المقالات

المدرسة محراب العلم


محمد الهاشمي ||

 

يخرج من جيبه بعض النقود ، التي تكفي لشراء قطعة حلوى ، او علبة بسكويت صغيرة ، ويدفع بها إلى معلمه الذي دعا طلابه للتبرع لترميم احد الصفوف ، وليست الغاية من ترميم هذا الصف هو لحاجة الطلاب الماسة الى ترميم صفوفهم التي اصابها الوهن ، وتكسر زجاج نوافذها ، وتهاوت قطع من جدرانها التي طبع عليها جبين براعم استندت اليها وهي تستمع الى المعلم وهو يردد:

العلم نور … والجهل ظلام …

الغاية من ترميم هذا الصف هي ان مدير المدرسة عبدالله ، والحاكم بأمر الله ، والزاهد بما ليس لله ، والراغب بمرضاة الله ، اقترح ان يقيم مسجداً للصلاة ، بعد ان خلت الارض من مكان للصلاة إلا في هذا الصف ، الذي اخلاه من الطلبة لتكتظ صفوف اخرى بعدد مضاعف من الطلاب ، ليكون المكان اشبه بزنزانة أُفرغت من هواءها و ضياءها …

وأقترح الحاكم بأمر الله ان تكون كلفة ترميم هذا الصف من جيوب الطلبة اللذين لا جيوب لهم إلا بما تحتفظ لهم بقيمة سندويش او قطعة بسكويت ، أو لا هذهِ ولا تلك .

كيف يتسنى الى طالبٍ يريد ان يُيَمِمَ وجه صوب ربهِ وَ يَتعبَّدُه ، ولا مكان للوضوء غير حمّامات لو  مرَّ  بجانبها الطاهر لتنجس !!

كان الأولى ان يتم ترميم دورة المياه أولاً ، لأن العبادات تسبقها طهارة الأجساد ، وطهارة القلوب ، وأن نتبعها بالعمل الصالح .

الأمم ترتقي بعلمها وابدعها و بنتاجها المعرفي ، ولم ترتقي بكثرة العبادات والطقوس الدينية ، فلهذا وظيفته ولذاك وظيفته ايضاً ، فكيف نبني جنة في الارض ، ونحن نأمل جنة في السماء !!! .

وهنا تحضرني مقولة لعبدالله القصيمي يقول فيها " تحضر الإنسان خارج المحراب , ولم يتحضر داخله "

" كاد المعلم ان يكون رسولا "

التعليم رسالة ، والعلم عبادة ، وبهذا الوصف ، فالمدارس مساجد ، والصفوف محرابها ، ويبقى بناء الإنسان اهم من بناء الأوطان كما يقال .               

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك