🔸عبــــاس العـــرداوي ||
الفدرالية هي شكل من اشكال الحكم المعروفة في النظم السياسية والتي توافق عليها العراقيين بعد 2003 لتنظيم العلاقة بين اقليم منفصل منذ تسعينيات القرن الماضي ( أمر واقع ) وبين نظام سياسي ديموقراطي يحكم العراق بعد 2003
وهو معروف بتقسيم السلطة دستوريًا بين الحكومة المحلية وبين الحكومة المركزية بما لا يتقاطع وهوية الدولة وسيادتها ودستورها ، ومن ضروريات الفدرالية هو الدستور وبقاءه السلطة العليا التي لا تخالفها الاطراف المنضوية في نظام الحكم الفدرالي وهذه القوانين او القواعد وجدت لخلق شراكة حقيقية في إدارة الحكم
وهنا في نموذجنا العراقي نجد أن الفدرالية تاخذ شكلًا آخر مع حكومة السيد مسرور تحديدًا فهي تعتمد تصدير الازمات وتحدي المواقف وفرض القناعات العائلية والالتفاف على الاتفاقيات واستخدام وسائل الاعلام لتحشيد الرأي القومي والهروب من سوء الادارة الداخلية الى خلق ازمة سياسية مع المركز متذرعًا تارة بالمستحقات المالية وأخرى بالحدود الجغرافية للإقليم وما ازمة كركوك الا نموذجًا متأخرًا وبعيدًا عنها والأهم هو الدور الذي يلعبه رئيس حكومة الاقليم في السياسة الخارجية وإحراج الحكومة المركزية ومنها التملص من اتفاقات ثنائية بين ايران والعراق ومنها ما كان بحضور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق وبتمثيل لحكومة الإقليم السيد احمد ريبير وزير داخلية الاقليم وتم عقد عشرات الجلسات على مدى سنتين في بغداد واربيل وطهران والغرض منها التخلص من الجماعات الايرانية الكوردية المسلحة المتواجدة في الاقليم والتي يتم توفير الحماية لها اما من خلال اصدار بطاقات شخصية او جوازات سفر عراقية وكذا فتح مقرات لهم او غض النظر عن معسكرات لها ضمن الاقليم وايقاف تداعيات هذا الامر الذي شكل ازمة سابقًا متعلقة بالقصف الايراني لاربيل وهذا الأمر شهد تقدمًا كبيرا وتعاونًا من جهه السليمانية وحزب الإتحاد الوطني الكردستاني في التخلص من مناطق التوتر واتفاق مسك الحدود المشترك كان كفيلاً في الحل
واليوم نشهد تحرك جديد لرئيس الاقليم وبشكل يتعارض مع الثوابت الوطنية ومخالف للدستور ويتعارض مع سياسة الحكومة العراقية في الوقت الذي تؤكد على حرص العراق على حماية سيادته وانها التواجد الاجنبي استجابة لرغبة الشعب العراقي بكل اطيافه ومكوناته نجد السيد مسرور يستنجد بالرئيس الاميركي من خلال رسالة فاضحة وخبيثة وهذه تنم عن خبث المقاصد وجهل في تقدير المواقف وتقييم الاحداث
اميركا التي تشهد هزيمه على مستوى العالم وتراجعًا في التدخل بالملفات الدولية وانحسارًا واضحًا في بسط نفوذها كان الأجدر ان يتوجه الى بغداد وهو يعلم انها صاحبة القرار الاخير وقد تَلمس صدق نوايا ومواقف رئيس الحكومة السيد محمد شياع السوداني بحل كل المشاكل مع الاقليم والركون الى التسويات التي تحفظ كرامة الجميع والفصل بين المشاكل الادارية وسوء الادارة لحكومة الاقليم وبين مواطني كردستان العراقيين الذين تحرص الحكومة المركزية على دفع رواتبهم وتأمين حقوقهم لكنها تصطدم بتعسف الادارة المحلية من خلال القوانين المحلية والادخار الاجباري والتاخر في دفع الرواتب كل شهرين والخصم من الرواتب وعدم مساواتها لاقرانهم في بقية المحافظات العراقية وغيرها من المشاكل الاحتجاز القسري لمعارضيها التقييد الصحفي والاعلامي والهيمنة العائلية وترسيخ حكم الابناء والاحفاد ودعم المنصات الاعلامية المناوئة للحكومة المركزية ولرموز العملية السياسية والأهم القضاء والتمرد على قراراته وإصدار البيانات والمواقف المتشنجة منه ومن ابيه ( مسعود ) وخاله ( هوشيار) ،!؟
السيد مسرور هذه الرسائل وغيرها لا نعلمها متى ولمن ؟ لن تُغني عنك شيء بل تُعقد المشهد وتقلص من دعمكم في بغداد فليس امام الحكومة والسيد السوداني الا اتخاذ الاجراءات القانونية والسير ضمن التشريعات الدستورية فلا تضننَ ان استنجادك بالاميركي او البريطاني وحتى الايراني سيكون شافعًا ليتجاوز السوداني القانون والدستور سبق وتحدث اليكم ووفودكم وبرعاية ائتلاف ادارة الدولة وبصراحته المعهودة وبصدقه الواضح انه لن يتجاوز القوانين وينتظر من الاقليم الانصياع للقوانين العراقية في ملف المنافذ وتسليم الواردات او ملف النفط او في اعطاء موظفي الاقليم استحقاقاتهم وعدم الاستحواذ عليها ،
يكفي هذا القدر من العبث بمستقبل كردستان العراق والرهان على متغيرات المنطقة ويكفي تجارب برزانية وحلم دولة ابو مسرور فقد انطوى عمر ابيك السياسي والى غير رجعة مع احلام الانفصال استمع الى بقية القوى السياسية الكوردية الشريكة في الاقليم وتعلم منها الديمقراطية في التفاهم مع الشركاء في الوطن واحرص على الالتزام بالدستور والتنسيق مع حكومة بغداد خيرًا لك من غيرها .
بغداد 2023/9/13
https://telegram.me/buratha