د . علي المؤمن ||
تكمن المشكلة الأساسية في خطاب التغريب والسلوكيات الاجتماعية التي يفرزها ، في أن المتغرب يفكر بأسلوب غربي في بيئة ليست غربية، ويتشبه بالغرب في واقع غير غربي، ويريد تطبيق النتاجات الفكرية والثقافية الغربية في مناخات لاعلاقة لها بمناخات الغرب التي انتجت تلك الأفكار والثقافات والسلوكيات عبر تراكم تاريخي طويل مثل صراعاً قاسياً بين الاستبداد الثيوقراطي المطلق الذي يمثله تحالف السلطات الثلاث سلطة الكنيسة والسلطة الملكية المطلقة وسلطة أصحاب المال من جهة، والشعوب الاوروبية المستعبدة من جهة أخرى، وقد أدى حراك هذه الشعوب المتأثرة بالفلاسفة والمفكرين الاجتماعيين التحرريين، الى ظهور عقائد جديدة متناقضة مناهضة للمسيحية والدين عموماً، ومناهج التفكير السائدة
والأعراف والتقاليد السياسية والثقافية والاجتماعية، فظهر الإلحاد الماركسي والوجودي، والعلمانية والليبرالية والاشتراكية والرأسمالية. وربما كان من الطبيعي أن تفرز تلك المناخات الأوروبية وصراعاتها التراكمية هذه العقائد والمناهج الفكرية والسلوكيات الفردية والمجتمعية، ولكن من غير الطبيعي ان تستورد مجتمعات لها مناخاتها وواقعها التراكمي الديني والاجتماعي والثقافي المختلف كلياً، تستورد تلك الثقافات والأفكار والسلوكيات
وتمارسها داخل بيئتها المتعارضة.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha