المقالات

السوداني وتوازن العلاقات!..

1000 2023-03-22

ا.د جهاد كاظم العكيلي ||

 

العلاقات الخارجية للدول، لطالما شكلت الوجه الحقيقي لسياستها في بناء الصورة الحقيقة لطبيعة النظام السياسي السائد عند تلك الدول، وقد تكون هذه السياسات مصدر قوة الدول واستمرارها في تعزيز علاقتها مع محيطها الخارجي التي تنعكس من خلالها على طبيعة نطام الحكم في أي بلد ..

ولنا شواهد كثيرة في الأنظمة السياسية لهذه الدول، إذ تجد دول صغيرة في إمكانتها الإقتصادية والبشرية، لكنها تميزت بعلاقات خارجية ومدت جسور الثقة والتفاهم والتعاون مع محيطها الخارجي مما ساعدت على دعم بلادانها اقتصاديا وطورت من امكانتها المادية والخدمية، وانعكس ذلك على وضعها السياسبي الداخلي وحافظت من خلاله على استقرارها وإدامة وجودها لخدمة مصالح شعوبها ..

وبالمقابل كانت هناك دولا اخرى تأثر وضعها الداخلي وإنهار نظامها السياسي، بسب عدم قدرتها في الحفاظ او في بناء علاقات سليمة مع الدول المجاورة او البعيدة عنها، ففقدت من توازنها في بناء علاقات سليمة لتعزيز مكانتها السياسية بين الأنظمة السياسية السائدة في المنطقة العربية والدولية، ما تسبب لها مشاكل كثيرة سواء في وضعها الداخلي بادارة شؤون البلاد او فقدان الثقة في علاقتها مع دول المنطقة ..

وقد كان العراق في الفترات السابقة يدور في اطار هذه التجاذبات الخارجية وعدم الإستقرار على الرغم من قدراته وامكانته المادية والمعنوية، وحاجة الدول جميعا في بناء علاقات  مبنية على تبادل المصالح المختلفة، غير أن طبيعة سياسته الخارجية اوقعته في تشابكات معقدة مع محيطه الخارجي، وأوصلته الى حالة اثرت على استقراره ووضعه الداخلي واثرت على طبيعة وضعه الاقتصادي والخدمي .. إن دعوة السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وترأسه الحوارات المفتوحة مع اصحاب وخبراء في الشان السياسي والاقتصادي، تمثل جانبا مهما من الدراية والحكمة في توضيح وشرح منهج حكومتة لبناء البلد من الداخل واصلاح وضعه الاقتصادي والقضاء على الفساد، ومن جانب آخر توجيه رسالته والتي عمل بها مؤخرا في بناء علاقات متوازنة مع دول العالم ودول المنطقة تحديدا، ذلك لأنه أدرك أن التوازن في العلاقات في سياسته الخارجية منطلقة من المثل الذي يفيد : (الف صديق ولا عدو واحد) لا سيما وأن وضع العراق اليوم يتطلب هذا الحراك السياسي بسبب وضعه الداخلي غير المستقر نسبيا ، وهو انعكاس للوضع السياسي الخارجي  المرتبط بالمصالح الخارجية بشكل خاص ..

ومن هنا نقول أنه لابد من بناء علاقات توازن عراقية مع الدول الاخرى تخدم مصالحه بالدرجة الاولى والسعي لتحقيق الامن والاستقرار في داخله، وهي خطوات واراء جريئة، تفتح للعراق ابواب كثيرة مع العالم الخارجي ومفاتيحها هي الآن بيد السيد السوداني، وما عليه إلا أن يسعى الى الأمساك بها جيدا هو وحكومته للمضي قُدما لتفعيلها بشكل أكبر وأوسع من أجل تحقيق الأستقرار في العراق الذي عانى كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية ..

 

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك