المقالات

الجسد بين جنان و جذبة الروح  ومخاطر النار ..


هشام عبد القادر ||

 

سجدت الملائكة تكريما بعد نفخة الروح في جسد أبينا آدم عليه السلام بينما استكبر إبليس عن السجود ومبررا عدم سجوده خلقتني من نار وخلقته من طين.. فكل محاولته المستمرة هو جذب الجسد الذي هو من طين للنار.. بينما الروح تجذب الجسد للجنان.. فالجسد بين جذبات الروح وبين مخاطر ابليس الذي يريد ايضا أن يظم الطين للنار...

إني اقف متحيرا لساعات كيف لربنا أن يمتحن عبيده في الدنيا بعمر قليل يتجاوز عمر احدنا من عمر التكليف من خمسة عشر عام يكون عمرنا ثلاثون إلى اربعين عام إلى المأئة عام هل بذنوبنا بهذا العمر يعذبنا بحياة ابدية في الآخرة ..هذا السؤال له علاقة بعبودية ابليس عبد الله اعوام وكان له مقامات ولكن بذنب واحد عدم الاستجابة للسجود لهذا الطين الذي كرمه الله بالروح ..سقطـ مقامه ..فظل الجسد محور الصراع بين جذبات الروح وبين تأمر إبليس بإن يكون تحت خط ناره ووسوسته..

إن العذاب والنار والجنة لله لا نحكم حتى لو كان علمنا ملئ الوجود ..هذه الأمور بيد الحالق رحمته وسعة كل شئ..  ولكن محور البحث والسؤال عن هذا الجسد الضعيف هل من حظ الروح وجذباتها أم سيكون بسهم ابليس ومراميه ..لماذا إبليس استهان بهذا الجسد الذي هو من طين واستمر في عناده واصراره إلا أن يهين هذا الجسد يبليه بالعذاب...

الروح أعلى مقاما ونور الروح هم اصل الوجود بلا شك وبدون بحث يرهق الذات هم سيدنا محمد وآله الخمسة آهل الكساء هم سر الوجود.. ولكن لماذا لم يفصح ابليس عن الروح والنور فقط برر الموقف بالجسد المخلوق من الطين.. استهان به وعظم شأن النار ...لإن هذا الطين هو قالب الروح الوحيد من المخلوقات الذي استقبل الروح.. والنور ..إني جاعل في الأرض خليفة ..طينة الأرض محل استقبال الخلافة الكونية تجسد الاسماء والصفات والكمال لذالك استهان ابليس بها يريد تكون محل الخلافة بالنار بكوكب ناري.. بينما الخلافة محلها ترابية بالأرض والأرض جمعت كل العناصر الهواء والنار والتراب والماء..

ولا يوجد كوكب ناري يحتوي هذه الاربعة العناصر غير الأرض...

فالإنسان مستهدف نتيجة الخلافة ..من يمثل الكمال ..

إن التوازن في وجود الإنسان يحتاج لمعرفة محور الصراع الازلي...هل للجسد ينجذب لروح الجنان ام لنار الشهوات.....

فالشهوات متعددة نارية...

فنجد التصوف تحاول جذب الجسد نحو الروحانية وايضا العبادات والدعاء والفناء بمحبة سيدنا محمد وآله تجذب الجسد نحو الروح وتبعده عن نار الشهوات...وانا اعتقد أن التصوف ليس مذهبا لملة بل سلوك للملة كافة بكل طوائفها ومعتقداتها.

الجهاد ظاهر وباطن رآس حرب التصوف.. اي الصفاء لتصل لدرجة الإرتقاء.. والوصول لاصل الروح والفناء بمحبة كعبة وجودها..

هذا بحث مختصر حسب ادراكنا والله اعلم وهناك من هو اعلم منا ...

ولكن محاولة بحثية لمعرفة محور الصراع بساحة الجسد الضعيف بين جذبات الروح وبين نار الشهوات

 

والحمد لله رب العالمين

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك