المقالات

مترادفات الطشة والطفكة 

804 2023-08-22

حمزة مصطفى ||

 

لا توجد دلالات أو معان واضحة ,محددة  لكل من مفردتي "الطشة" و"الطفكة" التي باتت شغل النخب وعموم المجتمع الشاغل هذه الأيام. هاتان المفردتان وبالذات "الطشة" التي هي نتاج "الطفكة" في كثير من الأحيان وتعني أيضا  الخفة تهيمن على مواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" وبشتى الطرق والأساليب والممارسات الى حد القرف أحيانا. أقرب الدلالات في اللغة لكلتا المفردتين هي البحث عن الشهرة بأية وسيلة للأولى, والإستعجال للثانية. وفيما يبدو أن الطشة مفردة جديدة  من حيث الإستخدام والتوظيف, فإن للطفكة أكثر من معنى أو دلالة حسب المناطق. ففيما يوصف من يتسرع بإصدار الأحكام دون تروي في المحافظات الوسطى والجنوبية بأن به "طفكة" بضم الطاء, فإن التسمية المناسبة لهذا النوع من المستعجلين, الخفاف في معظم المناطق الغربية هي "السبيج" وهي تعني من يسبقك بالكلام دون أن يدرك ما يمكن أن يترتب عليه من تداعيات. وربما يصل به الأمر الى حد وضع نفسه في مواقف في غاية الصعوبة وحتى الخطورة لايفيد معها فيما بعد التراجع والإعتذار. 

 قد يبدو أن شيوع مثل هذه المفردات وإنتشارها الواسع تنويع على مايسميه الكاتب الكندي الان دونو "نظام التفاهة" الذي يعم العالم أجمع اليوم, بيد أن ثمة  فروقات بين المفهوم الواسع لنظام التفاهة مثلما يراه دونو,وبين مايمكن أن نضعه في خانة "الرقاعة"  فيما يتعلق ببعض مظاهر السلوك المرفوض قيميا وأخلاقيا وإجتماعيا. وإذا أردنا توضيح الفرق بين "التافه" و"الرقيع" فإن التفاهة سلوك إجتماعي يمكن أن ينفر منه الناس حيال شخص قد يبدو مرتبا ومهندما وربما يحتل موقعا رسميا أوإجتماعيا لكنه لايملك مايكفي من لياقات للتعامل مع الناس سواء المحيطين به أو حتى من يواجههم أو يواجهونه بمحض الصدفة بحيث يكتشفون "تفاهته" عند الإحتكاك المباشر به. أما "الرقيع" فهو الشخص الذي لا يعرف كما نقول في المثل الشعبي "طعم حلكه" حين يتكلم أو يتصرف. فهو يتكلم حيث يتطلب الموقف السكوت, ويضحك في مواقف الحزن, أو يروي النكتة تلو الأخرى ولا يضحك عليها سواه, فضلا عن ممارسات أخرى منفرة لايجد فيها الناس القدر المقبول من اللياقة والمستوى المطلوب من الرزانة والكياسة. 

عندما نريد البحث عن أمثلة عن كل هذه المظاهر السلوكية سواء كانت "طشة أم طفكة, أم تفاهة أم رقاعة" فلسنا بحاجة الى عمل بحث مضن أوطويل أومعقد قد نحتاج لكي ننجزه الإستعانة بأصدقاء ومراجع بل يكفي أن تفتح تلفونك كل نصف ساعة على الأقل لتكتشف إنك أمام حالات وحالات ونماذج لايمكنك أحيانا سوى التعاطف معها على ماوصلته من إسفاف وإنحدار وخفة لا لشئ الإ إنها بحاجة الى "طشة". يحصل ذلك كثيرا في الفيس بوك وإنتقلت العدوى الى تويتر والى كل ميادين مواقع التواصل الاجتماعي بمن في ذلك تصوير مقاطع الفيديو. المفارقة  أن هناك من يجد في كثرة الإعجابات واللايكات التي ينالها معيارا لمابات يتمتع به من شهرة لنشره إما بوستات لا معنى لها, أو مقاطع فيديو في مناسبات لاتخصه الإ هو. المشكلة الأكبر إننا بتنا نواجه مظاهر من هذا النوع في مؤسسات لايزال الناس ينظرون اليها بقدسية مثل بعض ماحصل مؤخرا في وزارتي الدفاع والداخلية. فالطشة والطفكة ومترادفاتهما قد تأتي بنتائج معكوسة مهما كانت الدوافع بريئة والنوايا .. ساذجة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك