المقالات

الخوف من الموت..!


الشيخ محمد الربيعي ||

 

كثر سؤال عن سبب الاحساس بالخوف من مسألة الموت ، و الحقيقة ان المسمى الحقيقي لذلك الاحساس و الشعور ،  هو القلق من مسألة الموت وليس هو خوف مطلق ، وقد بينا الفارق بين الخوف و القلق بمحاضرة و بحث مفصل ..

محل الشاهد :

 ان مسألة الخوف من الموت ،و هو حقيقته القلق من الموت ، بأعتبار ان من الفوارق التي نميز من خلالها بين  الخوف و القلق هو عامل الزمن ،

فالخوف يكون تعامله بزمن  الحاضر المضارع ، و القلق يكون تعاملة مع المستقبل اي بزمن المستقبل ..

اذن مسألة الخوف ،  او ان صح القلق من الموت ، يحس بها الكثير من الناس في هذا الزمان، وهو شيء طبيعي، خاصة بالنسبة للمسلم، لابد أن يخاف من الموت حتى يعمل الصالحات ، ويتجنّب فعل المنكرات، لأنك كما نعلم  أن بعد الموت لا عمل، وإنما حساب وجزاء، كما ذُكر في حديث النبي الخاتم ( ص ) معناه: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلَّا من ثلاث: صدقة جارية، أو علمٌ ينتفع به، أو ابن صالح يدعو له)، والخوف من الابتلاءات كما قال الله تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف}.

والمسلم يخاف من الموت لأنه يخشى أن يكون مُقصّرًا في عمله، وأن يكون من أهل النار والعياذ بالله، ولكن في نفس الوقت لابد أن يُفكّر الإنسان ويرجو رحمة الله تعالى ولطفه، فهو أرحم الراحمين، رحمنا ورزقنا في هذه الدنيا، وهو القادرُ على رحمتنا ورزقنا في حياتنا بعد الموت.

والمعادلة الصحيحة هي أن يكون قلب المؤمن بين الخوف والرجاء دائمًا، لا تقنط من رحمة الله، فهذا هو الشيء الطبيعي، ولكن إذا صارت فكرة الموت كفكرة مرضية أو وسواسية تُؤثّر على حياة الشخص، بحيث لا يستطيع التغلُّب عليها، وتُصبح ملازمة له، وتُعطّل نشاطاته اليومية؛ فهنا فعلاً الأمر يحتاج إلى علاج.

ولابد أن يسأل الشخص نفسه:

▪️ هل خوفي من الموت بسبب خوفي من حياتي بعد الموت؟

 أي: العذاب وما يتبع ذلك من إرهاصات؛ عذاب القبر ويوم القيامة وما إلى ذلك من التصورات التي تكون في حياتنا بعد الموت؟

▪️ أم أن خوفي من الموت لأني لا أريد مفارقة الحياة وما فيها من الملذات والأقارب والأصحاب والأهل؟

▪️ أم أن فكرة الموت نفسها فكرة مرعبة وبالتالي تُؤثر في مشاعرنا الداخلية، وتُحدث الخوف المرضي؟

فهذه الأسئلة مهمّة، لأن الإجابة عليها هي التي تُساعد في التعامل مع الفكرة، والعلاج يكمن في تغيير قناعات الشخص عن الموت، ولابد أن يعتبره مرحلة من مراحل حياة الإنسان، منذ أن كان في عالم الأرواح، ثم نزل في رحم الأم، ثم قضى تقريبًا تسعة أشهر، ثم خرج إلى هذه الحياة الدنيا، وسينتقل عبر الموت إلى عالم البرزخ، وبعد ذلك يبعثه الله سبحانه وتعالى يوم الحساب، ثم بعد ذلك إمَّا نار وإمَّا جنّة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أهل الجنّة.

وحقيقةً الخوف من الموت لا يُقدّم ولا يُؤخّر الأجل المحتوم، ومن نعم الله سبحانه وتعالى علينا أنه أخفى عنَّا آجالنا، حتى نعمّر الأرض، فتصوّر  إذا كلّ إنسانٍ علِمَ بيوم موته هل يستطيع العيش بصورة طبيعية؟ هل يدرس؟ هل يتعلّم؟ هل يتزوج؟ هل يعمل؟ بالتأكيد لا، فيظلُّ حبيس أن الموت سيأتيه في يوم كذا، ولذلك لا فائدة من كل النشاطات التي يقوم بها أو يُعمّر بها هذه الدنيا.

فحاول يامن تعيش القلق  من الموت ، أن تشغل نفسك قبل النوم بممارسة تمارين الاسترخاء العضلي، التي تُساعدك في خفض التوتر والقلق، وستجد الكيفية عن ذلك إذا بحثت عنه في المواقع الالكترونية ، وحاول أن تُبدّل الفكرة بالتفكير في آمالك وطموحاتك الدنيوية، ماذا تريد أن تدرس؟ ماذا تريد أن تعمل؟ ما هي أهدافك المستقبلية؟ وما هي الوسائل لتحقيقها؟ وكيف تعمل الأعمال الخيّرة، وكيف تفعل الطاعات؟

 وأن  تمواضب على الصلوات الخمس وعلى قراءة القرآن   وغير ذلك من الواجبات و المستحبات ، وهذا شيء عظيم، وتذكّر دائمًا رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده في الحياة وبعد الممات، وتذكّر نعيم الجنّة، ونحن في هذه الدنيا ممتحنين، وهناك سباق، فكيف ينجح المسلم في هذا السباق ويُحقق الفوز الحقيقي؟

أيضًا لا تحاور الفكرة ( القلق من الموت ) ، وتُجادلها، فهذا قد يبعث القلق والتوتر اللذان من شأنهما أن يُؤدّيان إلى عدم النوم.

 وكذلك إذا وجد الشخص فرصة أن تنام قبل الذين ينامون معه- في مكان في البيت أو في غرفة - فافعل، حتى لا تكون آخر مَن ينام في البيت أو في الغرفة فتهاجمك الأفكار الوسواسية.

هذه جملة من الامور احببت ان اوضحها بعجالة من امري لسؤال  ارسل لنا ونحن في حضرة امام المتقين وسيد الوصيين علي بن ابي طالب ( ع ) .

نسأل الله حفظ الاسلام و اهله

نسأل الله حفظ العراق و شعبة

نسأل الله حسن العاقبة

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك