المحامي عبد الحسن الظالمي ||
قد يظن البعض ان حرق القران مجرد فعل يراد منه اثارت مشاعر المسلمين او لتعبير عن غضب معين لشخص الفاعل او لمن يقف خلفه ، ورغم اننا لا نكر كل ذلك ولكن الموضوع اكبر من ذلك بكثير .
حرق القران حدث اذا نظرنا الية بشكل منفرد رغم شناعته يبقى حدث وكل ما يجري في الساحة العراقية والاسلامية رد فعل وهذا ما تعودنا عليه للاسف الشديد
لذلك استغل الاعداء هذه النقطة ضمن خطط توضع
لاستخدام هذه الاثارات ضمن توقيتات معينه يراد منها تغطية على حدث او فشل او تمرير مخطط وهذا ايضا ممكن ولكن الاهم ان هذا الحدث اذا وضعناه بجانب احداث اخرى وربطنا بين كل تلك الاحداث والافعال تكونت لدينا صورة مخطط كامل . .
بدون ادنى شك ان هناك استهدف للامة الاسلامية
ولكل مرتكزاتها العقائدية والاخلاقية والسياسية والاقتصادية والفكرية لاسباب منها صراع حضاري ومنها صراع مصالح حيث اودع الله في الدول الاسلامية نصف ثروات الكون وربما اكثر ومن هنا نستطيع القول ان بقاء الامة الاسلامية بما فيها من ضعف يشكل تهديد لمن يفكر باستغلال ثروات دولها خصوصا مع فشل اغلب المخططات السابقة من استعمار وحرب واثارة الفتن وتمزيق الدول لذلك وجودوا ان افضل وسيلة للقضاء على مقومات هذه الامة هو تهديم مرتكزاتها
وقد ركزوا على ركيزتين الاولى الركيزة الاخلاقية لهذه الشعوب ، اشاعة المخدرات ، والمثلية والمحتويات الهابطة وزرع روح التمرد عند الشباب والتركيز على مفاهيم حقوق الانسان والتي بائها في الشرق تجر وفي الغرب لاتجر فما هو ممنوع فعله في الشرق باعتباره تجاوز لحقوق الانسان مسموح به في الغرب المهم،
ان تمزق اخلاق هذه الشعوب حتى يمكن السيطرة عليها وخذ مثلا حقوق المرأة التي يراد لها ان تتحول الى سلعة تباع وتشترى حتى لا تحتضن جيل وتكون اسرة ، وبمجرد تحليل بسيط لهذه الحقوق تجد انها تستهدف امة وليس تحقيق حقوق وانصاف فئة معينة ، يصنعون الات التعذيب والسلاح ويناهضون من يستخدمها ! .
والمرتكز الثاني هو العقيدة التي تشكل ركن مهم في دوام تماسك هذه الامة حيث يشكل القران محور هذه العقيدة وهم بذلك يهدفون بهذا الفعل المتكرر هنا وهناك امرين الاول استهداف ركيزة اساسية من ركائز هذه الامة وثانيا قياس ردود فعل الامة وخطط دفاعها عن مرتكزاتها التي اصبحت تحت نيران الاعداء الناعمة بعد ان فشلت النيران الصلبة والمختلف . في هذا الحدث
( حرق القران ) هو ان الفاعل من بيئة هذه الامة صحيح هو من ديانة اخرى ولكن يبقى يشكل فوهة نار من وسط صفوف الامة ومحسوب على دولها فان شكل هذا الفعل فتنه بين مكونات هذه الشعوب فهذا بذاته مطلوب
وان تجاوزت الامة الفتنة كما فعلت مع شبيهاتها
فان اثر ذلك يبقى مؤشر خلل يحقق جملة من الاهداف
مر ذكرها . وهنا لابد لنا ان نشير ان بقاء الامة بدون اذرع مقاومة تبقى مجرد ردة فعل تتحرك حين يراد تحريكها
وهذه منقصة كبيرة ،
. الامة التي تريد ان تحافظ على وجودها المطلوب منها امرين :
الاول تحصين جبهتها الداخلية من خلال محاربة الانحراف والاحاد والتميع الاخلاقي ببرامج واقعية تلامس الواقع بدون غلو او مكابرة او تعنت ، وكما يقال ان لكل مشكلة حل وحلها يكمن في معرفة الاسباب ووضع الحلول الموضوعية الواقعية لمعالجة المشكلة او الظاهرة ، والامر الثاني ان تكون لهذه الامة اذرع تبادر ولا تنتظر الفعل لتشكل رد فعل يختاره الاعداء متى واين وكيف ؟ وعلينا ان نعمل ( بمتي واين وكيف ) وان نستخدم الادوات الممكنة خارج حدودنا كأمة اسلامية ، نعم قد يقول قائل ان هناك انتشار واسع للإسلام وخصوصا فكر اهل البيت لذلك تراهم مذعورين من ذلك
ولكن نحتاج ان يكون هذا الانتشار بشكل اوسع اولا
وعمليا ثانيا اذ لا يمكن ان تأمر بشيء وتفعل خلافة
فمثلما نحتاج نشر فكر الاسلام نحتاج نشر اخلاق الاسلام وروحه حيث لا يمكن ان ندافع عن القران بالمظاهرات ونحرق القران بالأفعال والتصرفات ، القران يقول لا تتفرقوا وتذهب ريحكم ونحن كل حزب بما لديهم فرحون ! من هنا نقول ان حرق القران فعل وحدث يقع ضمن سلسة احداث تقع ضمن مخطط كامل لاستهداف هذه الامة وحرقها بالكامل شعوب وثروات وتاريخ
وهي حرب وجود وليس حرب تكتيك وقد قالوها صراحة منذ اكثر من قرن طالما القران موجود فلا يمكن ان ننتصر على هذه الامة . والحقيقة التي يجب علينا ادراكها هي ان القران تحفظه السماء وهذا وعد وكل ما يراد منا هو حفظ اخلاق القران والعمل بحكامه . .
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha