رعد الليثي
بعد المقال السابق الموسوم: (الدگة العشائرية (اللفظية) و(التهديدية).. يجب أن تحسب (4 إرهاب) × (4 إرهاب) ).. تحدث معي البعض بشأن موضوعة الكف عن تناول قضايا العشائر لما فيها من (حساسية شديدة!)، ولما فيها من (آثار وإثارات!)، ولما تجُرُّهُ - ربما!- من (ترات وتداعيات!)، وهنا ينبغي على (العاقل!) أن يفهم؟ ، ثم (يُـبـَـلـْعـِــــم !!).
وبما أنني لم (أُبَـلـعِم!) لضرورات منهجية (جهاد التبيين)، لذا سمحت لنفسي الإسترسال في التفكير ومحاولة التدبر والتدبير، مع إستحضار عظيم التقدير والتبجيل والعرفان لجميع المنصفين الشجعان والابطال والخيرين ممن وقفوا بالكلمة والمال والسلاح والتضحية والدماء ملبين فتوى الجهاد المقدس ضد الباطل الداعشي، حيث كان غيارى العشائر وفتيانها وابطالها وشهدائها هم من صنعوا النصر واعادوا الكرامة والعزة والأمان للعباد والبلاد.. فمع استحضار كل ذلك واحترامه وتبجيله.. قلت في نفسي:
(إستقواء العشائرية) بمظاهرها الملحوظة - ربما تاريخيا- كان مظهريّة لوجود (الاقطاع والسركال) وطبيعة لحركيّة إدارة أنماط العلاقات بين (صاحب الأرض، المستثمر) وبين (القوة العاملة، الفلاح) وما بينهما من (وسطاء) بحكم الضرورة. وفي زماننا هذا كان يجب أن نتوقع (ضمور الإستقواء) لإنتفاء (أنماط العلاقات!) ولإنعدام أسباب وجودها (ملكية الأرض، الزراعة، المحاصيل، الأجور، وسواها).. فالمنّة للباري حتى البصل والباذنجان أغلبية حجوم استهلاكه هي من (الاستيراد!).
أو لربما أن حالة (إستقواء العشائرية)، كانت إمتداداً طبيعياً للمنهجية المستمرة المتمثلة بـ (جناحك الذي به تطير)، وهي بطبيعة الحال منهجية هادئة، وحكيمة، ومنطقية، وعقلائية، وحقانية، وعادلة، لا تحمل أيّاً من معالم ما يجري حالياً ، حيث تجد أنّ الإمارات والعلامات والسلوكيات والمظاهر والظواهر مفعمة بالصخب و(الهوسات)، وبـ(الدربكة) والانفلات و(المهاويل!) و(الدگات!!)، والإبتزاز وتضاعف الديّات اضعافا مضاعفات، وإفتعال الإسباب والمسببات لحصد الأموال والاستثمارات، الى جانب إشتداد النزاعات!، وتفاقم حجوم التهديدات وما يقابلها من تهديدات، وإستسهال إراقة الدماء، فـ(لا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى) مع الأسف (راحت هباء). والمصيبة أنك ترى تنامي أوجه البذخ والتبذير و(اللكززات والجكسارات) لدى جمهرة المتصدين والمتشيخين والبطانات، و لا عقلائية الانفاق الكبير والمبالغ فيه على (المضايف والسرادقات)، وما وراء ذلك من عظائم وخفايا كثيرة هائلة ومهولات تغيب وسط أصوات (الهوسات!).. وكلُ ذلك بدلاً من إعانة المحتاج والمحتاجات، وإغاثة الملهوف والمهلوفات، وبدلا من إيجاد الفضيلة في المجتمعات.
وفي العموم، وبما يزيد الهموم والغموم والوجوم، والسكوت كـلازمٍ ولزوم، (وبإستثناء من بَقِي على منهجية الحق والعدل، والحِكمة والعُقلائية، ولازمَ الايثار والمنطقية): فالكثير من عليّة القوم المبرّزِين، والمتصدّين والمتشيخين، والكثير من ورثة الشيوخ السالفين وبطانات (المستبطنين)، تجدهم يدفعون صوب حالة إستقواء (العشائرية) بل نحو طغيانها!، فهم قد إنتقلوا لمرحلة الإستئساد وتغييب قانون الدولة، والاستفراد في الحكم على مصائر العباد، فباتت العشيرة لـدى (المگاريد) ليس (جناحك الذي به تطير)، بل (مافيهات) او (أخويّات) بجميع تبعاتها وآثارها، ما دام (المگرود) بها يستجير. وبالمحصلة.. فـ(العشائرية) غادرت مرحلة الإيثار، لتنتقل لمرحلة التشظي والإنشطار، والثراء والإستئثار، ثم الإستثمار!.. على حساب تغييب الإنصاف والمنطق والحق والعدل.. والى الله المشتكى.
https://telegram.me/buratha