المقالات

دوام الوزير..!


عبدالزهرة محمد الهنداوي ||

 

الكثيرون، يحسدون الوزير، على منصبه الذي يتبوأه، وقد وصل الحسدُ الى حد ضربوا به الامثال، فيقولون: (قابل انت وزير)، ويُضربُ هذا المثل في الاشخاص الذين يتعالون على المجتمع، او الذين لايفون بالتزاماتهم، على اعتبار ان الوزير لا يوجد من يُحاسبه، فهو سلطان، فوق السلطات والقانون!!!

ولم يكتف الناس بحسد الوزير على منصبه، بل استهدفوا المدير العام ايضا، فيقولون للموظف الذي يتأخر عن الدوام، (اي عيني انت مدير عام، تداوم الساعة العاشرة)!!!.

والحقيقة ليست كذلك تماما، فلا الوزير سلطان، ولا المدير العام، يداوم بكيفه -كما يقولون-، فما يقوم به الوزراء والمديرون العامون من جهود وما يؤدونه من اعمال، فضلا عما يتحملونه من ضغوط هائلة، سياسية واجتماعية، وحتى امنية، وما تفيض به منصات التواصل الاجتماعي من تنمر وتهكم، واشاعات، واساءات، وبذاءات (ماينلبس عليها ثوب)، تجعل منصب الوزير واحدا من اصعب واخطر وازعج المناصب، التي يمكن ان يحصل عليها الانسان، خصوصا في وضع مثل الوضع في العراق، وهنا لست بوارد الدفاع عن الوزراء، ولا المديرين العامين، وان كان الكثير منهم يستحق ذلك فعلا، لما يؤديه من مهام جسام، رغم حجم الضغوط التي يتعرضون اليها، فأنا اعرف بعض الوزراء، من الاسبقين والسابقين، والحاليين، ربما لاينامون في اليوم الواحد الا ثلاث او اربع ساعات، فهم بين دوامهم في وزاراتهم والتزاماتهم واجتماعاتهم، تكون ساعات النهار قد مضت تبعتها ساعات الليل، واعرف ان هؤلاء الوزراء يأتون مبكرين الى مكاتبهم، حتى قبل موظفيهم، اما عن المديرين العامين، فلم يعد وضعهم كما كان يُضرب بهم الامثال في عدم الالتزام بالدوام، فهم في مرحلة، محسوب عليهم ولهم كل شيء، ومطلوب منهم الدوام حتى في ايام العطل، هكذا جاءت توجيهات رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي قال ذات يوم، سأكون مزعجا في متابعتي لمفاصل العمل، وفعلا بدأت اثار تلك المتابعة تؤتي اكلها، فالسيد السوداني لايكل ولا يمل من المتابعة الميدانية، فهو يتنقل من موقع الى اخر ومن محافظة الى اخرى، ويخرج من اجتماع ليدخل في اخر،  يلتقي الكثير من الفعاليات، والمسؤولين، ويسجل بقلمه كل شاردة وواردة، يسأل عن المشاريع، ويفاجئ المنفذين لها بزيارات ميدانية، للوقوف على واقع الحال عن كثب، بعيدا عن التقارير المدبجة، التي تكون مضللة في بعض الاحيان، وليعطِ رسالة، بكلمات واضحة ، مفادها، ان الحكومة لديها برنامج بتوقيتات زمنية محددة، عليها الايفاء به تحت اي ظرف من الظروف، فمن لحق بالركب كانت له بصمة في خدمة العراقيين، ومن تخلّف جئنا بغيره، ليكون قادرا على اداء المهمة، فشعارنا (حكومة الخدمة) ومحظوظ من سجّل اسمه في سجل خدمة العراقيين.

ووفقا لهذه الصورة، فثمة تقييم لمستوى الاداء والقدرة على تنفيذ الواجبات من قبل المديرين العامين والوزراء،

وقطعا ان مثل هذه المتابعة والتقييم، تجعل الوزير والمدير العام، يتسابقون في مضمار تقديم الافضل، والنهوض بمستوى اداء مؤسساتهم.

ملاحظة: مقال من هذا النوع سيعرض كاتبه للكثير من موجات التهكم والتندر وحتى التنمّر، لاننا في زمن البحث عن "الطشة" التي لاتتحقق الا بشتم الحكومة وكل مايرتبط بادائها..

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك