هيثم الخزعلي ||
عند كتابتنا لمقالنا السابق (لماذا طرح السيد السوداني دخول العراق لأسواق الغاز كمنتج من أوربا )، أشكل علينا بعض الاخوة المختصين في اقتصاد الطاقة، كون العراق لا يمتلك خزينا كافيا من الغاز!!
وربما اذا سارت الأمور كما مخطط له يستطيع الاستغناء عن ربع استيراداته من الغاز خلال ١٥ شهرا. ويحتاج ٣ سنوات للاستغناء عن كل استيراداته من الغاز.
وهنا نطرح جوابين الأول يقوم على اساس جمع القرائن والاستدلال الاستقرائي.
وهو آن العراق سيكون ممرا لنقل الطاقة الي أوربا، بناءا على القرائن الآتية :-
-ورد في مقررات مجلس الوزراء بتاريخ (٢٧ كانون الأول ٢٠٢٢)
مُباشرة وزارة النفط بإجراءات تنفيذ منصّة في أحد الموانئ العراقية لاستقبال الغاز المسال المستورد، بالتنسيق مع وزارة النقل.
وقد يقول البعض بأن العراق يريد أن يستورد الغاز من أجل سد حاجته والاستغناء عن الغاز الإيراني، الا ان هذا الأمر مردود من وجهين :-
١- ان الغاز الإيراني ارخص نسبيا من اي غاز ممكن ان يستورده العراق.
٢- الغاز الإيراني يصل للعراق عبر أنابيب بينما محطات تسييل الغاز المستورد عبر البحر، يعني ربما يكون الاستيراد من دولة مثل (قطر) ، وهي بالإضافة لبيعها الغاز بأسعار عالية، ستصدر الغاز عبر البحر وهو يحتاج لمحطات تسييل ستجعل كلفته عالية نسبيا، وهو ما يفقده الجدوى الاقتصادية.
-القرينة الثانية التي تؤكد آن العراق يخطط لان يكون ممرا للطاقة وللغاز تحديدا بالإضافة لتحوله منتج ومصدر.
هو ما صرح به السيد رئيس الوزراء أثناء زيارته إلى ألمانيا بتاريخ ١٢ كانون الثاني ٢٠٢٣. في (المؤتمر الصحفي مع المستشار الألماني): حيث قال :-
(هناك شركات تنفذ أكبر ميناء في الشرق الأوسط وهو ميناء الفاو الكبير. وهناك شركات تفاوضنا معها لمد سكك الحديد وأنابيب نقل الغاز من الميناء إلى تركيا وأوروبا) .
اذن محطات تسيل الغاز التي وردت في مقررات مجلس الوزراء هي جزء من خطة لمد أنابيب وسكك لنقل الغاز الي أوربا عبر ميناء الفاو الكبير، والذي ورد في المؤتمر الصحفي المشترك لرئيس الوزراء والمستشار الألماني.
اما الشق الاخر من الجواب عن إمكانية العراق التصدير الغاز الي أوربا فهو، حقول الغاز في (السليمانية والتي تقدر ب٦٠ مليار م٣ ) بالإضافة لحقول الغاز في كركوك، وحقل عكاز.
وهذا الاحتياط الغازي مع موقع العراق الجغرافي هو ما سيؤهل العراق لتصدير الغاز الي أوربا...
وسيبذل الاوربيون كل جهودهم لنجاح هذا الأمر بسبب حاجتهم للغاز (وصاحب الحاجة اعمي) كما يقولون.
وهو ما سينعكس على عملية التنمية والاستثمارات والامن في العراق، ونقول (اللهم اجعل هذا البلد آمنا وارزق اهله من الثمرات).
وقد يثير البعض دهشتنا بالاعتراض، بأن الآية دعاء ابونا ابراهيم ع لأهل مكة.
فنقول( خصوص المورد لا يخصص الوارد)
اللهم اجعل هذا البلد آمنا وارزق اهله من الثمرات...
٦-٣-٢٠٢٣
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha