إكرام المحاقري ـ اليمن ||
كما هو معروف فإن التاريخ يعيد نفسه، وكما وصل قوم "سدوم" بفسادهم إلى درجة لم يسبقهم أحد من السابقين لعصرهم من الشذوذ، وبذلك أستحقوا ما نزل بهم من عذاب، وقد رويت هذه الحادثة في الكتب السماوية كلها لتكون عبرة.. إلا أن تكرار هذا الفساد في عصرنا يظهر الحقيقة والتوجه الشيطاني للنظام الأمريكي، والذي ظهر في أحقر صورة على لسان العجوز بايدن حين أعلن أمريكا دولة داعمة لمن يسمون أنفسهم مجتمع "الميم"، أو بصريح العبارة "الشواذ"، والذين يدعون إلى الفاحشة كما كان قبلهم (قوم لوط) في حرب فساد هي الأخطر من نوعها على البشرية، والتي أوجبت على جميع المسلمين التصدي لها بكل الإمكانات الثقافية، وإن لزم الأمر عسكريا.
ما تقوم به "أمريكا" اليوم هو لعب بالنار، واستفزاز للمسلمين وجميع الجنس البشري أكثر من أي وقت مضى؛ فأمريكا في هذا الوقت من كل عام، أي موسم الحج، تقوم بتحريك عجلة الفساد بطرق جديدة، وهذا لتختلق الفتن وتصد عن المسجد الحرام بادواتها القذرة، فما مضى كان بذريعة الكورونا وما بعدها بذرائع سياسية للتضييق على الحج وتقليص عدد الحجاج، ومحاربة الدين الإسلامي وشعائره، لكن هذه المرة هي الأوقح من نوعها، فقد كشفت أمريكا عن عارها وعهرها بشكل معلن، لتثبت للعالم بانها قد حققت إنجازا في استهداف الشباب وتمميع الدين في قلوب المسلمين، حتى وإن كان مجتمع الشواذ محسوبون على دول الغرب والبعض ممن باعوا دينهم وشرفهم.
تحدث الكثيرون عن تلك الثقافات التي جاء بها الغرب من أجل استهداف الشباب المسلم، لتكون النتيجة الحتمية هو ضرورة التمسك بكتاب الله كدستور ومنهج حياة وسراط قويم للأسرة والمجتمع، فقد حتم القرآن الكريم على المسلمين ضرورة التعفف والتحشم والابتعاد عن خطوات الشيطان التي قد تؤدي بهم إلى ما وصل إليه الشباب في دول الغرب، وقد حاولت تلك الثقافات إبعاد الشباب المسلم وتجريدهم من العفة باساليب ناعمة مختلفة وتحت مسميات وعناوين وأحاديث مكذوبة عن النبي صلوات الله عليه واله.
للاسف الشديد فقد قامت بعض الأنظمة العربية العميلة بتمرير تلك المخططات الحقيرة، منها النظامين السعودي والإمارتي واللذين وصلوا بشعوبهم إلى ما هم عليه اليوم من المجون والانحلال الأخلاقي وبداية الانحراف الخطير الذي قد يسقط منهم فردا في مجتمع الميم المنحط، وذلك ما قد خططت له الماسونية الصهيونية حتى يكون للشواذ شعبية في شتى دول العالم وإن تجعل لهم حقوق وحريات ووجود مثلهم مثل أي فرد في أي مجتمع، وهذا ما احتظنته أمريكا كدولة، وهي دولة مهاجر فيها الكثير من المسلمين وقد يتم استهدافهم بذريعة إنهم أُنساس يتطهرون.
ختاما: إن اتجهنا إلى مقارنة الاحداث والوقائع، فعلينا ألا نغفل أن الوقت الذي التف فيه المفسدون حول المشروع الأمريكي الشاذ، هو ذاته الوقت الذي التف فيه المسلمون حول بيت الله الحرام في مؤتمر إسلامي عالمي لتادية فريضة الحج والطواف حول بيت الله وقبلته.
فالتوجه الأمريكي نحو الدفع بالبعض لإحراق المصاحف والعبث بها بصورة مقززة في دول تتعتبرها أمريكا معرضة للتاثر والإنتماء للدين الإسلامي ليس إلا محاولة لبث العداء للجاليات المسلمة التي تعيش في تلك الدول، كما يعتبر محاولة لتقليل أثر الحج كاحدى الشعائر العظيمة التي تظهر قوة الإسلام، وكل هذه الخطوات دليل واضح على التوجه الأمريكي المستمر لمحاربة الدين الإسلامي بشتى الطرق، وهذا ما يدعو الأمة الإسلامية للإلتفاف إلى قيمة الحج بما يعنيه من وحدة الموقف لمواجهة أعداء الإسلام والإنسانية، والتمسك بالقيم والأخلاق في مواجهة هذه الأخطار، والرد على كل ما يدار من مؤامرات بنشر ثقافة الإسلام التي تحفظ كرامة الإنسان، والرد على هذا المشروع الشيطاني وتقديم الإسلام في أنصع صوره العظيمة.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha