المقالات

أيها الموظف اسرق ما استطعت لهذا سبيلاً ؟!

1491 2023-03-21

زيد الحسن ||

 

بموجب القانون لايحق للموظف العمل سائق سيارة اجرة ، ولايحق له ايضا ممارسة اي عمل تجاري وهو بالوظيفة ، وهذا يعني انك ايها الموظف ملك لدائرتك الوظيفية وأسير لديها براتبك الشهري فقط ، فلا تحاول الاحتيال على القانون وتجمع بين راتبين والا تصبح  مخالفاً للقانون وسوف تعاقب .

وبعد ان اكمل الموظف سنوات خدمته التي امتدت لاكثر من ثلاثون عاماً ، خرج من وظيفته يحمل على كتفه الايمن مرض السكر او الضغط ، وعلى ظهره يتربع مرض المفاصل والروماتزم ، وخرج من باب الوظيفة منزوعاً من كل المخصصات التي كان يتقاضاها ، وجلس ينتظر ان يصنفوه وفق مايريدون .

دائرة التقاعد العامة في بغداد لها من الاقسام والدهاليز مايعجز الانسان عن وصفه ، متاهات تضرب متاهات رغم انها في مهمة واحدة وهي العمل من اجل المتقاعدين ، لكن حقيقتها شيء اخر ، فهي دائرة المرض السرطاني الذي يصيب غالبية المتقاعدين الذي لايعرفون اين يضعون الرشا وفي اي درج ، وبعدها يبدأ الصعود والنزول من السلالم ، وتقدم التوسلات لهذا وذاك من اجل اكمال هذه ( الشهادة ) الاخيرة في حياة الموظف ، الذي بدأت الديون تثقل كاهله منتظراً صرف مستحقاته ، ويخرج من هذه الدائرة وهو لايصدق نفسه من شدة الفرح انه قد اكمل معاملته وهو يملك الان بطاقة النجاح ( الماستر كارد ) هذه البطاقة ذات الالوان المتعدده حسب تصنيف المتقاعد ، صفراء ام زرقاء ، وهنا بدأ الموظف بمد يديه ليوضع فيهما قيد الشركات الاستثمارية ، التي تعتاش على دماء الفقراء .

مر الشهر الاول ثقيلا يصحبه امل الفرج القريب لتصل الرسالة لهاتف المتقاعد ، (الموظف)سابقاً تعلن له انه قد تم تعبئة بطاقتك بمبلغ اربعمائة وتسعة وتسعون الف دينار ، لكن الرقم يظهر طويلا لكثرة الاصفار ولكونهم يحسبون المبلغ لغاية الفلس الواحد ، هنا يستعين صديقنا المتقاعد باحد ما ليخبرة عن مقدار راتبه ، وبعدها يذهب لاقرب مكتب (اهلي )لاستلام هذا المبلغ الرهيب ، ويسقط في يده انه قد استلم نصف ماكان يتقاضاه في الوظيفة ، وتدور الافكار في رأسه حتى يتدارك امره ويحمد الله (ويلعن )الحكومة والمشرعين لهذه القوانين المجحفة ، ويسلم امره لقضاء الله والقدر .

وبعد يومان فقط يتذكر صديقنا المتقاعد زملائه الذين كانو يسرقون وكيف انهم قد امنوا انفسهم ولم يكن اعتمادهم على الراتب ، واصبحوا من اصحاب الشركات ، ويبتسم في سره ويقول كنت لا اسرق وهذا خيراً لي ، ويتذكر ايضا زملائه الذين كانو لايعملون بجد كيف انهم قد حافظوا على قواهم الجسدية وصحتهم ولم يفنوا اعمارهم بلا فائدة ، ويكره في سره ذكريات الوظيفة التعيسة .

بعد مرور سنة على احالته على التقاعد بدأ يوصي كل من يعرفه ان لايقع بنفس الخطأ ، واخذ يقدم النصح (اسرق)ايها الموظف ورتب امرك قبل فوات الآوان ، اجلس ايها الموظف ولاترهق نفسك وتفقد صحتك ، فأن الوظيفة رق وعبودية سترافقك طوال العمر .

 

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك