عدنان علامه ||
/ عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
لم يتم إكمال الدين وتمام النعمة ورضى الله إلّا بالأمر الإلهي بتنصيب الإمام علي وليًا. فعند وصول قافلة الحجيج إلى منطقة غدير خم، وهي منطقة تقرق القبائل، نزل الوحي:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} ( المائدة-67).
إمتثل رسول الله صلى الله عليه وآله للأمر الإلهي وطلب أن بصنعوا له منبرًا ليخطب بالناس قبل تفرقهم لتبليغ إكمال رسالته؛ فنصَّبَ الإمام علي عليه السلام وليًَا.
وقد عرف بما جرى في غدير خم بحديث الغدير. وهو حديث نبوي صحيح يصل لدرجة التواتر عند السنة والشيعة، مروي عن الرسول محمد في يوم 18 من ذي الحجة سنة 10 هـ، في طريق عودته بعد حجة الوداع في غدير يُدعى خُم قُرب الجحفة.
يقول عبد الحسين الأميني في کتابه الغدير في الكتاب والسنة والأدب: ... فلما انصرف (رسول الله) صلى الله عليه وآله من صلاته قام خطيبا وسط القوم على أقتاب الإبل وأسمع الجميع، رافعًا عقيرته قال: حديث الغدير الحمد لله ونستعينه ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن ضلّ، ولا مُضِّل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله ـ أما بعد: "أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجبت، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون" ؟ قالوا: "نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيرا" . قال: "ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأنَّ جنَّته حقّ ونارَه حق وأن الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور"؟ قالوا: "بلى نشهد بذلك". قال: "اللهم اشهد، أنكثم" قال:" أيها الناس ألا تسمعون"؟ قالوا: نعم. قال:"فإني فرط على الحوض، وأنتم واردون علي الحوض، وإن عرضه ما بين صنعاء وبُصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين". فنادى منادٍ: "وما الثقلان يا رسول الله؟" قال: "الثقل الأكبر كتاب الله، طرف بيد الله عز وجلّ، وطرف بأيديكم. فتمسكوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عِترَتي، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يراد على الحوضَ". فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا" ، ثم أخذ بيد عليٍ فرفعها حتى رؤيَ بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون، فقال:"أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم"؟ قالوا: "الله ورسوله أعلم"، قال: "إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه". يقولها ثلاث مرات، وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرات ثم قال: "اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأحبَّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغائب". ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}(المائدة-3). فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي من بعدي.
فهنيئًا لمن تمسك بالولاية، فبركاتها لا تُعَدُّ ولا تحصى وخير مثال هي دولة الولي الفقيه في إيران؛ فأنظروا إلى مكانتها العالمية في التقدم العلمي والصناعي والابحاث؛ وكما على المستوى السياسي ودعمها اللا محدود للدول الواقعة تحت العقوبات الأمريكية الجائرة وغير القانونية بالإضافة إلى دعم حركات التحرر.
اللهم ثبتنا على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام التي أمرت العالمين بإتباعها .
وإن غدِا لناظره قريب
07 تموز/يوليو 2023ِ
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha