ابتهال احمد الموسوي ||
جَاءَ فِي خُطْبَةِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانْ ( هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اَللَّهِ وَجَعَلْتُمْ فِيهِ مِنْ أَهْلِ كَرَامَةِ اَللَّهِ ، أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تَسْبِيحًا ، وَنَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ ، وَعَمَلُكُمْ فِيهِ مَقْبُولٌ ، وَدُعَاءَكُمْ فِيهِ مُسْتَجَابٌ ) مَعَ اِقْتِرَابِ شَهْرِ رَمَضَانْ شَهْرَ اَلرَّحْمَةِ وَالْبَرَكَات ، تَكْثُرَ اَلْمَقَالَات عَنْ كَثْرَةِ عَمَلِ اَلْمَرْأَةِ فِي اَلْمَطْبَخِ وَانْشِغَالِهَا بِإِعْدَادِ اَلطَّعَامِ وَغَسْلِ اَلْأَطْبَاقِ وَغَيْرِهَا عَنْ اَلْقِيَامِ بِعِبَادَاتِ اَلشَّهْرِ اَلْمُبَارَكِ ، وَقَدْ يَأْخُذُ هَذَا اَلْأَمْرِحَيِّزًا مُبَالِغًا فِيهِ حَتَّى أَصْبَحَتْ اَلْمَرْأَةُ تَرَى فِي هَذَا اَلْأَمْرِ ثِقْلاً رُوحِيًّا يَشُقُّ عَلَيْهَا وَيُشْعِرُهَا بِالتَّقْصِيرِ اَلْعِبَادِيِّ ، وَلَوْ تَأَمَّلْنَا فِي مَقْطَعِ خُطْبَةِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَةٍ ( أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تَسْبِيحُ وَنَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ ) فَأَيَّ كَرَامَةِ هَذِهِ وَأَيُّ لُطْفٍ وَرَحْمَةٍ تَشْمَلُ اَلْعَبْدَ فِي هَذَا اَلشَّهْرِ اَلْفَضِيلِ وَفِيهَا جَوَابٌ لِكُلِّ اِمْرَأَةٍ سَوَاءٌ كَانَتْ أُمًّا أَوْ زَوْجَةِ أَوْ بِنْتَا شَرَفِهَا اَللَّهِ بِنِعْمَةِ خِدْمَةِ عَائِلَتِهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانْ .
فَسَاعَاتُ إِعْدَادِكَ لِلطَّعَامِ سَيِّدَتِي لَيْسَتْ وَقْتًا ضَائِعًا بِغَيْرِ عِبَادَةٍ ، عَمَلُكَ أَيَّتُهَا اَلْحَبِيبَةِ أُم وَزَوْجَةٍ وَأُخْتٍ فِي مَطْبَخِكَ سَوَاءٌ إِعْدَادٌ لِلطَّعَامِ أَوْ غَسِيلٍ لِلْأَطْبَاقِ هُوَ بِلَا شَكٍّ مَقْبُولٍ عِنْدَ اَللَّهِ مَا لَمْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اَلْمَعْقُولِ إِذْ إِنَّ سَاعَاتِكَ وَجُهْدَكَ لَمْ تَذْهَبْ هَبَاءً ، فَهِيَ بِعَيْنِ اَللَّهِ تَعَالَى فَمِنْ جَعَلَ فِيهِ اَلْأَنْفَاسُ تَسْبِيحَ وَالنَّوْمِ عِبَادَةً لَا يَضِيعُ عِنْدَهُ جُهْدُكَ وَتَعَبُكَ ، خُصُوصًا إِذَا اِسْتَشْعَرْتُ اَلنِّيَّةُ اَلْخَالِصَةُ مَعَ اَلرِّضَا وَالشُّكْرِ لِلَّهِ عَلَى شَرَفِ هَذَا اَلتَّكْلِيفِ ، فَالْمُتَأَمِّلُ فِي أَحَادِيثِ رَسُولِ اَللَّهِ وَأَهْلِ اَلْبَيْتِ عَلَيْهِمْ اَلسَّلَامُ سَيَعْرِفُ عَظَمَةَ وَأَجْرًا إِطْعَامُ اَلطَّعَامِ فِي شَهْرِ رَمَضَانْ وَمِقْدَارِ اَلْأَجْرِ اَلَّذِي ضَمَّنَهُ ، وَسَوْفَ أُبَيِّنُ مَا يَقْتَضِيهُ اَلْمَقَالُ مِنْ هَذِهِ اَلْأَحَادِيثِ اَلْمُبَارَكَةِ اَلَّتِي فِيهَا سُرُورُ اَلنَّفْسِ لِكُلِّ اِمْرَأَةٍ تُعْطِي مِنْ وَقْتِهَا لِخِدْمَةِ اَلصَّائِمِينَ فِي بَيْتِهَا فَهَلُمُّوا مَعِي نَتَأَمَّلُ : قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَإِلَهٍ : " مِنْ فُطْرٍ صَائِمٍ كَانَ لَهُ مِثْلٍ أُجْرَةٍ غَيْرِ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ اَلصَّائِمِ شَيْئًا " . . .
وَعَنْ أَبِي عَبْدَ اَللَّهْ ( عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ ) قَالَ : مِنْ فُطْرٍ صَائِمٍ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ اَللَّهِ بِهِ سَبْعِينَ مِلْكًا يُقَدِّسُونَهُ إِلَى مِثْلٍ تِلْكَ اَللَّيْلَةَ مِنْ قَابِلٍ . وَعَنْ زُرَارَة ، عَنْ أَبِي عَبْدَ اَللَّهْ ( عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ ) قَالَ : (مِنْ فُطْرٍ مُؤْمِنٍ كَانَ كَفَّارَةً لِذَنْبِهِ إِلَى قَابِلٍ وَمِنْ فُطْرِ اِثْنَيْنِ كَانَ حَقًّا عَلَى اَللَّهِ أَنْ يَدْخُلَهُ اَلْجَنَّةَ) . وَقَالَ اَلْبَاقِرْ ( عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ ) :( أَيّمَا مُؤْمِنٍ فُطْرٍ مُؤْمِنٍ لَيْلَةً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانْ كَتَبَ اَللَّهُ لَهُ بِذَلِكَ مَثَّلَ أَجْرُ مِنْ أَعْتَقَ نَسَمَةً، قَالَ : وَمِنْ فِطْرِهِ شَهْرَ رَمَضَانْ كُلِّهِ كَتَبَ اَللَّهُ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرَ مِنْ أَعْتَقَ ثَلَاثِينَ نَسَمَةً مُؤْمِنَةً ، وَكَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اَللَّهِ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً) . وَمِنْ هَذَا اَلْمُنْطَلَقِ وَعَلَى ضَوْءِ مَا وَرَدَ عَنْ اَلْعَطِرَةِ اَلطَّاهِرَةِ ( سَلَامُ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ ) يَنْبَغِي لِكُلِّ اِمْرَأَةٍ فِي أَيِّ مَرْتَبَةِ تَكَوُّنِ أَنْ تَسْتَعِدَّ لِكَسْب أَضْعَاف اَلْأَجْرِ مُقَابِلَ مَا تُقَدِّمُهُ مِنْ خِدْمَةٍ لِلصَّائِمِين مِنْ أَرْحَامِهَا وَضُيُوفُهَا وَمَا عِنْدَ اَللَّهِ خَيْر لِلْأَبْرَارِ .
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha