د.محمد العبادي ||
ولادات أئمة أهل البيت عليهم السلام تحظى بإحترام كبير عند المسلمين وخاصة الشيعة منهم .
تقام سنوياً في ولادة الإمام الحسين عليه السلام مهرجانات وندوات ونشاطات ثقافية و احتفالات مختلفة ،وقد شاهدت في هذه الأيام الشعبانية أن التلفزيون الإيراني يبث نشيد (عزيزم حسين أو عزيزي الحسين )،في أوقات وساعات مختلفة من البث التلفزيوني، وخاصة في القنوات التي تختص ببرامج الأطفال مثل (پویا ،ونهال ،وأيضاً شبكه معارف ).
لقد استمعت لکلمات النشید المفعمة بالحس والارتباط الروحي،وأصغيت للألحان العذبة، وطريقة ترديدها من قبل الأطفال والأشبال من مختلف الجنسيات ( عرب وبلوچ،وكرد ،وفرس [فرس ايرانيين وافغان]، واتراك).
لقد كان النشيد -الذي انشده(عبد الرضا هلالي ومحمد أسد اللهي)- ؛كان النشيد يتناغم مع أعمار الأطفال ،وقد تفاعلوا معه بقلوبهم قبل ألسنتهم،وتغنوا فيه بكل وجودهم ،وبدت مودتهم لإمامهم طافحة وشديدة.
لاشك أن الشاعر(محمد أسد اللهى) عندما كتب شعره،قد أدركته نفحة من نفحات المودة لأهل البيت عليهم السلام آوى فيها إلى ركن شديد وسديد في شعره الذي يتحدث فيه مع الإمام الحسين عليه السلام وكأنه يتمثل روح الأطفال وكلماتهم العفوية الصادقة ؛فهو يخاطب الامام الحسین علیه السلام ويقول: ( دستاى گرم تو ودستای سردم.
یادته من حرمو نقاشی کردم) وتعریبه( یديك الدافئة ويداي الباردة...هل تتذكرني عندما رسمت ضريحك ).
نعم لقد رسم الأطفال ضريح الإمام الحسين عليه السلام بقبته الذهبية البهية ،ثم رفعوها اثناء ذلك الترنم والطرب الطفولي المشحون بالشوق.
لقد أقيم الاحتفال بإعداد محسوس حيث أن الجهات المنظمة لإقامة هذا النشيد وتهيئته قد بذلت غاية المجهود في سبيل إيصال معانيه إلى أطفالنا وناشئتنا،وقد كتب الأطفال على راحة أيديهم وعلى وجوههم( حبيبي حسين أو ياحسين أو روحي فداء للقائد).
إنهم الأطفال الذين لم يتركهم النظام في إيران هملاً ونهباً للألعاب العنيفة او المبتذلة التي يتم تزريقها لأطفالنا.
لايفوتني ان اُقدم تقديري واحترامي للجهود التي يبذلها المعنيون في إعلام المقاومة،لكن شاهدت ضعفاً في التنسيق الإعلامي، وفوات كثير من الأناشيد والنشاطات الثقافية ،وفلتانها من بين فروج أصابعهم ؛ فمن المفروض أن يتم متابعة وترجمة مثل هذه الفعاليات والنشاطات (من الفارسي إلى العربي ومن العربي إلى الفارسي أو إلى لغات اخرى)،أو القيام بأعمال موازية في بيئة المقاومة تتكامل مع بعضها .
بتصوري المتواضع اذا لم يملأ الإعلام الأصيل الفراغ فسيتسلل الإعلام الدخيل ويملأ الفراغ بمحتوياته الهابطة من غناء هابط وحفلات ماجنة وأناشيد وفعاليات ومسلسلات تلفزيونية وافلام ومقاطع إعلامية عديمة .
أشير إلى أن هناك نشيداً رائعاً ولقطات ومقاطع فيديو كثيرة غاية في التأثير في أثناء لقاء السيد الخامنئي مع الفتيات اللواتي بلغن سن التكليف(جشن فرشته ها) في احتفال بهيج ومشاعر جياشة للحضور ،ومما يؤسف له قد غابت تلك اللقطات الجميلة جداً والمؤثرة عن الناس في البلاد الأخرى، ونأمل أن يستدرك ذلك في المستقبل، وان يكون هناك تنسيق وتكامل إعلامي في بيئة المقاومة واهتمام بفضائها النظيف.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha