المقالات

الأزمة مع الكويت..سوالف "للمچارية" !! 


 

سعد جاسم الكعبي ||

 

الأزمة السياسية التي نشات بين العراق والكويت من جراء التطور الأخير الذي طرأ على مسألة ملف الحدود بين البلدين هو القرار الصادر عن المحكمة الاتحادية العليا في العراق القاضي بأبطال التصويت على اتفاقية الملاحة البحرية في خور عبد الله والتي صدّقها البرلمان عام 2013.

تحالف إدارة الدولة وفي مقدمته الإطار  التنسيقي فضلا عن القوى السياسية الاخرى من جميع الطوائف الأخرى من وسنة وكرد والتي تحكم البلد 

ناقش القضية وخرج علينا ببيان بشان العلاقات العراقية الكويتية في ضوء التطورات المتعلقة بملفّ الحدود البحرية بين البلدين، أعلن فيه أن العراق يحكمه دستور يرتكز على مبدأ الفصل بين السلطات،وانه يرفض الأساليب التي استخدمها النظام السابق في التعامل مع دول الجوار وملف العلاقات الدولية، التي كلفت العراق أثماناً باهظة،وأن "العراق يحترم سيادة ووحدة أراضي دولة الكويت وملتزم بجميع اتفاقاته الثنائية مع الدول وبقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بما فيها القرار رقم (833) الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي في جلسته 3224 المنعقدة بتاريخ 27 أيار 1993، الذي أقره ووقع عليه رأس النظام البعثي بقرار من مجلس قيادة الثورة المنحل، رقم (200 في 10 تشرين الثاني 1994)، ومصادقة ما يُعرف ب‍المجلس الوطني آنذاك عليه بالتاريخ نفسه. 

كما أكد على حلّ المشاكل كافة بالوسائل السلمية، ونبذ استخدام العنف في العلاقات مع دول الجوار العراقي، وسائر الدول، واستخدام المفاوضات والحوار وسيلةً للحلول، بعيداً عن التصريحات المتشددة!. 

القرار القضائي الأخير بشأن هذه القضية استند إلى أن التصويت النيابي على الاتفاقية لم يراع النقطة الرابعة من المادة 61 من الدستور العراقي والتي تنص على التالي تنظيم عملية المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية، بقانون يُسن بغالبية ثلثي أعضاء مجلس النواب.

 الكويتيون ومن ورائهم مجلس التعاون الخليجي تسألوا  عن أسباب عدم الاعتراض في العقود الثلاثة الماضية، أي منذ صدور القرار الأممي رقم 833 الصادر عام 1993 وأيضا، منذ توقيع اتفاقية خور عبد الله منذ نحو عشر سنوات.

ويبدو  للوهلة الأولى من خبرتي المتواضعة  بالأحزاب التي تحكم قبضتها على البرلمان العراقي ان السبب الحقيقي وراء إثارة الجدل حول هذه الاتفاقية هو مزايدات سياسية لقرب انتخابات مجالس المحافظات في التاسع عشر من كانون الأول المقبل والانقسام الحاد والتنافس المحتدم في الداخل العراقي بين تلك الكتل السياسية التابعة للأحزاب .

وهنا سنكون امام أربعة احتمالات لإخامس لها.. 

 الأول هو إعادة التصويت على الاتفاقية بأغلبية الثلثين وهذا وأرد جدا لارتباط تلك الأحزاب مع الكويت بعلاقات من تحت الطاولة. 

والثاني هو إبلاغ الجانب الكويتي بتعليق الاتفاقية وهنا سنتجه للاحتمال الثالث وهو الذهاب للمحكمة الدولية للنزاعات. 

اما الرابع وهو والأقرب هو تراجع تلك القوى السياسية بعد انتهاء الانتخابات والتصويت لإعادة الاتفاقية بحجة الأخوة العربية ورابطة الدم والمصير العربي المشترك.. الخ من هذه التراهات التي مللنا سماعها منذ ايام النظام السابق والتي لايؤمن بها الجانب الاخر . 

وعلى ذكر النظام السابق هل يعرف من يطلبون لحقوق العراق التي تضيع  بهذه الاتفاقية من اتباع ذلك النظام، وأنه لو كان صدام ونظامه موجود لن يحصل مايحصل مع الكويت أن هذه كذبة كبيرة، هل تناسوا أو تجاهلوا أن ذلك النظام هو من صادق على اتفاقية الملاحة البحرية في خور عبد الله تستند إلى القرار رقم 833 الصادر عن مجلس الأمن الدولي عام 1993، بشأن ترسيم الحدود رغم انفه ووفق الوثيقة الرسمية التي وضعت تحديدا دقيقا لإحداثيات الحدود الواردة في المحضر المتفق عليه بين الكويت والعراق بشأن إعادة علاقات الصداقة والاعتراف والمسائل ذات الصلة الموقع عليه من الطرفين في 4 تشرين الأول عام 1963 وهذة أيضا حصلت ايام استيلاءالبعثيين على السلطة بعد اغتيال عبد  الكريم قاسم بشهور. 

وأمثال هؤلاء كمثل الكتل السياسية الحالية حيث يوظفون الأحداث لصالحهم ويحاولون إظهار وطنية وشجاعة النظام البائد التي لانجد لها أثرا  الا في مخيلتهم فيما حصل في الماضي، بل العكس تماما حيث ورط البلد وكبله باتفاقات وقرارات ومزرية. 

أجزم أن الأطراف المعترضة عل الاتفاقية مع الكويت ستتراجع بسرية تامة وستكون هي المنونة والمحقوقة للكويتيين، وان كل ماجرى  وسيجري هو زوبعة في فنجان وسوالف "للمچارية" والاستهلاك المحلي لأنهم ببساطة قد قبضوا ثمن بيع العراق منذ وقت طويل جدا، هم وامثالهم من أيتام صدام أصحاب ايام الزمن الجميل الذي ليس فيه شيء من الجمال سوى الاسم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك