بها، ولكن للأسف وجدنا البعض يجسد معنى الشح وإنعدام الضمير وهو يتحدث بإستعلاء ولؤم، وأحيانا بتشفي!

ذكرتني هذه النبرة بما كان متداولا عندما حدثت كارثة "تسونامي" في أكبر بلد إسلامي (إندنوسيا)، فيومها إنطلق الكثيرون للتعليق على المآساة - خاصة الوهابيين - بأنها بسبب وجود مراقص وخمارات على الشاطئ! وترك بلد إسلامي ذلك اليوم ليجد أن من سارعوا لنجدته لم يكونوا من يدعون إخوته، بل وجد كل من حوله هي بلدان لها مصالح وأجندات في هذا البلد المسلم المستهدف.

كنت أتمنى أن تنطلق في بلدنا حملة واحدة، ولو بما تيسر، لإغاثة الشعب السوري الشقيق. فمنذ ما يزيد عن 20 يوما والسوريون يواجهون مآساة بهذا الحجم في ظل حصار أمريكي مجرم، وبعد أن دمر "دواعش" أمريكا المستشفيات والبنية التحتية، وفي ظل إستمرار المؤامرة التي شاركت فيها أنظمة عربية وأجنبية لتركيع الشعب السوري وتقسيمه، ولكن للأسف لم يتحرك أحد سوى بعض المواقف البسيطة، أما الموقف الغالب فكان خطاب التحريض والعجب الذي شاهدناه.

لم يفت الآوان بعد، وتأكدوا أن أي شيء يمكن أن نقدمه مهما كان بسيطا فإن الله سيرده لنا أضعاف ذلك بركة ونصر، ولنفعل ما نستطيع بهذا الصدد وبحسب مقدرتنا حتى يعرف الشعب السوري أن له إخوة يشاطرونه افراحه واتراحه. أما من ليس بإستطاعته تقديم شيء، فعلى الأقل فليساهم بالكلمة الطيبة، وأن يدعو الآخرين للمساهمة، فقلعة الصمود سوريا تستحق.

ℹ️ معلومات: زلزالا تركيا وسوريا 2023، زلزالان ضربا جنوب تركيا، وقع الأول في الساعة 4:17 صباحًا بالتوقيت المحلي (1:17 صباحاً بالتوقيت العالمي) يوم 6 فبراير 2023، وبلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، وكان مركزه غرب مدينة غازي عنتاب.

امتدَّ أثره إلى سوريا أيضًا نظراً لقرب مركزه من الحدود السورية التركية، ويُعدُّ هذا الزلزال من أقوى الزلازل في تاريخ تركيا وسوريا.

بعد مرور 9 ساعات وتحديدًا في الساعة 13:24 ظهرًا بالتوقيت المحلي، وقع زلزال آخر بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر بمنطقة إيكين أوزو بالقربِ من مدينة كهرمان مرعش.

 بلغ عدد ضحايا هذين الزلزالين في تركيا وسوريا حسب تقديرات أولية أكثر من 41,000 قتيلاً و 120,000 مصابًا، وخلّفا أضرارًا مادية جسيمة في كِلا البلدين.

 

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك