المقالات

عندما تراثنا يثير الجدل


سامي جواد كاظم

الفرق بين القول والقائل امر مهم بالرغم من ان القول يظهر شخصية القائل ولكن بالنسبة للتاريخ ومراحل تدوينه فانه مر بفترات عصيبة من حيث الاندثار والتزوير ، واخطرها عندما يكتب التاريخ السلاطين او من يعمل في دواوينهم ، ومن هذه التوجهات ظهرت المذاهب والافكار وكل يدعي احقيته في التاريخ .

قبل ان نناقش الاخرين تعالوا نناقش تاريخنا بعيدا عن التعصب والتجريح ، ويكفينا اعتدال فقهائنا في نظرتهم الموضوعية لكتب الحديث ورجالها الامامية ، فها هو السيد الخوئي قدس سره يقول كل الكتب قابلة للنقاش فقط القران هو الصحيح من الغلاف الى الغلاف ، وهذا لا يعني طعنا بالكليني او المجلسي او الاردبيلي فلكل عالم توجهه في نقل الاخبار واغلبهم نقل كل ما وصل لهم دون البحث والتحقيق على ان تكون مرحلة ثانية لمن يتصدى لعلوم الحديث ورجاله . في اخر ايامه السيد الخوئي عدل عن رايه القائل ان كل من ينقل عنهم ابن قولويه هم ثقاة فتراجع وقال بل محل بحث اما ابن قولويه فهو ثقة

اخص بالذكر كتاب بحار الانوار هذه الموسوعة التي لا تخلو منها مكتبات الشيعة بل اصبحت ملجا وملاذ من يريد ان يطعن بالشيعة وعلماؤنا اكدوا على عدم صحة كل ما جاء في البحار ، ولكن بالرغم من ذلك لازلنا نرواح في مكاننا في مواجهة السيل العارم ممن يبغضون اهل البيت عليهم السلام واتباعهم .

هنالك روايات يكفي ان الغاية منها لاتستحق نقلها لا اقول عدم صحتها بل عدم فائدتها وفي نفس الوقت سمحت للعلمانيين والملحدين من الطعن برموزنا ، منها على سبيل المثال رواية ان البشر يحشرون عراة يوم القيامة وحديث فاطمة مع ابيها بهذا الخصوص ، نقله البحار وعنه كشف الغمة ، من يؤكد صحة الرواية ؟ هل لان النبي محمد او الامام علي عليهما السلام في سندها ، انا اسال ما الفائدة من ان ينقلا هكذا رواية بل ويسال علي عليه السلام زوجته وهل هو سيكون مع العراة ؟ انا لا اعتقد بهذه الرواية فهل اهل البيت بحاجة لنقل هكذا رواية ليستدلوا على علو منزلة النبي واهل بيته فلديهم من الشجاعة والعلوم والحكمة والمواقف بما يغنيهم عن هكذا رواية التي استخدمها بسام الجمل في كتابه جدل التاريخ والمتخيل سيرة فاطمة ، للتشنيع والتاويل وما الى ذلك ويسال هل الغرائز ستبقى فاعلة يوم القيامة ؟

سالت مرة فقيه سيد متخصص بالرجال ما تقول في رواية سندها خمسة رجال اوسطهم غير ثقة ؟ راح يتحدث عن مطابقة الحديث القران والسنة وما الى ذلك فقلت له انا اسال اذا كان الاوسط غير ثقة الا يعتبر من نقل عنه ايضا غير ثقة لعدم تحققه ممن ينقل ؟ والا يمكن ان تكون الرواية اصلا غير صحيحة بالرغم من ان اول شخصين ثقة ؟ وسالت اخر الف كتاب بالف صفحة مستدلا على رواية قائلها غير ثقة باعتراف السيد الخوئي والجدوى من الرواية لا تنفع فقال ليس بالضرورة كل ما ينقله غير الثقة بعدم صحته .

واما الحديث عن المعاجز فانها تحدث للحظة معينة لغاية معينة وليست لاثر ابدي وبالرغم من ذلك فان هذه المعاجز في حينها او من شاهدها هنالك من ينكرها فكيف بالاحاديث التي تتحدث عن معاجز الاخرة ؟ اقول ما الغاية منها ؟ هل لاظهار منزلة صاحب المعجزة ؟ فلماذا خص صاحب المعجزة بها ؟ سيكون الجواب بما يحمل من علم وحكمة وثقافة وبعضها لدني وهنا البيت القصيد فالمفروض التاكيد على مكانة النبي او الامام بما يحمل من علوم وليس معاجز في الدنيا او الاخرة ، واكرر لست بناكر للمعاجز وان كان دس فيها الكثير اقول الغاية منها في يومنا هذا لا تتحقق وان تحققت فهي عرجاء لا تثمر ولا تنهض بثقافة مجتمع .

ان كان النبي محمد صلى الله عليه واله ابهر الناس بكلام الله وعلومه واخلاقه وقيل عنه ساحر فكيف اذا سلطنا الضوء على المعاجز فقط ؟

حقيقة ان بحار الانوار بما فيه من روايات اتاح مساحة واسعة للهجوم علينا وهناك من يخلط بين منزلة المجلسي قدس سره وبين الموسوعة والتي يقال عنها انها من جمع طلابه وهو قام بجعلها موسوعة اي انه كلف طلابه بجمع الاحاديث التي تصلهم واينما يجدونها وقام المجلسي بترتيبها .

الخاتمة لابد لنا من اظهار العلوم التي تتفق وثقافة العصر لا ان نغير ثوابتها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك