المقالات

ثرثرة سياسية على ضفاف الواتساب..!

847 2023-09-27

قاسم العجرش qas200@gmail.com

 

تسود الثرثرة واقع الجماعات المتسيسة الراهن، وتتفشى بشكل أكثر وضوحا، في أوساط المنخرطين بحافات العمل السياسي العراقي، “أنا اثرثر إذا أنا موجود”، هذه هي الحقيقة التي تصك واقع تلك الجماعات، وتنمط حياتهم من الضباح الى المساء، على مواقع التواصل الأجتماعي، وفي مجاميع الواتساب على وجه الخصوص..

إنها عملية طحن هواء والنقش على فراغ..حقيقتها لا تعدو البوح والتنفيس عن النفس، وبالأخير هي عملية ليست منتجة، ومضيعة لوقت الجادين، المتطلعين لإدارة وقتهم إدارة نافعة.. الصداع والتوتر النفسي نتاجها الأغلب..!

في أغلب الأحيان فإن السبب الحقيقي للثرثرة السياسية، يكمن في  رغبة ذاتية، ساعية إلى الانخراط في نقاش حاد أو حوار، بلا مقدمات أو قواعد وأسس وشروط..حوارات عقيمة المخرجات،  لن يكون من مؤداها الوصول إلى تفسيرات للأحداث والوقائع، وبالتالي لا تستطيع التأثير بالواقع، ناهيك عجزها البين، عن تغييره ولو تدريجيا، لهذا فهي بالحقيقة صيد هواء في شبك..!

صحيح أن بعض الأطروحات؛ التي تثار في مجاميع الثرثرة السياسية، تكتنف على مضامين مهمة وقدحات تفكير رائعة، لكنها مضامين تضيع و تتهالك في زحام الثرثرة؛ لأن أهداف متعاطيه،لا تعدو تنفيس الذات المكبوتة أو المقموعة!

الثرثرة السياسية لها ناتج عرضي خطير، هو الأختلاف الذي سرعان ما يتحول الى خلاف يجر خلافات، تتعاظم فيما بعد؛ لتتحول الى مواقف شخصية حادة..أحدهم أختلفت معه قبل عدة سنوات، على صوابية موقف إلهه السياسي من قضية ما، لكنه اليوم يرى اللحم العالق بين أضراسه ولا يراني، مع أني وإياه كنا صديقين حميمين، لأكثر من عشرين سنة..! .

معظم ما يثار قي مجاميع الثرثرة السياسية، كلام ليس للنشر، ولا يؤثر في الرأي العام، لأنه لا يصله للأسباب كثيرة، بينها أن مطلقي هذا الكلام لا يودون نشره، لإفتقادهم الى شجاعة التعبير العلني عن رأيهم، أو لأنهم متأكدين أن ما يقولونه؛ متجاوز لمساحات الحقيقة وبعيد عنها، أو لخوائهم المعرفي، أو لأن ما طرحوه؛ كان بالحقيقة رأي عيرهم، وسووله (𝓬𝓸𝓹𝔂 𝖆𝖓𝖉 (𝓹𝓪𝓼𝓽𝓮..!

إن ما تطرحه ألسن هؤلاء، ليس أكثر من حصاد لما يقوله غيرهم في اكثر الأحيان، فيعيدون تدويره كما تدور النفايات؛ متبنين له على أنه نتاج رؤيتهم، وبالتالي سيكونون عبيدا لرؤية غيرهم...حواراتهم لا تتعدى العلاقة بين اللسان والأذن، وهي علاقة فارغة من أي أثر ثقافي أو معرفي. لأنها علاقة ناتجة عن ثقافة شفاهية متهرئة..!

الحالة السياسية العراقية مصابة بهذا المرض الخطير، فالثرثرة السياتسية في معظم مخرجاتها، عبارة عن كلام مشخصن متكلف، لا يخرج منه حق..تمشدق بأقول تطلق من غير ضابطة أو أحتراز، أو بكلام فائض عن حاجة المثرثرين، فيخرج منهم بسبب فيضان البالوعة..!

وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل مخيف في إتساع هذه الظاهرة، بحيث تحولت تلك الوسائل الى كلام بلا طائل أو مضمون..والحصيلة المرة؛ نحن نعيش في عالم شهوة الكلام بلا تدبر، مدفوعين برغبة قوية الى الحديث بأي شكل..!

الثرثرة السياسشية تعني غياب الوعي بأهمية الوقت، ..! خلاصتها أرتفاع بضغط الدم، وتصاعد بمستويات السكر التراكمي، حرقة بالمعدة زضيق بالصدر، لكن الأهم هو تجريح الآخرين والنيل منهم، إضرار بهم وإضاعة وقتهم، وإرهاقهم نفسيا وذهنيا.

كلام قبل السلام: رغم أن هؤلاء يصيغون أطروحاتهم بمهارات فائقة، فتخرج في صياغة لافتة، وحجج شكلية متماسكة، إلا أن هذه المهارات، لاتشوي خبزا ولا تسلق لحما..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك