سامي جواد كاظم
لا احد يدفع امولا من غير ان يكسب ، والمكسب كما يقول الاقتصاديون يكون اما مادي او خدمي ، والخدمي يترتب عليه مكسب مادي في الاغلب الاعم ، مثل الاعلام عندما يروج لافكار معينة ( صادقة او كاذبة ) فانه يكسب عقول مثقفة او مغسولة وهذه العقول تقوم بالدور المطلوب للانتاج المادي ، ومن يدخل في اي مشروع عندما يخسر يتوقف ويغلق المشروع او ينسحب اما ان تخسر وتبقى تضخ في الاموال فهنالك مؤامرات خلف الكواليس
سمع الجميع عن افلاس بنوك امريكية ومنها بنك واشنطن ميوتشوال، بنك وادي السيليكون، بنك سغنتشر، وغيرها ، وجاء الافلاس والغلق بسبب الخسارة .
حتى صندوق النقد الدولي الذي يدعي المساعدة بالقروض فهو اصلا صندوق ربوي اولا ويتلاعب بالقرار السياسي والاقتصادي للدولة المقترضة ثانيا ولا يتركها حتى تصبح العوبة بيدها .
من التاريخ يقول الشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله التقى به قسيس وطرح عليه فكرة تاسيس منظمة الامم المتدينة ، فاجابه بان يذهب الى النجف ويلتقي بالسيد محسن الحكيم ويعرض عليه مشروعه ، وبالفعل التقى بالسيد وطرح عليه مشروعه فاجابه السيد ومن الممول ؟ فان كان اشتراك الدول المتدينة فهنالك دول فقيرة ويكون قرار المنظمة رهن بالدولة التي تدفع اكثر لها ، وهذا ما يجري في الامم المتحدة .
وعلى ذكر الامم المتحدة فالمعلوم ان الموازنة الامريكية فيها عجز كبير ، والعجز يعني المصروفات اكثر من الايرادات ومصروفات امريكا كلها حروب ومساعدات لبعض الدول التي تتذلل لها وتمويل المنظمات ذات التاثير السياسي والاقتصادي التي تكون طوعا لها ومنها منظمة الامم المتحدة وبكل توابعها ، وتراها الى يومنا هذا لا يصدر قرار منها فيه تاثير على امريكا او الكيان الصهيوني . وحتى بقية الدول دائمة العضوية محل شك ، فمثلا روسيا والصين وموقفهما من البقية فلماذا لا تشن حربا ضد فساد الامم المتحدة ؟ لانها مستفيدة ايضا فالفيتو هو الورقة الرابحة بيدهم جميعا للتلاعب بمصير الشعوب ، وهنا اسال حكام هذه الشعوب التي لم تستفيد من منظمة الامم المتحدة في حل مشاكلها او حفظ حقوقها فما الداعي لبقائها في المنظمة؟ والعالم يشهد على فساد هذه المنظمة ومن بين الفاسدين فيها مثلا ابن كوفي عنان وبريمر ايام بيع النفط العراقي مقابل الغذاء والدواء سنة 1996، واما قرارات شن الحروب فهي وصمة عار في جبين الامم المتحدة وكل عضو فها صوت او لم يصوت فالوجود وحده دليل العمالة .
اي دولة بالعالم اذا ارادت الدول الممولة للامم المتحدة ان تستهدفها فانها تستطيع وبكل سهولة وهنا نسال هذه الدول المستضعفة لماذا لا تنسحب من الامم المتحدة وتشكل منظمة باسمهم على غرار عدم الانحياز التي اصبحت في خبر كان وان كانت الشبهات تحوم حولها .
ومحنتنا نحن العرب مع جامعة الدول العربية التي عجزت وتبقى عاجزة عن الدفاع عن حقوق العرب في كل المحافل، فقط استلام الاشتراكات من الدول العربية والتهامها من قبل مسؤوليها كما تلتهم الابل نبتة الربيع ، واضحك كثيرا عندما اسمع طرد سوريا ومن ثم اعادتها انها المهزلة بعينها ، فهل هنالك من يستطيع ان يذكر لنا انجازات الجامعة لنصرة القضية الفلسطينة مثلا ؟ واخر اجتماع للقمة حل عليهم ورغما عن انوفهم وخضوعا للمصالح السياسية حل الرئيس الاوكراني الذي لربما جده السابع عشر من امه عربي ضيفا ثقيلا ، كيف تكون المهزلة وكيف يكون شكل العمالة ؟
https://telegram.me/buratha