المقالات

موقف رجل الامن..!


 

المحامي عبد الحسين الظالمي ||

 

حادثة اقتحام السفارة السويدية وما ترتب عليها من اثار منها محاكمة رجال الامن الذين يتولون حماية السفارة كشفت هذه الحادثة هشاشة الدولة بأركانها الثلاث  الحكومة والشعب والاقليم  وخصوصا الركنين الاساسيان في تكوين الدولة

وهما الحكومة والشعب  فلا الشعب يعرف  كيف يمارس حقوقهم بما يضمن سيادة الدولة التي ينتمي اليها  والتي تؤمن امنه ومعيشته واستقراره وبين  حدود حريته التي يجب ان يقف عندها،  ولا الحكومة قادرة على فرض سلطتها لتحدد حدود الناس اين يجب ان يقفون ؟ في ممارسة حقوقهم ومنها حرية التعبير والمطالبة بالحقوق  ومن هنا وقع رجل الامن تحت مطرقة القانون الذي يفرض علية حماية المنشأة التي يحرسها وتخصص له مليارات من الاموال  رواتب لتحقيق  هذا الهدف  الذي يجد نفسه عاجزا امام تحقيقه لكون الامور تداخلت بين من يدعي الحق في فعل ما يراه حق بدافع ممارسة الحق وبين من يرى انه مكلف بحماية ما فرض القانون حمايته هذه الجدلية التي لم يتفق عليها اركان الدولة الشعب والحكومة رغم  اننا ايضا نعاني اصلا من  جدلية اخرى    هي قضية من حقه ان يدعي انه الشعب  ليكون صاحب الحق في فرض راي الشعب فكل من يعتقد بقضية قال انا الشعب

حتى اننا نرى يوميا هناك من يكتب يافطة وباسم الشعب ويعلقها في مكان ما يطالب بها با مور ربما لا يتفق معه بها حتى عشرة من ابناء المنطقة او  المحافظة  ورغم ذلك انه يتكلم باسم الشعب .

المهم بالموضوع موقف رحل الامن ان تنصل عن واجبه اصبح مجرم ومعاقب وان قام بتنفيذ الواجب اصبح مجرما وقاتل وبين تضاد المواقف

ضاع الخيط الابيض من الاسود في رسم الحدود

حتى الحماية الذاتية لا رجل الامن اصبحت مهدده رغم ان الشرع والمنطق يقر الدفاع عن النفس والممتلكات واجب ومبرر ضمن حدود معينه

ومع وجود من لا يعرف اين يقف في مطالبة بالحقوق ولا يفصل بين الحق في استخدام العنف في نيل المطالب وبين ما يجب ان يمارسه من ممارسات لنيل حقوقه فهل اقتحام السفارة على سبيل المثال من قبل مجموعة   للتعبير عن حقهم يعد حق يجب تعطيل القانون امامه  وذا كان هذا حق فلماذا يحاسب رجال  الامن لتركهم واجب  الحماية وذا كان استخدام العنف لمنع من يستخدم العنف جريمة يبقى السؤال لماذا يجرم الذي يستخدم العنف مع الاخر في حالة تنفيذ واجبه ؟  .اعتداء رجل الامن على المواطن وهو يمارس حقه جريمة متفق عليها وغير مبرره ولكن السؤال كيف يمارس رحل الامن دوره في حالة استخدام العنف والحرق والنهب وربما القتل من قبل المتظاهر ؟ هنا تكمن الاشكالية التي يجب  وضع حدود لها وفي حالة استمرارها سوف نرى احداث مؤسفة اخرى اشد خطورة.

مهمة نزع العنف من الطرفين مهمه على العقلاء

القيام بها والتفريق بين المطالب السلمية وبين الثورة والرفض الذي دائما يصاحبه العنف

.لست من يرفضون حق الاخر المظلوم في استخدام السبيل الذي يمكنه من تحقيق مطالبة

ضمن الحدود التي يقرها العقلاء  ومنها فرض القانون وتطبيقه على الكل متظاهرا كان او  ومدافعا عن القانون  فا ليس من المنطق ان يسجن الضابط ويفصل من وظيفته في كلا الحالتين ان مارس واجبه 

بغير الالتزام من المقابل حدود حريته ولا صحيح ايضا ان في حالة ترك الضابط واجبه لنفس النتيجة ان يتهم بالتخاذل . حقيقة محنه تحتاج الى حل جذري   بين حق كفله القانون لكل الطرفين وبين ضياع الخيط الابيض والاسود  اللذان يفصلان بين الحقين .  اقترح واحد من اثنين

الاول ان توضع خطوط اشاره حمراء واضحه تحدد حدود الخطر على ممارسة الحرية في المطالبة وبعدها يتحمل من يتجاوزها ما يحدث عليه واما اصدار اوامر واضحة بترك الدفاع عن الموقع المحمي وبالتالي نحتاج الحراسة فقط ايام السلم والحالات العادية . فلا مبرر لتجريم رجل الامن في كلا الحالتين وعدم تركه وفقا للمثل القائل (القيك في اليم وياك ان تبتل )او اذهب انت وحظك  ورحمة الموقف ) .بالتالي انت وربك  سعيد من يخرج منها بسلام من كل الطرفين . الموقف يتطلب رسم الحدود الفاصل بين حقين رغم اننا نعاني من اشكالية فقدان  البعض الثقة في احد اركان الدولة وهذا هو الذي يخلط الاوراق .

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك