محمود الهاشمي ||
8/9/2023
يعيش الخبراء والمحللون السياسيون واصحاب الراي والمشورة هذه الايام نوعا من (الخيبة)ناتجة عن (يأسهم )من طبقة السياسيين ان ينهضوا بالبلد الذي يمتلك الكثير من مستلزمات (النهضة )والبناء والاعمار ،خاصة وان العالم يشهد تحولات كبرى ،عاجلت فيه معظم دول العالم ان تأخذ المكان الذي تضمن فيه مستقبل شعوبها ،فيما سياسيونا وقفوا موقف (المتفرج )،ينتظرون من ينتصر ليكون عليهم (ولياً)!
اصحاب الفكر هؤلاء لم يصابوا بهذه (الخيبة)الا بعد ان (غسلوا ايديهم )من جميع الاطراف السياسية علمانية واسلامية وليبرالية وووالخ .،وبعد ان انتظروا عقدين من الزمن كانت امالهم انّ (احزاب المعارضة العراقية )التي عانت (الويلات )من النظام البائد من قتل وتهجير وملاحقة وعاشت اياما قاسية في المهجر ان يكونوا قد عادوا بعد سقوط النظام البائد وسلالهم ملأى بالمشاريع والخطط الاستراتيجية لنهضة بلدهم اسوة بقادة (المعارضة) بالعالم الذين كافحوا وجاهدوا من اجل استقلال بلدانهم
ونجحوا بعد العودة في بناء تجارب سياسية واقتصادية مشهودة وموضع تقدير الشعوب .
ايران ايضا كان معارضوها بالخارج وذاقوا الويل من حكومة الشاه وتعرض رفاقهم
للقتل والقائهم من العمارات الشاهقة
لكنهم حين عادوا بنوا وطنهم ولم بثأروا من شعبهم ولم يسرقوا ثروات بلدهم .
المعارضة الفيتنامية ايضا كانت بالخارج وقائدهم هوشي منه كان يغسل الصحون
في المنافي لكن عادوا وبنوا دولة رغم قلة ثرواتهم وحجم خسائر الحرب .
الذي حدث ان هؤلاء (اصحاب الفكر ) وضعوا كل خبراتهم وثقافاتهم لدعم الاحزاب الحاكمة ،واوقفوا خطابهم لخدمة مشروعهم السياسي ،وجالسوا القيادات لاعوام وتعرفوا عليهم عن كتب ،ولكن وبعد (عقدين )انهارت جميع (الامال) وشهدوا انهم خسروا في موقعين الاول ان بلدهم لم بزل يعيش الارمات من سكنية ومعيشية ولم يبن مصنع ولا معمل ولامشروع نافع ومازال العراقيون بنتظرون ان يباع نفطهم ويودع بالمصرف الفيدرالي الاميركي وتتصدق عليهم امريكا بماتراه .!
ومازالت اراضيهم تتجول بها قوات الاحتلال الاميركي وتحتل تركيا مساحة واسعة فتقتل وتهجر وتعتقل كيفما تريد والاقليم يسرق النفط ويفعل مايشاء فيما الفساد الاداري والمالي بضرب بمفاصل الدولة .
كانت احداث مابعد خروج التيار الصدري
من العملية السياسية والتخلص من تبعات حكومة الكاظمي هي الحد الفاصل بين
(النخب المثقفة )وبين طبقة السياسيين .
حيث وجدت نفسها (غريبة )ليس هنالك من يهتم بها ويرعاها وان (الاحزاب) قد عادت الى اماكنها بعد (مرحلة قلق وخوف )وشهدت اهمالا (شبه متعمد ).!
المثقفون (احسوا )تماما انهم (استغفلوا )من قبل جميع الاطراف وانهم استخدموهم ك(مرحلة )وانتهى دورهم !!
فيما سؤال يراودهم ؛-لماذا المعارضة العراقية لاتشبه (معارضة )الدول الاخرى ؟
لماذا معارضو الدول الاخرى يعودون ليعمروا ويبنوا والمعارضة العراقية تعود لتنتقم من بلدها ؟
التحليل النفسي يؤكد ان المعارضة العراقية
عاشت اياما صعبة خارج البلد مثلما عاشت جحيما في بلادها قبل الفرار فباتت ترى في كل عراقي لم يهاجر وكانه (رجل امن ) او (جلاد)ولايجوز التقرب منه او منحه اي منصب او امتياز ومنعوا الحاقه باحزابه مهما كان ولاؤه لهم او للوطن .! لذا تجد ان الاحزاب التقليدية الاسلامية وغير الاسلامية شاخت وليس فيها من دماء جديدة بل لاتجد لاي قائد منهم شخصية (ثانية ).
هذه الاحزاب بدأت تتاكل وتفقد (خواصها )وبات الشعب في (نفرة )منها ويرى فيها سببا لضياع هوية البلد وثرواته وشخصيته ،وانهم غير معنيين باي فائدة لشعبهم وربما هم (فرحون )بما حل لبلدهم على ايديهم وكانهم (ثأروا لانفسهم )منه .
الاخوة من الكتاب والمحللين السياسيين ومعهم اصحاب الفكر والراي ومن هم على شاكلتهم يحبون شعبهم حد النخاع ويتمنون ان يروا وطنهم شامخا عزيزا وان ينعم الشعب بثرواته ،فيما لايملكون وسيلة سوى هذه (الاحزاب)والتي اعجزتهم عن اي فعل يذكر .!
المشكلة ان هذه (الاحزاب )تملك المال والاعلام وان دول العالم لم تجد سواها بديلا لتحاوره ،فبات المثقفون في (حيرة )حيث ليس لديهم سوى خطابهم واقلامهم وهذه محكومة بامرين الاول المنابر الاعلامية التابعة لهذه الاحزاب والثانية بيد (الاحزاب المضادة )والتي اكثر حقدا على البلد وتتمنى (عودة الدكتاتوريات )او لها خط (طائفي ).
المثقفون برون ان مشكلة (احزاب المعارضة )بالعراق لاتخرج عن دائرة (الاحزاب العربية )الاخرى فمنذ ان استقلت الدول العربية من الاستعمار وجاهدت وناضلت فشلت احزابها وشخصياتها السياسية ان تدير دفة السلطة وسرعان ماانقلبت على نفسها وراحت تسلم زمام امورها بيد (الاجانب )الذين وجدوهم فريسة وبقرة حلوبا فيما بقيت الشعوب العربية فقيرة بائسة ليس لها من حضور داخلي ولا خارجي وهذه مصر (ام الدنيا )تقف اخر
الطابور وعشرة ملايين من شعبها يسكنون المقابر .!
السؤال الذي يتبادر الى الذهن (هل العقل العربي متخلف ؟)
ربما..خاصة وانه الى الان عاجز ان يثق بقدراته وقدرات شعبه ،وينتظر من يساعده في صناعة (القرار )!
دول الخليج تمتلك ثروات تفوق حاجتها لمرات عديدة فقطر ليس باكثر من (300) الف نسمة ومثلها باكثر قليلا الممالك والامارات الاخرى ،ومازالت عاجزة عن التفكير ،بل وعاجزة في الدفاع عن نفسها ،!
وهكذا الدول العربية الاخرى ،واخيرا وبعد ربيعهم العربي وبدلا من تحول جديد في حياتهم سادتهم الفوضى وهاجرت الملايين من شعوبهم باتجاه الدول التي وراء صناعة الازمة في بلادهم .!
الذي دفع المثقفين للسؤال عن سبب تمسك القيادات السياسية العراقية والحكومية بكثرة اللقاء ب(السفيرة الاميركية )المدعوة (رومانوسكي )رغم شدة الاعتراضات والتهكم والتنديد و(التشكيك)؟
هو تيقنهم ان القيادات السياسية والحكومية عاجزة ان تصنع قرارها بيدها فالتجأت الى
(العنصر الاحنبي )وربما يتمدد هذا الامر الى الدولة العباسية وكيف جلب الخليفة الثامن المعتصم الغلمان ليكونوا جندا للدولة ثم قادة عسكريين ثم قادة البلد وبيدهم صولجان الحكم ،وبعدهم جاء البوبهيون والسلاجقة الذين حكوموا (الامة )حوالي (300) سنة وهم لايحسنون (اللغة العربية )!!ودخلوها (دون حرب )ثم جاء المغول وبعدهم العثمانيون ليحكمونا (656)سنة
ثم الانگليز ومسز بيل الخ .
اذن هي ازمة ثقة بالنفس لاغير ،والا كيف ان العالم العراقي البروفيسور الياس گورگيس كان وراء نهضة الصين الحديثة،فيما حين زار العراق بعد (الاحتلال )لم بجد من يتحدث معه،!!
إن "تعداد علماء وأكاديميي مصر المقيمين بالخارج يبلغ حوالي 86 ألف عالم وأكاديمي منهم 1883 في تخصصات نووية نادرة، و42 رئيس جامعة حول العالم، ووزير بحث علمي في كندا، وثلاثة أعضاء بمجلس الطاقة الإنمائي من إجمالي 16".
اقول مادمنا قد منحنا الاحزاب المعارضة وغير المعارضة فرصة (ادارة الدولة )وفشلوا بل آخذين بنا الى المجهول ،وليس من الصلاح ترك الامر في مشيئتهم ،فالخبراء والمحللون السياسيون استفزتهم
حادثة كركوك الاخيرة ،حيث ان تجربة العشرين سنة من ادارة الدولة بيد هذه الطبقة من السياسين لم تصنع منهم اصحاب حل وعقد فاغرقوا المحافظة بالدم ورجال الامن رغم بساطة الحلول وتساءلوا
(اين مستشاريك ياسيادة رئبس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ؟
لابد للنخب المثقفة ان تنظم امرها وان تتعامل مع الواقع السياسي للبلد من اجل بناء تجربة سياسية ناجحة وغير ذلك فاننا نطيل من عمر المرحلة الفاشلة .اما كيف ننظم امرنا فهذا يحتاج الى قراءة واعداد برنامج وخطط مستقبلية والثقة بالنفس ومواجهة الصعاب والاحتمالات ،واجد انهم قادرون على ذلك فالشعب ماداً يده يبحث عمن ينقذه
https://telegram.me/buratha