الشيخ محمد الربيعي ||
الثقة بالنفس هي إيمان الفرد بطاقاته و إمكانيّاته ، و قدراته ، و قراراته ، وهي مفتاح من مفاتيح النجاح في الحياة ، و إن خسارة الإنسان لهذه المهارة تُفقده الكثير من الفرص ، و تهدر طاقاته التي وهبها الله إياه فتجعل منه إنساناً سلبيّاً.
الثقة بالنفس لا تعني الغرور و التكبّر ، بل هي مهارة كغيرها من المهارات تُكتسب من البيئة المحيطة بالفرد و قابلة للتعلّم ، و التطوّر ، و التغيير ، و لا تُولد بالفطرة كما يعتقد البعض .
إنّ الثقة بالنفس تعود على الشخص بفوائد جمّة ، فتُشعر الفرد بأنّه شخص مُميّز قادرعلى اكتشاف قدراته و ميّزاته ، كما تُكسب الفرد الاطمئنان و السير نحو اتخاذ القرار دون تردد ، و بالتالي يستطيع تحديد أهدافه و الانطلاق نحو تحقيقها بخُطى ثابتة ، كما قد تكون الثقة بالنفس مصدر إلهامك في الكثير من المواقف التي تتطلب رد فعل سريع .
هناك بعض العوامل التي تُسبب انعدام الثقة بالنفس ، و تُشكل مصدر خطر للفرد منها القلق و الخوف المستمر من حصول الأشياء التي يخشاها أو يتوقع فشلها ، و مخاطبة نفسه بألفاظ تُدمّر ثقته بنفسه مثل أنا غير قادر أو أنا ضعيف ، و غيرها من الألفاظ التي تُقلل من شأن الفرد ، و تُضعف قيمته ، كما أنّ المقارنة مع الآخرين ، و تقليدهم قد تكون سبب من أسباب انعدام الثقة بالنفس ، كل إنسان خلقه الله ذو طابع خاص بقدرات مُختلفة ، فلا يجب أن يٌقيّم الفرد ذاته بناءاً على إنجازات الآخرين ، و لا يُعطي الأمور أكبرمن حجمها ، فكثرة تهويل المواقف و تكبيرها قد تكون سبب في انعدام الثقة أيضاً.
قد يكون التعرض للفشل في الدراسة ، أو العمل ، أو في علاقة ما سبباً من أسباب انعدام الثقة ، كما أنّ نظرة الناس الدونيّة إلى الفرد ، وعدم توكيلهم مسؤوليات إليه كلّها أسباب تُساهم في زعزعة الثقة بالنفس.
يستطيع الفرد التغلّب على كل هذه الأمور ، و بناء ، وتنمية ثقته بنفسه من جديد ، كل ما هوعليه أن يتخلى عن التفكير بطريقة سلبيّة ، و التوقف عن تحقير ذاته ، و عدم استرجاع ذكريات الماضي المؤلمة التي سببت له زعزعة الثقة بالنفس، وعليه تحديد نقاط ضعفه ، ثم وضع خطّة لتطويرها ، وعلى الفرد أن يُقنع نفسه تماماً أن الله خلقه من أجل حكمة معينة ألا وهي العمل و تحقيق الاستخلاف في الأرض، بهذا يشعر أن عليه مسؤولية خُلق من أجلها، ويجب أن يسعى في تحقيقها من خلال إمكانياته، فيستطيع الفرد أكثر التعرف على إمكانياته وهذا يزيد ثقته بنفسه.
كما على الفرد مخاطبة نفسه بألفاظ النّجاح و ترديدها دائماً ، مثل أنا قادر ، أنا ناجح ، وغيرها من الإيجابيات التي تكون مصدر إيحاء للفرد ، وعليه أيضاً مواجهة نفسه بالمخاوف الذي تعتري أفكاره ، وأن يبدأ باقتحامها سيجد أنها كانت مُجرد أوهام ، وسيزول عائقاً أمامه. إنّ تقديم المساعدة للآخرين تساعد أيضاً في رفع الثقة بالنفس؛ لأن الفرد يشعر نفسه ذو أهميّة، كما أنّ الظهور أمام الناس بمظهر لائق يُساعد أيضاً في زيادة الثقة بالنفس ، وبالنهاية ما عليك إلاّ أن تُحب نفسك وتتقبلها كما هي مع السعي في تطويرها نحو الأفضل.
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و اهله
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha