نعيم الهاشمي الخفاجي ||
شاء قدرنا ان نولد في الشرق الأوسط ومن أحفاد عدنان وقحطان، في زمن بائس يعيش به العرب في أسوأ مرحلة تاريخية، وصدق قول رسول الله محمد ص عندما حذر الأمة من أن تصل إلى هذا الوضع، عندما قال يوم تداعى عليكم الأمم كآكلة القصعة لقصاعها، عندما تكلم رسول الله ص بهذا الكلام، تعجب من كان حاضرا من الصحابة وقالوا يا رسول الله ص وهل نحن قلة، قال لا أنتم كثر لكن كغثاء البحر، وللاسف هو هذا واقع العرب، حلبوهم بالعلن، وجعلوا ملوكهم ورؤسائهم من ضمن البرامج الانتخابية في انتخابات الولايات المتحدة الأمريكية، وتم سوقهم مثل سوق العاهرات.
من المهازل، عندما تتصفح مواقع التواصل ومواقع الصحف الإلكترونية او عندما تجلس في مقهى تسمع قول العربة تسير ولايهمها نباح الكلاب، قول جميل، بحثت كثيرا عن قائل هذا المصطلح، العربة تسير ولايهمها نباح الكلاب، وكتبت عنه مقال في تاريخ، ٢٩/١٢/٢٠١٦ نشرته بصحيفة صوت العراق بوقتها بشكل خاص، ولازال المقال موجود في الارشيف، نعم سمعنا كثيرا عن هذه المقولة وكنت اظنها من الموروث العربي للامثال والحكم، هي تحمل معاني بليغة، هذا المصطلح دائما يذكره المصلحون والكتاب الوطنين الشرفاء، بسبب هراء ونباح بعض المخلوقات البشرية، لذلك ينطبق عليهم هذا القول المهم والملائم لهم، خلال مطالعتي في كتاب الصحافة العربية نشأتها وتطورها للمؤلف أديب مروة تمعنت في تاريخ تطور الصحافة في لبنان ومصر وسوريا والعراق فهم ثقل العرب، واثناء مطالعتي لتطور الصحافة السورية بمرحلة القرن العشرين، وبعد خيانة مفتي مكة وتعاونه مع المحتلين لاسقاط دولة الخلافة العثمانية، ارسل نجله اﻷول ليقاتل نيابة عن الجيش الفرنسي الغازي، ويحتل دمشق وسوريا ويسلم الغزاة مفتاح الوصول إلى الاناضول ، بعد انتهاء مسرحية الضحك على العرب السنة في إسقاط دولة الخلافة الإسلامية العثمانية، بدأت مسرحية تجزئة البلدان العربية، وإعطاء فلسطين كبلد قومي لليهود، حسب قول مؤلف كتاب تاريخ نشأة الصحافة العربية، أشار بعد أن أصبحت سوريا محتلة، تحت سلطة المفوض السامي الفرنسي، من قاوم قوات الاحتلال هم الشيعة فقط ومعهم الدروز، بعد ثورة العشرين بالعراق التي أيضا فجرها الشيعة، انتقلت ظاهرة المظاهرات ضد قوات الاحتلال إلى سوريا ولبنان بظل وجود شيعة، أيضا برز تيار سني يرفض الاحتلال، بعض الصحفين السوريين كتبوا مقالات ضد الاحتلال الفرنسي فكان قول المندوب السامي الفرنسي، العربة تسير ولايهمها نباح الكلاب، قول رائع يلائم الواقع العربي بشكل جيد جدا، الحمد لله تبين قائل هذا المصطلح، المفوض السامي الفرنسي لسلطة الاحتلال الفرنسي.
خلال معارضتنا لنظام البعث الساقط، ومنذ ٣٣ سنة ونحن نقرأ ونسمع ونشاهد ونحضر الحوارات مع العربان، مانسمع منهم سوى السباب والشتائم والاكاذيب في مهاجمة العرب الشيعة بالعراق والخليج والشام، اعتدنا على سماع نباح المستكتبين من الكتاب والمحللين العربان، نباح، متواصل ليل نهار وبدون توقف، في مسرحية الخلاف الخليجي المصطنع الذي صنعه الحلاب ترامب مع قطر ليتسنى له حلب الأبقار الخليجية، كنت أقرأ ما يكتبه الكتاب والصحفيين السعوديين ومعهم مئات الأقلام المستأجرة من كتاب مرتزقة يلهثون وراء الريال ومن كافة الدول العربية في مهاجمة قطر التي أصبحت فارسية، هناك حقيقة لولا إيران لما تمكنت قطر من البقاء، مضاف لذلك التدخل التركي العسكري المباشر الذي حمى قطر من قيام السعودية والإمارات في احتلالها.
كانت الصحف السعودية تنشر مقالات لمئات الكتاب، يصرخون ضد قطر، حال خسارة ترامب الانتخابات، ارسل زوج بنته إيفانكا للخليج وامرهم بالتصالح، في اليوم الثاني انتهى النباح والعواء.
شاهدت تجارب عملية في حياتي حول كثرة النابحين وكتاب مستأجرين، وخاصة خلال الخمسة والعشرين سنة الماضية، كانت حياة مليئة في الذكريات الأليمة، رأيت سنوات طويلة، وكل سنة بها أربعة فصول أو مواسم وهي حافلة في التهويلِ من الهلال الشيعي ومن خطر شيعة العراق ومن تمدد إيران، اتهامات وأكاذيب تطلقها فيالق إعلامية محترفة في اتباع أساليب النباح والعويل، نعم فيالق إعلامية وجماهير عربية ساذجة، كل معلوماتهم من قناة الجزيرة التي صنعتها دول الاستعمار لخداع ابناء الشعوب العربية ونشر ثقافة التفاهة والسفاهة، نسمع قصص عن المدفوعات المالية الشيعية لكسب السنة لمعسكرهم وهذه كذبة كبرى، ألفت قصص في تجنيس ملايين الإيرانيين يطلقها، حثالات البعث وهابي أمثال علي الكاش وفصيلته، وفي الواقع هذه جناسي التي كثر النباح عليها، اعيدت إلى الأكراد الفيليون الشيعة الذين هجرهم صدام الجرذ الهالك، فيالق إعلامية تنبح وتعوي، فيالق إعلامية تجيد لغة النباح والعواء، تحاول بكل وسيلة ابقاء الكورد الفيليين خارج العراق بدعوى أنهم فرس وليسوا عراقيين، ومن المؤسف لازال عشرات آلاف الفيليين لم يحصلوا على جناسيهم العراقية، وخاصة من الذين يقيمون في اوروبا، يفترض
بالحكومة العراقية تسهل إجراءات إعادة الجنسية العراقية إليهم، ومن السفارات والقنصليات ولاحاجة بمجيئهم إلى بغداد لاستكمال معالاتهم، هؤلاء شريحة تعرضت للظلم الطائفي.
مسرحية الربيع كانت تستهدف دول عربية شعوبها أسقطت أنظمة رجعية نصبها الاستعمار من خلال انقلابات العسكر، وللأسف العسكر أيضا حكموا بعقلية ملك وليس بعقلية رئيس منتخب شعبيا، عندما اندلع الربيع، وقفت قوى الاستعمار على دعم أنظمة الرجعية العربية وتم قمع المظاهرات المطالبة بالإصلاح بدول الرجعية العربية بطرق وحشية، في الوقت نفسه تم تسليح العصابات الإرهابية لإسقاط أنظمة مثل ليبيا وسوريا والعراق، تم دعم عصابات إرهابية في اليمن في اسم الشرعية لقمع اليمنيين ومصادرة حقهم في حكم أنفسهم بنفسهم.
فيالق النابحين ينبحون ولم يبقوا كذبة إلا وتم الترويج إليها، المعروف العصابات الوهابية لها تاريخ طويل في زراعة الحشيشة وبيعها، بل سبقهم معمر القذافي ان هدد الغرب في زراعة وتهريب الحشيشة للمجتمعات الأوروبية وجعل الشباب حشاشين، قالها ذلك عبر محطة ليبيا الفضائية، العصابات الوهابية تعتبر زراعة الحشيشة وإرسال المخدرات للمجتمعات الغربية جهاد من أجل نصرة الإسلام، بل سلاح نشر المخدرات أيضا استعملته دول الاستعمار الغربي في حروبها ضد الأفارقة والهنود وضد الهنود الحمر في الأمريكيتين، ليس جديدا على أصحاب الأيديولوجيات الظلامية زراعة ونشر المخدرات.
كانت فيالق النباحين ينبحون ليل نهار عن قضية تهريب الكبتاغون في سوريا لم نسمع منهم كلمة تدين العصابات الوهابية التي لها تاريخ طويل في زراعة الحشيشة وتهريب المخدرات، بل كل نباح هذه الفيالق الإعلامية موجه ضد الدولة السورية والقوى التي قاتلت القاعدة وداعش دون غيرهم، فيالق النباحين يكتبون اتهامات بالحق والباطل.
إعادة سوريا للجامعة العربية، بات أمر لا مفر منه بظل التغيرات الدولية، بل الدول العربية التي مولت الإرهاب في سوريا ذهبت الى الطلب من الحكومة السورية للعودة للجامعة العربية، بل أصبحت العودة مطلبٌ لغالبية الدول العربية، المقعد مخصص لسوريا، رغم الهجمة الإرهابية ضد سوريا، لكن بقيت الدولة السورية تحتفظ بمقاعدِها في كل المنظمات الدولية، وأهمها الأمم المتحدة، الجامعة العربية في أوامر من اسيادهم تم طرد سوريا من الجامعة العربية، الآن اسيادهم حدثت تغيرات دولية وأصبح هناك حراك دولي جديد، هذه الأحداث أعطت متسع للعرب من اتخاذ قرارات في دعم القطاع الزراعي والصناعي وفي إعادة العلاقات فيما بينهم بدون خوف من الأسياد.
عودة سوريا للجامعة العربية، تعني عودة المياه إلى مجاريها، تؤدّي الى مصالحات، نجاح المصالحات تنعكس ايجابيا على تهدئة الأوضاع.
لذلك شاهدنا الان هناك تغير واضح في الإعلام الخليجي تجاه سوريا وانتهى النباح والعواء حول تهريب الكبتاغون.
اكيد عندما يتم إعادة الأمن والاستقرار إلى المناطق التي تسيطر عليها العصابات الارهابية، يتم حرق مزارع المخدرات وتحل محلها مشاريع للزراعة والصناعة، ويتم إعادة البناء، وتنتهي صفحات دعم العصابات الإرهابية لتحقيق مصالح استعمارية.
تجارة المخدرات تلحق الضررَ بالشعوب التي تصبح ممرا لهذه التجارة الحقيرة وتلحق اضرار في المجتمعات البشرية الإنسانية الأخرى، والهدف للأسف تدمير الشباب في المجتمعات البشرية، وهذه جريمة ضد الانسانية، يفترض يجتمع الجميع على محاربتها، تهريب الكبتاغون يستمر إذا بقيت البلدان ساحة للصراعات والسيطرة تكون للعصابات الوهابية التكفيرية، أمس وزير الداخلية الفرنسية ومن واشنطن أعلن أن الخطر الذي يهدد فرنسا والمجتمعات الأوروبية هو الإرهاب للعصابات الإرهابية السنية، قال كلمة الحق، التي تحاول فيالق النباحين تزييف الحقيقة.
في مجتمعاتنا الشرق أوسطية يغلب العقل الإقصائي على الكثير مِن النّاس، هذا العقل الاقصائي أخطر شيء يهدد المجتمعات، عندما يكون الإنتماء الضيّق هو أساس البُعد والقُرب والحق والباطل، في مواقع التواصل الاجتماعي يكفي أن يكون اسمك ومذهبك أو صورتك الشخصية سببًا في شتمك والافتراء عليك وإتهامك وهم لا يعرفون مَن أنت أصلًا، لذلك أن إحتكار الحق خطأ لا يجب أن تقع فيه المجتمعات المحترمة، لكن هذه الأخطاء في احتكار الحق بات مسيطر على غالبية العقول البدوية الوهابية والبعثية الطائفية النتنة.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
24/5/2023
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
