محمد الهاشمي ||
ظاهرة من الظواهر السلبية التي ترسخت في سلوكية الفرد العراقي ، هي ظاهرة تقديس القائد أو المسؤول أو رجل الدين .
وقد ترسخت هذه الظاهرة نتيجة لتعاقب الحكومات الدكتاتورية على هذا الشعب ، التي فرضت سلطتها على كل شيء ، وفي كل شيء ، فترى صورهم وتماثيلهم تملأ الشوارع والساحات العامة وحتى داخل البيوت ، ولا ننسى جميعاً كيف كانوا في الزمن السابق يفرضون تعليق صور صدامهم في كل بيت او على جداره الخارجي ، ويعاقب كل من يخالف ذلك .
ربما كان الخوف يهيمن على الناس ويقودهم إلى ان يصِّفقون له ويرقصون "ويردحون " له ، وربما كان بعضهم يسبحون بحمده ويشكرون نعمته ، لتعظيمهم لشخصه و تأليههم له ، بعد ان اصبح له تسعةٍ وتسعون اسماً
وفي حقبةٍ سبقتها ، بعد مقتل الزعيم عبدالكريم قاسم ، كان الناس يرون صورة الزعيم على وجه القمر ، وغيرها من الروايات التي يتخيلها ممن يعشقون ذلك القائد ويعظمونه .
تغير الحال ، وسقط النظام ، وسقطت الأصنام ، واصبحت شوارعنا خالية من كل رموز الدكتاتورية من تماثيلٍ وصورٍ تملأ الشوارع ، وقلنا الحمد لله على ذلك ، فإنه يهلك ملوكًا ويستخلف آخرين …
لكن سرعان ما انتشرت صوراً جديدة لوجوه جديدة ، لرموز نحترمهم ونجلهم ولا اعتقد انهم يرضون بذلك ، لأن نشر صورهم بهذه الطريقة ، تنم عن نزعة العظمة والخلود والهيمنة على مخيلة الفرد العراقي ، الذي اينما يولي وجهه فثم صورة تقابله ، وهذا التوجه لا اعتقد بوجوده عند رموزنا العظام .
حتى لا نكرر التاريخ ، وحتى لا نصنع ديكتاتورياتٌ وأصنامٌ أخرى جديدة ، اقول : اسقطوا جميع الصور ، وابقوا لنا فكر وعمل رموزنا ، نستنير به ، ونستلهم منه ما يجدد حياتنا ، ويبني مستقبلنا .
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha