نعيم الهاشمي الخفاجي ||
القرآن محفوظ في قلوب المسلمين ومن الغباء والحمق استهداف الكتب المقدسة إلى أي دين سماوي، عمليات الحرق لم ولن تقضي على الدين الاسلامي بل تسهم هذه الأعمال الحمقاء على انتشار الإسلام بين اوساط الناس التي تجهل الديانة الاسلامية، أساليب الحرق لايختلف عن أساليب الكذب والحملات التشويهية التي قامت بها الوهابية ضد الشيعة، النتيجة تشيع آلاف المثقفين والعلماء والكتاب والصحفيين الذين قاموا بالبحث لمعرفة حقيقة مانشرته دول الخليج من كتب تفتري على الشيعة في اتهامات ليس لها أصل، كذلك الحال مانراه من عمليات حرق للقرآن في شوارع عدة عواصم أوروبية وأمام سفارات العراق بشكل خاص، دليل أن هؤلاء الأشخاص تدفعهم قوى تعادي المسلمين بشكل إقصائي همجي.
بلا شك هناك طيف واسع من شعوب أوروبا ضد عمليات الإساءة للمسلمين بل شاهدت كلمة إلى رئيس فنزويلا المستر مادورو وجه خطابات للعالم الغربي المسيحي يطالب بوقف استهداف مقدسات المسلمين وإن هذه التصرفات تشجع على الكراهية والتطرف والتعصب.
السؤال ما الذي فعله العرب والمسلمين لوقف عمليات إحراق المصحف الكريم، لدينا في دول اوروبا الغربية توجد لجان حوار الديانات، في الدنمارك والسويد وألمانيا والكثير من دول أوروبا توجد مجالس تضم مسلمين ويهود ومسيح للتواصل، في السويد يوجد مجلس يسمى في المجلس الوطنى للأديان، هذا المجلس عقد اجتماع في السويد عام 2014 واصدروا قرار أو بيان كان عنوانه، رفض الكراهية، حيث ورد النص التالي في البيان، أن ممثلى مختلف الأديان فى السويد متحدون فى موقفهم بالنسبة للعداء الدينى والكراهية تجاه المسلمين ومعاداة السامية.
وتم اعتماد البيان من المجلس الذى يعتبر منتدى للزعماء الدينيين فى السويد، وتم دعوة للتظاهرات لرفض الكراهية بين الأديان، ووقع على البيان كل أعضاء المجلس الوطنى للأديان فى السويد.
في الدنمارك توجد لجنة للحوار مابين أصحاب الديانات السماوية الثلاث، بينهم تواصل في المناسبات الدينية، والجميع متفق على رفض التطرف والكراهية، لدينا في الأحزاب الدنماركية السياسية أيضا بيانات ترفض الكراهية والتطرف.
في أوروبا الغربية يوجد نص دستوري يسمح في حرية الراي، مسموح لكل أصحاب الديانات ممارسة شعائرهم، نحن كمسلمين شيعة سمحت لنا دول الغرب ليس لكوننا شيعة وإنما توجد قوانين تسمح للناس ممارسة شعائرهم، لم نسمع اي كلمة صدرت من سياسي أو كاتب أو مثقف دنماركي بالقول أن ممارسات الشيعة لشعائرهم تخلف مثل مايفتري علينا كتاب فلول البعث وهابي الذين ينشرون اخبار مزيفة وكاذبة تستهدف تشويه سمعة الشيعة بسبب احيائهم ذكرى استشهاد الامام الحسين ع، بل كل عام يخرج أكثر من ١٥٠٠٠ شيعي بمسيرة عاشوراء، تجوب الشارع الرئيسي بالعاصمة كوبنهاكن، بل انضباط المشاركين بالمظاهرة نالت رضا حتى مدير شرطة كوبنهاغن، حيث قال إن الجالية الشيعية وبالذات الشيعية العراقية بعيدة كل البعد عن الإرهاب، وغالبيتهم ناس مسالمون، بينما بكل يوم نقرأ مقالات لوجوه قبيحة نتنة طائفية بعثية شريكة لنا بالوطن العراق يكذبون ويفترون علينا ويسلبون منا اسلامنا وعروبتنا وانتمائنا لأمتنا العربية وأوطاننا في بلدان العرب.
ما الذي يفعله العرب والمسلمين لمنع عمليات حرق القران، في استطاعة دول الخليج التي تمتهن توزيع الهدايا في ملايين الدولارات لمراكز بحثية غربية والى ساسة بالعالم الغربي، ببساطة يطلبون منهم العمل على اصدار توصيات في منع حرق القران، في استطاعة الدول العربية والإسلامية زيارة مقر الاتحاد الأوروبي والطلب من نواب الاتحاد الأوروبي تشريع قانون يحرم حرق الكتب المقدسة إلى الديانات السماوية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية، والقرار اكيد يوافق عليه نواب الاتحاد الأوروبي، أيضا في استطاعة الدول العربية والإسلامية توجيه رسالة إلى الأمم المتحدة في إصدار قرار يجرم الكراهية وحرق الكتب المقدسة لاصحاب الديانات السماوية الثلاث.
العرب والمسلمين يملكون وسائل كثيرة يمكن الاستفادة منها في وقف عمليات حرق القران، يوجد عامل اقتصادي مهم باتت المصالح الاقتصادية هي الحاكمة بالعالم، العامل الاقتصادي يلزم ساسة الغرب والعالم بتشريع قوانين تمنع عمليات حرق القران وبلا شك عمليات الحرق تثير كراهية الكثير من ابناء الدول والشعوب العربية والإسلامية.
الدنمارك تدرس حاليا وضع مقترحات للمشرعين في إيجاد تشريع يمنع عمليات حرق القران،
أعلن وزير العدل الدنماركي حيث هوملجارد، في يوم الجمعة الماضي، عزم بلاده إصدار قانون يحظر حرق الكتب المقدسة وتدنيسها، بداعى حرية الرأى والتعبير، على أن يشمل هذا الحظر التوراة والإنجيل والرموز التى تكتسب أهمية كبيرة لدى المجتمعات الدينية.
ومن المُرجح أن يتم إقرار القانون، لأن الحكومة تحظى بأغلبية واضحة فى البرلمان، الذى سيكون منوطا بإصدار القانون عندما يلتئم فى سبتمبر المقبل.
وفى توضيحه لأسباب إقدام حكومته على اقتراح هذا القانون، يقول هوملجارد إن حرق الكتب الدينية وتدنيسها إنما «ينم فى الأساس عن الازدراء وعدم التعاطف، ويسىء للدنمارك ويضر بمصالحها».
بلا شك مواقف الحكومة العراقية المتمثلة في شخصية السيد محمد شياع السوداني كانت متزنة، وجه رسائل إلى دول أوروبية والى الأمم المتحدة لوقف عمليات حرق القرآن ووقف الكراهية والتعصب لان هذه الأفعال لها مردود عكسي يتسبب في إيجاد مشاكل كبيرة، الجميع في غنى عنها.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
30/8/2023
https://telegram.me/buratha